العدد 2603 - الأربعاء 21 أكتوبر 2009م الموافق 03 ذي القعدة 1430هـ

إبراهيم: صوَّرت فيلمي في كرزكان والمنامة وأطمح في تجربة مختلفة

حصد فيلمه جائزتي الإخراج والتمثيل بمهرجان الشرق الأوسط

علاقة المخرج البحريني محمد إبراهيم محمد مع الكاميرا علاقة قديمة تعود لما قبل تسعة أعوام مضت، حين كان الفتى الصغير ملتزما بتصوير كل ما تقدمه مدرسة الخليل بن أحمد التي كان طالبا فيها آنذاك من أنشطة وبرامج طلابية.

تطورت تلك العلاقة بعد ذلك بأعوام قليلة ليقدم محمد من خلالها أول أفلامه القصيرة “هروب”. حينها لم يكن يملك سوى كاميرا فيديو وثلة من أصدقائه لتمثيل مختلف أدوار الفيلم. عرض فيلمه ذاك في عدد من الأندية والمراكز الثقافية بمختلف مناطق البحرين، لكنه حصل عن ذلك الفيلم الذي قدمه العام 2005 على الجائزة الأولى في مهرجان كرزكان الثقافي للأفلام القصيرة.

وبسبب ما حصل عليه من تشجيع تتالت أفلامه القصيرة فمن “الرهينة” الذي صوره بين البحرين وسوريا، إلى “كنز من الإبداع” الذي أكسبه جائزة المركز الأول في الفيلم القصير بالمهرجان الإعلامي الثالث بجامعة البحرين، وكان ذلك في أول أعوام دراسته فيها.

سافر محمد بالفيلم ذاته إلى مسابقة أفلام من الإمارات في أبوظبي التي صور فيها رابع أفلامه “خطوات” وذلك خلال تواجده في المهرجان.

خامس الأفلام كان “بقايا جرح” وبعدها جاء “زهور تحترق” الذي فاز اليوم بجائزة أفضل فيلم روائي قصير في المسابقة الخليجية بقسم أفلام الإمارات بمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي والذي حصل بطله ابراهيم البيراوي على جائزة أفضل ممثل خليجي في المهرجان نفسه.

ويمثل هذا الفيلم التعاون الثاني مع الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي بعد أن كان محمد قد عمل كمساعد للمخرج بسام الذاودي في أول أفلام الشركة “حكاية بحرينية”. وكان محمد، ، قد حصل على المركز الثاني في قسم الأفلام القصيرة في مسابقة الحاج حسن العالي الثقافية عن فيلم “زهور تحترق” قبيل فوزه الأخير بفترة قصيرة . يشار إلى أن محمد قد تسلم إدارة مهرجان الريف للأفلام القصيرة منذ موسمه الثاني، وهو حائز على شهادة في التصوير والإخراج التلفزيوني.

«فضاءات» الوسط أجرت مع محمد اللقاء التالي حال تلقيها أنباء فوزه :

أنت في البدايات وتقدم عملك السادس لتشارك به في مهرجان أبوظبي السينمائي وتتنافس مع أسماء إن لم تزد عنك خبرة في عالم صناعة الأفلام فهي بكل تأكيد تفوقك خبرة في الحياة، ما الذي يعنيه لك ذلك، وما الذي يقدمه إليك هذا الفوز؟

- هذا الفوز يعني لي الكثير ويكفي أنني شرّفت وطني وشرّفت البلاد وكل العاملين في العمل، وأيضا شرّفت كل المحبين لي شخصيا، بالإضافة إلى أنني سعيد جدا بهذا الفوز وفخور أيضا، وبهذه المناسبة أتقدم بجزيل الشكر إلى الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي التي كان لها الدور الكبير في هذا الفوز بدعمها الكلي لهذا العمل وبرصد هذه الموازنة لهذا العمل، والحمد لله رب العالمين.

حصدت العديد من الجوائز بحرينيا، لكن خليجيا، تعد هذه الجائزة هي الأولى ما الذي ينوي محمد أن يفعله الآن، ما هي خطوتك المقبلة، هل تنوي الاستمرار في مجال الأفلام القصيرة، أم أنك سوف تنتقل لتجريب الفيلم الروائي مثلا؟

- أنا أطمح في تجربة مختلفة. طبعا الخوض في تجربة فيلم روائي طويل لكن دائما ما تواجهنا بعض المشكلات التي تعيق إنتاج مثل هذا العمل الروائي الطويل، لأن العمل الروائي الطويل يحتاج إلى المزيد من الدعم والجهد، فحينما يوجد هذا الدعم فسأتواجد في هذا المجال بالتحديد. ومن ناحية مجال الأفلام القصيرة فسوف تكون لي تجربة أخرى في مهرجان الخليج السينمائي في شهر أبريل/ نيسان، وبعد هذه التجربة القصيرة سوف أبحث عن جهات تدعم العمل إذا كانت هناك فكرة معينة لإنتاج فيلم روائي طويل.

لكن ما هي الفكرة الجاهزة لديك في الوقت الحالي والتي تنوي تقديمها في عملك المقبل؟

- حاليا أحضّر لفيلم قصير وأحاول اختيار قصة مناسبة.

في هذا الفيلم تعاملت مع فنانين أصحاب أسماء مثل عادل شمس، عبدالله السعداوي، بروين، كيف تمكنت من إدارتهم رغم صغر سنك؟

- أنا أشكر أول شيء الأستاذ عبدالله السعداوي والأستاذ عادل شمس والفنانة بروين على تعاونهم في العمل، وطبعا هم بتواضعهم بحبهم إلى العمل الفني بشكل عام استطعت التعامل معهم بكل مرونة، فأتقدم لهم بجزيل الشكر على تعاونهم هذا وعلى تطوعهم في العمل، وهذا إن دلّ على شيء فيدلّ على حبهم إلى العمل السينمائي.

إبراهيم البيراوي، دخل في منافسة شرسة مع أسماء كبيرة أيضا، مع أنه ممثل في بداياته، ورغم ذلك فاز بجائزة أفضل ممثل خليجي في المهرجان، ماذا تقول عن فوزه؟

- أنا أهنئ هذا الشاب المبدع الفنان إبراهيم البيراوي على هذا الفوز الذي يستحقه بجدارة مع وجود العديد من الأسماء اللامعة والتي لها خبرتها في هذا المجال، مثل الفنان الكويتي جاسم النبهان والفنان البحريني عبدالله ملك والفنانة شيماء سبت. فأهنئه على هذا الفوز حيث كان أداؤه أداء سينمائيا مقنعا فاستحق الجائزة بكل جدارة.

لماذا أسندت له بطولة عملك في مقابل ممثلين آخرين، كان يمكنك أن تستعين باسم معروف، فلماذا إبراهيم تحديدا؟

- لأني شعرت بأن إبراهيم قادر على العطاء، وخاصة أنني رأيت له أعمالا مسرحية أنتجها مسرح الريف فلمست أنه ولد طموح متمكن من أدواته بشكل عام وأحسست أن بإمكانه أخذ الدور وإجادته، وبناء على الدور الموجود لدي تم اختيار إبراهيم البيراوي وفق الإمكانات التي يتمتع بها.

محمد... من أقوى النقاط في فيلمك هي اختيار مواقع تصوير جميلة وزوايا تصوير موفقة أيضا، حدثني عن اختيارك لهذه المواقع، أين قمت أولا بتصوير فيلمك، وكيف قمت باختيار هذه المواقع، وعلى أي أساس؟

- اخترت المواقع التصويرية بناء على الجماليات التي يتمتع بها «اللوكيشن» نفسه، فقبل التصوير قمت بجولة ريفية بالأخص وجولة في سوق المنامة وحددت المواقع التصويرية التي سوف أصوّر فيها، واخترتها بناء على جماليتها، والحمد لله تمكنت من اختيار بعض «اللوكيشنات» المناسبة واخترت معظمها في قرية كرزكان بالإضافة إلى المنامة.

ماذا تعني لك صناعة الأفلام، أو صناعة السينما، هل تتفق مع من يرى أنه لا يمكن أن تقوم صناعة للسينما في المنطقة، وأن المهرجانات السينمائية هي مجرد ترف ولا علاقة للموضوع بصناعة السينما؟

- بالفعل لا توجد لدينا صناعة سينما حقيقية لأننا لا نملك سوقا سينمائية كما هو موجود في مصر أو أميركا مثلا، فالوضع مختلف بيننا نحن الدول الخليجية وبين مصر وأميركا أو أية دولة أخرى، لكن هذه التجارب تعزز قدراتنا وتعزز التجارب بشكل عام، فهذا الشيء يصنع جيلا سينمائيا يمكن أن يكون مؤسسا لسوق سينمائية أيضا، ولِمَ لا.

البعض يتهم لجان التحكيم في المهرجانات بالتحيّز لأطراف دون أخرى، ويقولون إن الأمر كله لا يتعدى كونه مسألة علاقات عامة. أنت الآن شاركت في المهرجان وعشت تجربة حتى التنافس بين أطراف أخرى، ثم تجربة الفوز... كيف وجدت النتائج، هل هي منصفة أم أن هناك تحيزا؟

- طبعا النتائج لمست فيها أنها طبيعية ومنصفة ومتوقعة أيضا، إضافة إلى أن لجان التحكيم تختلف من مهرجان إلى آخر، ولكن بشكل عام المهرجانات التي شاركت بها شعرت أن لجان التحكيم لهم رؤية خاصة في مجال التحكيم، فلهم رؤيتهم ولهم قناعاتهم وآراؤهم، فنحن نحترم كل الآراء ونحترم قناعاتهم أيضا، والعمل في النهاية أهم شيء يكسب رضا الجمهور ويكون قريبا من مشاعرهم وقريبا من أحاسيسهم ولا يكون مجرد عمل رمزي يعجب لحكم التحكيم فقط لا أكثر؛ لأن بعض لجان التحكيم تميل إلى الرمزية وإلى الأعمال الفنتازية التي لها دلالات رمزية وتكون هذه الأعمال دائما بعيدة عن الجمهور، فأهم شيء أن العمل يكسب رضا الجمهور هذا أهم شيء بالنسبة لي حتى لو لم يفز، فأعمالي السابقة لم تفز لكني شعرت بأن الجمهور ارتاح من هذه التجارب.

عملك مأخوذ من رواية لغسان كنفاني، على أي أساس تم اختيار هذه القصة؟

- من ناحية اختياري لفكرة غسان كنفاني لكوني معجبا بهذا الكاتب وبروايته وبقصصه القصيرة أيضا، لأنها دائما ما تكون قريبة إلى ذهن القارئ، وقد أعجبتني قصة «كعك على الرصيف» جدا إذ قرأتها قبل سنتين تقريبا وبعدها جلست مع الأستاذ علي باقر وحوّلناها إلى فيلم برؤية محلية بعيدة كل البعد عن الفكرة بشكل عام أو بعيدة ليست عن الفكرة وإنما عن بعض الأمور التي تتعلق بالمجتمع الفلسطيني، فقربنا العمل بحيث نكون متمكنين من إخراجه وإنتاجه في البحرين.

هذه المرة هل تنوي أيضا أن تلجأ إلى روايات مثل رواية غسان كنفاني، أم أنك من الممكن أن تقبل بسيناريو محلي بحريني؟

- أتمنى أن يكون عملي المقبل بحرينيا بكل ما تعنيه الكلمة، بحريني بحريني.

أنت مجتهد وموهوب وهذا واضح في عملك، لكن هل هناك طرف معين تدين له بالفضل في هذا النجاح؟

- كل الذين شاركوا في العمل لهم دور كبير في نجاح هذا العمل، ونجاح العمل هو نجاح لكل العاملين في هذا العمل من جهة إنتاج (الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي)، من الفنان الكبير عبدالله السعداوي، الفنان عادل شمس، الأستاذ علي باقر في كتابة السيناريو، إبراهيم البيراوي أيضا، الفنانة بروين، الفنانة اللبنانية نيكول، لمياء الشويخ، كل هؤلاء الفنانين لهم دور كبير، إضافة إلى الموسيقار محمد حداد ومدير الإضاءة خالد العميري فنان طبعا، والآسيويين اللذين شاركا في العمل الفنانين آجيد وبيناج ماثيو، فكل هؤلاء كان لهم دور كبير في نجاح العمل وتفوقه.

- محمد إبراهيم... مبارك الفوز مرة أخرى، ونشكر لك حضورك الجميل اليوم، كما نشكر جميع مستمعي الوسط اون لاين على حسن إصغائهم.

العدد 2603 - الأربعاء 21 أكتوبر 2009م الموافق 03 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً