وجه البنك الدولي وكبرى المنظمات غير الحكومية العالمية، نداء إلى قمة مجموعة الـ «20» التي عقدت 24 و 25 سبتمبر الماضي، في مدينة بيتسبورغ الأميركية، بعدم تناسي احتياجات فقراء العالم الذين تضرروا أكثر من غيرهم من تداعيات الأزمة المالية.

فقد أشار تقرير أخير للبنك الدولي إلى أن الركود العالمي مازال قائما، وسيضيف بحلول نهاية العام المقبل، نحو89 مليون نسمة إلى عدد الأفراد الذين يعانون الآن من «الفقر المدقع» في العالم؛ أي أولئك الذين يضطرون إلى العيش على أقل من 1,25 دولار في اليوم.

وأفاد التقرير (من 24 صفحة) الذي أعده البنك الدولي وعرضه على قمة مجموعة 20، بأن الأزمة المالية العالمية تهدد أيضا أكثر دول العالم فقرا بالعجز عن إنفاق نحو 12 مليار دولار، تحتاجها لتلبية متطلباتها الأساسية من البنية التحتية.

وقال مدير البنك الدولي، روبرت زوليك، إن «الفقراء يتعرضون إلى أقسي المخاطر التي تترتب على الصدمات الاقتصادية، والتي تتسبب في دفع العائلات نحو الفقر، وتفاقم الأحوال الصحية، وانخفاض معدلات الإقبال على المدارس، ووقف التقدم المحرز في بعض القطاعات؛ بل والعودة بها إلى الوراء».

هذا، ضمت كبرى المنظمات غير الحكومية في الغرب أصواتها للبنك الدولي، مشددة على حتمية وفاء مجموعة الـ 20، التي تضم أغنى دول العالم وبعض البلدان الناشئة القوية كالصين والبرازيل والهند وإندونيسيا، بالوعود التي بذلتها في قمتها في لندن في أبريل/ نيسان الماضي، بتوفير 50 مليار دولار للدول منخفضة الدخل، لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية.

كما شددت المنظمات غير الحكومية على أن تضيف مجموعة الـ 20 هذه الموارد إلى المساعدات التي تقدمها حاليا إلى البلدان النامية. وصرح رئيس منظمة «أوكسفام» اميركا، راي أوفينهتيرز، أنه «من الحتمي أن تكون هذه المساعدة إضافية، وألا تخصم من مساعدات التنمية الحالية» أو تحتسب على ذمتها.

هذا، وتناولت أجندة القمة قضايا إصلاح الإسواق المالية والنظام المالي العالمي، والسعي إلى إنهاء المفاوضات التجارية في إطار جولة الدوحة في العام المقبل، ومواجهة الضغوط الحمائية المتزايدة في عدد من كبرى الإقتصادات العالمية.

كما تشمل العمل على التوصل إلى المزيد من التوافق بشأن بعض القضايا السياسية الدولية المهمة، كالنزاع العربي الإسرائيلي وأفغانستان وإيران وكوريا الشمالية، إضافة إلى قمة التغيير المناخي في ديسمبر/ كانون الأول المقبل