العدد 320 - الثلثاء 22 يوليو 2003م الموافق 23 جمادى الأولى 1424هـ

غابات العالم تتناقص بمعدل 4'2 % كل عشر سنوات

أكثر من 23 مليون فدان من غابات العالم - وهي مساحة كافية لتغطية سكوتلاندا بأكملها - تختفي كل عام بسبب عمليات قطع الأشجار من أجل الزراعة. ان المساحة التي يتم ازالة الاشجار منها كبيرة جدا لدرجة أن بعض الدول مثل أندونيسيا يمكن ان تخسر غابات استوائية كاملة في السنوات العشر المقبلة.

وتوضح الأرقام الرسمية أن الميل لاستخدام الأخشاب في صناعة الأثاث والأرضيات والمباني - في أوروبا، وبريطانيا وشمال أميركا - يؤدي الى تقليل مساحة الغابات في العالم بمعدل 2,4 في المئة كل عشر سنوات.

وقد اعترفتوزيرة الدولة لقسم التطوير الدولي الذي نشر احصاءات الأمم المتحدة هيلاري بن، بأنهم لم يأخذوا بعين الاعتبار عمليات ازالة الاشجار التي تسببها تجارة الأخشاب غير المشروعة. ان مواطن بعض القردة والغوريللا مهددة بالخطر بسبب عمليات قطع الأشجار القانونية أو غير القانونية، كما ان اندر مخلوقات العالم، مثل نمور ووحيد قرن سومطرة، اجبرت على التراجع الى ما وارء حدود غابات اندونيسيا المتناقصة.

وتوضح الأرقام التي تلت ما نشرته «الاندبندنت» عن المعدل المقلق لاختفاء الغابات الاستوائية في الأمازون أن قطع اشجار الغابات الاستوائية في البرازيل قفز بنسبة 40 في المئة في السنة الماضية اي ان مساحة الغابات تنخفض بمعدل 25,500 كم مربع في العام الواحد.

وقد حذرت المجموعات البيئية من تزايد مساحة الغابات التي يتم قطعها في إفريقيا وآسيا ووسط وجنوب أميركا بالاضافة الى انقراض بعض الحيوانات وتعريض قرى بأكملها للخطر بسبب الفيضانات وتآكل التربة.

يقول القائم بحملات الحفاظ على الغابات في منظمة السلام الأخضر آندي تايت إن شركات قطع الأشجار تفتح الغابات العذراء بالطرق فتقوم بالقضاء على الغابة من أجل الزراعة واستخراج المعادن. ويقدر البنك الدولي أن الغابات الاستوائية المنخفضة في سومطرة وكاليمنتان في أندونيسيا التي تعتبر موطنا لبعض الحيوانات لن يستمر وجودها أكثر من عشر سنوات إذ سيتم قطعها بالكامل.

وقد ناشد نواب البرلمان البريطانيون قبل أسابيع الحكومة البريطانية بوضع المزيد من الضغوط على الحكومات العالمية فيما يتعلق باستخدام الخشب المنتج في برامج القطع المستمرة، ويقول نورمان بيكر المتحدث البيئي للحزب الليبرالي الديمقراطي، إن حكومة المملكة المتحدة يجب أن توقف استخدام الماهوجني وخشب السيبيل في مشروعاتها البنائية العامة.

ويواصل قائلا: إن عملية ازالة الاشجار هي عملية يتعذر الغاؤها تقريبا، كما انه لا يمكن زراعة الغابات بين ليلة وضحاها بل يتطلب الأمر سنينا. يجب كبح عمليات زراعة الغابات المفرطة، والا فسيتحقق القول المأثور بأن «الغابات تسبق الانسان اما الصحارى فتتبعه».

وتوضح الأرقام التي اشتقها السيد بيكر من الحكومة انه خلال العقد الماضي تم فقدان 2,4 في المئة من الغابات التي تغطي العالم، ويعود السبب بشكل كبير الى عمليات قطع الأشجار. وقد قدرت منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة أنه في كل عام يتم قطع 23,2 مليون فدان من الغابات، وهي مساحة أكبر من مساحة سكوتلاندا.

ان قطع أشجار الخشب الصلب مثل الماهوجني، وصناعة الورق وعجائن الورق، تهدد مواطن الحيوانات الموجودة في حوض الكونغو، والأمازون، وغرب كندا، وهي مواطن الدب الأسود والدب البني التي يتم قطع أشجار الرز الأحمر منها.

ويقول البيئيون: كما تنتشر عمليات القطع غير القانونية للأشجار المهددة بالخطر مثل أشجار الماهوجني الموجوة في الأمازون، وبسبب هذه العمليات غير القانونية تجد الأخشاب المحظور قطعها طريقها الى محلات التزويد الرئيسية الموجودة في أوروبا. وتحذر مجموعات حماية الحياة البرية من أن تفتح عمليات القطع هذه الطريق للصيادين المخالفين لاستهداف الحيوانات في المواطن التي لم يصل لها الانسان مسبقا. ويقول مصدر من صندوق التمويل العالمي WWFإن عمليات قطع الأشجار في إفريقيا أدت الى انقراض انواع من القرود.

كما يقول ستوارت شابمان من صندوق التمويل العالمي «دائما ما يتم التقليل من أهمية التركيز على تأثيرات عمليات قطع الأشجار. وهو يدفع بالحدود الى الوراء للأنواع المهددة بالخطر، كالنمر السومطري ووحيد القرن السومطري اللذين لا يستطيعان العيش على مسافة ثلاثة كيلومترات من هذه الحدود، بل يتراجعون الى مساحات الغابات المتناقصة. مسيرة قطع الأشجار تزيد أيضا من قدرة الصيادين على الوصول الى هذه الأنواع التي كان يتعذر الوصول اليها مسبقا. ان الحيوانات غير المهددة بالخطر قد لا يكون لديها رد الفعل الوقائي من الانسان لتصبح اكثر تشكيكا في رصاصات الصيادين المخالفين.

(خدمة الاندبنت - خاص بـ «الوسط»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً