يستذكر المسلمون في العاشر من شهر محرم من كل عام ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف بكربلاء في العام 61 للهجرة (680م).
- أمه فاطمة الزهراء (ع) بنت الرسول محمد (ص) بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
- كنيته «أبو عبدالله»، ويلقب بـ «سيّد شباب أهل الجنة»، وهو أحد الأربعة الذين «باهل» بهم رسول الله (ص) نصارى نجران.
- لازم جده الرسول محمد (ص) 6 سنوات، وفيه قال النبي (ص) «حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا».
- عاش مع أبيه الإمام علي وأخيه الأكبر الإمام الحسن لمدة 40 عاما، شارك في أكثر حوادث ومواقف وحروب أبيه، وكان عونا لأخيه الحسن بعد ذلك.
- في العام 661م أسس معاوية بن أبي سفيان الدولة الأموية وذلك بعد استشهاد الامام علي (ع). فقد بايع المسلمون الإمام الحسن خليفة عليهم في الكوفة، إلا أن معاوية كان أعلن نفسه خليفة واتخذ من دمشق مقرا لخلافته. وبعد أن كادت الحرب تقع بين الطرفين، فضل الإمام الحسن حقن دماء المسلمين ووافق على «الصلح» مع معاوية، وذلك في يوليو/ تموز 661م. بعد الصلح غادر الحسن، ومعه الحسين الكوفة، واستقرا في المدينة المنورة، واستشهد الحسن مسموما في العام 669 م.
- بعد العام 669 م تسلم الإمام الحسين دعوات كثيرة للنهوض وإعلان الثورة ضد الحكم الأموي، إلا أنه فضّل عدم القيام بذلك لكي لا يكون مخالفا لأي من بنود الصلح، حتى لو كان معاوية أخل بها.
- في العام 679 م تحرك معاوية باتجاه نقل الحكم إلى ابنه يزيد وعينه وليا للعهد.
- في أبريل/ نيسان 680 م توفي معاوية، وتسلم حكم الدولة الأموية ابنه يزيد. وكتب يزيد إلى والي المدينة، الوليد بن عتبة، أن يأخذ البيعة من الحسين قبل ان ينتشر خبر وفاة معاوية وتجتمع الناس حول الحسين. وفي المدينة استدعى الوليد الإمام الحسين ليأخذ منه البيعة، والحسين يرفض، وحدثت مواجهة كلامية ومن ثم محاججات تنتهي بتحدي الحسين للوالي بقوله «مثلي لايبايع مثله».
- بعدها يقرر الحسين أن يخرج إلى مكة المكرمة ومعه أبناؤه وأبناء أخيه الحسن وأخوانه، ما عدا أخيه محمد بن الحنفية الذي بقي في المدينة.
- وصل الإمام الحسين في مطلع شهر شعبان إلى مكة، وبدأ الناس يتوافدون عليه. وفي هذه الأثناء انتشر ما جرى بين الحسين ووالي المدينة ورحيله إلى مكة إلى كل مكان عبر الحجاج، ما حدا بأهل الكوفة أن يكتبوا إلى الحسين يدعونه إلى الارتحال إلى الكوفة التي أعلنت الولاء له.
- قرر الإمام الحسين إرسال سفير له إلى الكوفة لاستطلاع الأمر، واختار مسلم بن عقيل، ودخل مسلم الكوفة وأقام في منزل المختار بن عبيدة الثقفي، وبدأ يجمع الأنصار. أما الوالي الأموي في الكوفة، النعمان بن البشير، فقد شعر بأن الوضع ينقلب عليه. عرف يزيد بالأمر فاستبدل الوالي وعين مكانه عبيدالله بن زياد. دخل بن زياد الكوفة متعمما ومتلثما واعتقد الناس أنه الحسين، حتى دخل قصر الإمارة ومن هناك قلب الأوضاع على مسلم بن عقيل، عبر ترغيب وترهيب أنصاره، ومن ثم قتل مسلما وعددا من الأنصار الرئيسيين، وكان ذلك في مطلع شهر ذي الحجة.
- عندما استشهد مسلم، كان الحسين يهم بالخروج من مكة بعد أن بقي فيها نحو 4 أشهر، ولم تصل أخبار مقتل مسلم بن عقيل في تلك الفترة بعد.
- عرف عبيدالله بن زياد بخروج الحسين إلى الكوفة، فأرسل ألف جندي بقيادة الحر بن يزيد الرياحي لاعتراض الحسين واصطحابه «مأسورا» إلى الكوفة. الحسين يحاور الحر، وأثناء محاولة الحر ومن معه قام الحر ببالتضييق على الحسين وأصحابه بالطريقة التي أمروا بها، ووصل الجميع عند منطقة يطلق عليها نينوى، والغاضرية. عندها وصل مبعوث من عبيد الله بن زياد إلى الحر يأمره بأن يدفع الحسين نحو منطقة بعيدة عن الماء والزرع، وأن المبعوث سيبقى حتى يتم تنفيذ الأمر. ونفذ الحر الأمر الصادر له.
- في اليوم التالي (الثاني من محرم) وصل قائد عسكري آخر وهو «عمر بن سعد»، ومعه أربعة آلاف جندي، وأحاطوا بالحسين في المنطقة التي يطلق عليها «كربلاء».
- بدأت الحوارات بين قادة الجيش الأموي والحسين، ووصلت رسائل من عمر بن سعد إلى عبيدالله بن زياد تحاول أن تصل إلى نتيجة دون المواجهة، فبعث عبيدالله بن زياد بقائد عسكري آخر وهو «شمر بن ذي الجوشن»، ومعه أمر بأن يستحصل عمر بن سعد البيعة من الحسين قسرا، أو يقتله.
- عمر بن سعد يقرر تنفيذ الأمر ويبدأ بمنع الماء عن الإمام الحسين ومن معه بدءا من اليوم الثامن من محرم.
- في التاسع من محرم بدأ الحسين يتهيأ للقتال حتى الشهادة، وأكد ما قاله عند تحركه إلى الكوفة «إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب». وأكد «خُطّ الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة «، وقال «ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما».
- وفي العاشر من محرم العام 61 للهجرة (680م)، بعد صلاة الظهر، بدأت المناوشات بالأسهم على خيام الحسين. ثم بدأت المعركة الدموية واستمرت نحو ساعتين، استشهد خلالها الإمام الحسين وأكثر من 70 من أبنائه وأنصاره. وتم حرق الخيام وسبي النساء، وبعد ذلك قادوهن مصفدات بالأغلال إلى الكوفة، ثم إلى الشام (دمشق) على جمال هزيلة، بحيث إذا توقفت الجمال يضربون الأطفال بدلا من الجمال لتحريك الركب مرة أخرى.
العدد 2315 - الثلثاء 06 يناير 2009م الموافق 09 محرم 1430هـ
هيهات منا الذله
لا يوم كيومك ياأباعبدالله