قالت رئيسة جمعية أوال النسائية فاطمة ربيعة: «المجتمع المدني يعتني بقبول الاختلاف والتنوع بين الذات والآخرين، وإن هذه التعددية هي مصدر الحيوية والإبداع والخلق والاستقرار». جاء ذلك في ورشة الشباب والعمل التطوعي للطالبات في مختلف المراحل الدراسية، نظمتها الجمعية في مقرها، أمس الأول، وذلك ضمن سلسلة فعاليات برنامجها الصيفي.
وبينت ربيعة أن التطوع يستند على عدة مبادئ «فعلى المتطوعين أن يعترفوا بحق كل إنسان في التأسيس الحر للجمعيات، بغض النظر عن الجنس والدين والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية، واحترام كرامة وثقافة كل إنسان وتقديم الخدمات للآخرين من دون عائد وأرباح مادية والانخراط في المجتمع لحل مشكلات».
وذكرت أن التطوع ينمي الأفراد ويكسبهم الكثير من المهارات الجديدة ويطور من إمكاناتهم الشخصية ويعزز اعتمادهم على الذات وقدراتهم الابتكارية.
وعرَّفت التطوع بإنه «التضحية بالوقت أو الجهد أو المال دون انتظار عائد مادي يوازي الجهد المبذول». وبينت أن المتطوع هو «الشخص الايجابي والذي يؤمن بفكر معين ويعايش ظروف بيئته ومجتمعه ويتحسس مشكلات مواطنيه ولديه استعداد للعمل الجماعي مع الغير للقيام بمبادرات عملية أو التبرع بالأموال أو إجراء دراسات وأبحاث والمشاركة بحملات توعية».
أما عن العمل الاجتماعي التطوعي فإنه «النشاط الاجتماعي والاقتصادي الذي يقوم به الأفراد والممثلون في الهيئات والمؤسسات والتجمعات الأهلية ذات النفع العام دون عائد مادي مباشر للقائمين عليه».
وتخللت المحاضرة نقاشات وحوارات بين الطلبة وربيعة حول تلك المفاهيم، واتجهت دفة الحديث بعد ذلك لمعنى المجتمع المدني إذ إنه «مجموعة من التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة لتحقيق مصالح أفرادها، ملتزمة في ذلك بقيم ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح والإدارة السلمية للتنوع والخلاف». وأوضحت أن المجتمع المدني يتضمن 3 أمور من بينها «الفعل الإرادي الحر والتنظيم الجماعي، وأخلاق الديمقراطية».
وصنفت في معرض حديثها الجمعيات الأهلية إلى الجمعيات والصناديق الخيرية والجمعيات النسائية والمهنية والتخصصية والأندية الثقافية والفنية والجمعيات التعاونية وأندية الجاليات الأجنبية. وتحدثت ربيعة عن حرص دول العالم بحكوماتها وهيئاتها الرسمية ومنظماتها الأهلية التطوعية على المشاركة في الاحتفال باليوم الدولي للمتطوعين. جرى تقييم عام للورشة عن إيجابياتها وسلبياتها ومن ضمن الايجابيات التي أدرجتها الطالبات هي «التعرف على جمعية أوال وأنشطتها ومعرفة أصول العمل التطوعي فوائدة والتعرف على الكثير من المصطلحات».
وقالت ربيعة: «لابد أن نستمع للسلبيات حتى نقوِّم عملنا ونستفيد من أخطائنا وكل ذلك سيساهم في تطوير الأداء وتحسينه»، وبمناسبة ذلك قالت الطالبة أمل جعفر: «قد يكون القول أسهل من الفعل، فليت العمل التطوعي يُشرح بطريقة عملية وليس نظرية فنحن في الدول النامية بأشد الحاجة إلى الرقي والتقدم».
وقسمت الطالبات الى مجموعات عمل لمناقشة آليات وسبل تطوير العمل التطوعي وبينت ربيعة أن جمعية أوال تحمل هدفا كبيرا جدا وهو تحسين وضع المرأة في البحرين. وسألت إحدى الطالبات ربيعة عما إذا كان للجمعية دور لما يجري في الساحة من تطورات سياسية فأجابت: «الجمعية جزء من المجتمع وتؤرقها الكثير من القضايا وتهتم بها، فقد تحركنا من أجل تفعيل قانون الأحوال الشخصية». وتستمر البرنامج الصيفي للجمعية والذي يشمل محاضرات وفعاليات ترفيهية وتثقيفية وورش عمل حتى 16 أغسطس/ آب المقبلة
العدد 318 - الأحد 20 يوليو 2003م الموافق 20 جمادى الأولى 1424هـ