العدد 322 - الخميس 24 يوليو 2003م الموافق 25 جمادى الأولى 1424هـ

أبومازن يسعى إلى إسقاط الجدار الأمني

فشل محاولة لاغتيال رئيس الاستخبارات العسكرية الفلسطينية

واشنطن- محمد دلبح، عمّان- حسين دعسة، وكالات 

24 يوليو 2003

جرت محاولة اغتيال فاشلة مساء أمس استهدفت رئيس الاستخبارات العسكرية الفلسطينية في غزة وذلك غداة لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس «ابومازن» مع الرئيس الأميركى جورج بوش.

وصرح مصدر أمني فلسطيني رفيع المستوى بأن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في السلطة الفلسطينية موسى عرفات نجا مساء أمس من محاولة لاغتياله. وذكر أن مجهولين أطلقوا قذيفة صاروخية على مكتب موسى في مقر قيادة الاستخبارات العسكرية داخل مجمع الدوائر الأمنية الفلسطينية في وسط غزة المعروف باسم السرايا. وأوضح أن القذيفة أصابت سجنا يقع بجوار مكتب اللواء ما أدى إلى إصابة عشرة سجناء بجروح بعضها خطير. ولم يعرف على الفور المسئولون عن الهجوم.

هذا واجتمع أبو مازن مع مستشارة الرئيس الأميركي لشئون الأمن القومي كوندليزا رايس في وقت متأخر من مساء أمس للتحضير لاجتماعه اليوم مع بوش. وقال أبو مازن في تصريحات أمس إنه سيبحث مع بوش وكبار مساعديه سبل تحقيق رؤية الرئيس الأميركي بإقامة الدولة الفلسطينية مع نهاية العام 2005، مؤكدا أن المحادثات ستتناول سلسلة من القضايا وفي مقدمتها تعريف ما جاء في رؤية بوش لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الجزء المتعلق بـ «تقسيم الأراضي المقدسة بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وأضاف «سنؤكد للحكومة الأميركية خطورة الاستمرار في بناء الجدار الأمني إلى جانب ضرورة تجميد الاستيطان بشكل كامل كي نتمكن من المضي قدما». وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ «الوسط» إن أبومازن ينوي إبلاغ بوش أن «إسرائيل» ترمي من خلال بناء الجدار الفاصل إلى عزل الضفة الغربية ومنع أية روابط مباشرة للفلسطينيين مع العالم الخارجي. وفي سياق متصل أكدت مصادر دبلوماسية لـ «الوسط» أن الضغوط الأميركية على حكومة شارون بشأن الجدار الفاصل تأخذ منحى جديا، ومن المرجح تعديل مسار الجدار كذلك تأخير إنجازه. ومن جانب آخر دعا وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر الولايات المتحدة إلى إقامة وضع جديد في الشرق الأوسط موصيا بالارتكاز على «حوار استراتيجي» مع أوروبا. وعلى الصعيد الفلسطيني حذرت حركة الجهاد الإسلامي من انفجار الوضع في حال استمرت «إسرائيل» بملاحقة نشطائها واعتقالهم مؤكدة أن الإسرائيليين «لن ينعموا على حساب شعبنا». جاء ذلك في بيان لها أمس بعد أن اعتقلت قوات الاحتلال أحد قادتها (أحمد شباني) قرب جنين بتهمة المشاركة في عمليات ضد «إسرائيل».


«إسرائيل» تصر على استثناء الأسرى والسلطة تعتبرها محاولة لزرع الفتنة

عرفات يدعو إلى تدخل دولي لمنع تدنيس الأقصى

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات

استشهد أمس عربي في النقب الفلسطيني المحتل بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في حين حث الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الرؤساء والقادة والمسئولين العرب والمسلمين على سرعة التدخل لتطويق ذيول المحاولات اليهودية للنيل من الحرم القدسي الشريف. ومن جانب آخر أكد الوزير الفلسطيني لشئون المعتقلين والأسرى هشام عبدالرازق أن اجتماعه الأخير لبحث موضوع الأسرى لم يصل إلى نتيجة تذكر.

وأطلع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الرؤساء والقادة العرب ومنظمات عربية وإسلامية على الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف، إذ بعث عرفات أمس رسائل إلى الرؤساء والقادة العرب ورئاسة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس والأمانة العامة لجامعة الدول العربية. ووضع الرئيس الفلسطيني الرؤساء والقادة والمسئولين في صورة ما جرى من محاولة اقتحام باحة المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه إذ قامت مجموعة من المتطرفين بالدخول تحت حماية الشرطة الإسرائيلية متخفية بملابس سياح ثم بدأوا الصلاة في المسجد الأقصى، وتدخل حراس المسجد وموظفو الأوقاف وتصدوا لهم ومنعوهم من أداء الصلاة في المسجد وأخرجوهم وأقفلوا أبواب المسجد حتى خرجوا من الحرم الأمر الذي أدى إلى حال من التوتر والقلق. وحث الرئيس الفلسطيني الرؤساء والقادة والمسئولين على سرعة التدخل لتطويق ذيول هذه المحاولة التي يمكن أن تفجر الأوضاع، ولمنع تكرار هذه الجريمة حتى لا تؤدي إلى تداعيات خطيرة تؤثر على مستقبل عملية السلام.

وعلى صعيد قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون «إسرائيل»، أعلن وزير شئون الأسرى والمعتقلين الفلسطيني هشام عبدالرازق رفض الجانب الفلسطيني القاطع للقرار الإسرائيلي بالإفراج عن 350 معتقلا فلسطينيا فقط. ووصف عبدالرازق - في حديث خاص إلى إذاعة صوت العرب - هذا القرار بأنه يستهدف زرع الفتنة داخل الصف الفلسطيني، مؤكدا ان القرار سيدخل العملية السياسية في وضع خطير للغاية. واعتبر الوزير اجتماعه الأخير مع مسئول أمني إسرائيلي رفيع المستوى ناقش معه موضوع الأسرى بأنه كان «فاشلا جدا». إلى ذلك حذر القيادي البارز في حماس عبدالعزيز الرنتيسي «إسرائيل» من مغبة عدم الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين كافة في السجون الإسرائيلية. وقال الرنتيسي في تصريحات لراديو لندن أمس: «ان الجانب الصهيوني يستهدف من الحديث عن معتقلي حماس والجهاد ابعاد الوعي الشعب الفلسطيني عن حقيقة الشرط الذي وضعته حماس لتعليق العمليات ضد (إسرائيل)».

وقتل أمس جندي من حرس الحدود الإسرائيلي قرب مفترق شوكت على طريق بئر السبع - عراد شابا عربيا من قرية حورة في النقب الفلسطيني المحتل ليصبح المواطن العربي الثاني الذي يقتل برصاص حرس الحدود الإسرائيلي هذا الأسبوع، إذ قتلت قوة من حرس الحدود قبل يومين شابا من مدينة الطيبة في المثلث. وادعت الشرطة كما في الطيبة اشتباهها بالسيارة زاعمة أنها اشتبهت بقيام السائق بنقل فلسطينيين من الخليل من دون تصاريح، ويستدل من التحقيقات الأولية أن أحد جنود حرس الحدود اقترب من سيارة القتيل بعد إيقافها بالقرب من الحاجز وأطلق عليه النيران بشكل مفاجئ وغير مبرر. وفي محاولة لتبرير الجريمة زعمت شرطة حرس الحدود أن القتيل حاول الفرار بسيارته قبل قتله، وعندما أوقفه الجندي حاول تحطيم زجاج السيارة بالبندقية فانطلقت رصاصة قتلت السائق. وذكر شهود عيان أن مئات المواطنين العرب في النقب هرعوا إلى مفترق شوكت، وقاموا بسد الطريق أمام حركة السير منددين بالجريمة. وحذر النائب عزمي بشارة (التجمع) في بيان له من تكرار جرائم قتل العرب على أيدي قوات حرس الحدود، ومخاطر تحولها إلى روتين في ظل الصمت الرسمي وعدم محاسبة المجرمين.

وقال بشارة: «هذه هي الجريمة الثانية من نوعها خلال أسبوع واحد، ودماء أولادنا ليست مهدورة والجماهير العربية لن تسلم بتحويل إطلاق النيران الحية عليها إلى روتين». كما حذر النائب طلب الصانع (العربية الموحدة) من جعل قتل المواطنين العرب مسألة روتينية في «إسرائيل»، وقال: «إن أيدي الشرطة خفيفة جدا على الزناد عندما يتعلق الأمر بالعرب» وطالب الصانع بإقصاء قائد قوات حرس الحدود في النقب عن منصبه ومحاكمة القاتل.

مفاوضات إسرائيلية فلسطينية لمنح «الحصانة» لمسلحي فتح,/b>

القدس المحتلة- د ب أ

ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس ان السلطة الفلسطينية تجري مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بشأن منح «حصانة» لمسلحين فلسطينيين مطلوبين لـ «إسرائيل» مقابل التزام الجانب الفلسطيني بألا ينخرطوا مجددا في أعمال أو «هجمات إرهابية» ضد «إسرائيل» في المستقبل. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر فلسطينية قولها إن المباحثات «جزء من محاولة للتوصل إلى اتفاق بين السلطة وناشطين من فتح في الضفة الغربية لإنهاء العمليات التي تقوم بها خلايا مارقة ودمج أفرادها في قوات أمنية فلسطينية». وقالت الصحيفة إن «المتحدثين باسم فصائل فتح المسلحة درجوا على قول إن نوعا من الحصانة لوقايتهم هو الشرط الأساسي لتخليهم عن سلامهم غير أنهم وافقوا على هدنة من دون أن تعلن «إسرائيل» رسميا أي نوع من الحصانة»

العدد 322 - الخميس 24 يوليو 2003م الموافق 25 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً