دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، الحكومة الفلسطينية - برئاسة محمود عباس (أبومازن) - إلى ضرورة تطبيق «الإصلاحات وإزاحة ياسر عرفات من موقع النفوذ في المجالات الأمنية والمالية».
وقال شارون في المقابلة التي نشرت مقتطفات منها في صحيفة «واشنطن بوست» أمس «ان على حكومة (أبومازن) أن تتخذ المزيد للجم جماح حركتي «حماس» و«الجهاد» ونزع أسلحتهما»، معتبرا وجود هدنة «أمرا مهما»، ولكنها - في نظره - تعطي فصائل المقاومة الفلسطينية «الوقت لتصنع مئات من صواريخ «القسام» و«القدس» بمدى أطول، وتسليح نفسها وتهريب أسلحة وإعادة تنظيم نفسها». ولم يتطرق شارون في المقابلة إلى موضوع الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية وغزة، التي تعتبر إزالتها مطلبا فلسطينيا، مكتفيا بالإشارة إلى ما يسميه بـ «المراكز الأمامية»، إذ زعم أن سلطات الاحتلال تقوم «بإزالة المراكز الأمامية غير المرخص لها».
كما قال شارون في الجلسة الأسبوعية لحكومته أمس، انه إذا لم تطلق مصر سراح الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، فلن تتيح «إسرائيل» تدخل مصر في عملية السلام.
من جانب آخر، وقعت «إسرائيل» وجمهورية الصرب والجبل الأسود (يوغسلافيا سابقا) مذكرة تعاون عسكري يوم الخميس الماضي تشمل تدريبات مشتركة وتبادل المعلومات الاستخبارية ومبيعات أسلحة.
وأعلنت «شهداء الأقصى» تبنيها عملية إطلاق النار التي أدت إلى إصابة أربعة إسرائيليين بإصابات ـ بينهم امرأة إصابتها خطيرة ـ بالقرب من مدخل حي «جيلو» الاستيطاني في القدس المحتلة.
وفي تطور في قضية أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي مددت محكمة إسرائيلية أمس اعتقاله لثلاثة أشهر أخرى، مستبعدة أية احتمالات لإطلاق سراحه.
الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات
عدلت السلطة الفلسطينية عن نقل كوادر من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح إلى خارج مبنى «المقاطعة» في رام الله بعد تهديد الكتائب مساء أمس الأول بنسف الهدنة. من جانب آخر، اجتمع وزيرا الخارجية الفلسطيني والإسرائيلي في القدس لمناقشة تطورات «خريطة الطريق»، في الوقت الذي اجتمع وزير شئون الأمن الفلسطيني مع مسئول إسرائيلي لمناقشة قضية محتجزي «المقاطعة».
وعدلت السلطة عن نقل مجموعة من شهداء الأقصى إلى خارج المقاطعة، وطالبت بتوفير ضمانة دولية بعدم اعتقالهم أو اغتيالهم من جانب «إسرائيل»، وجاء قرار السلطة بعد أن هددت الكتائب بوقف الهدنة إذا نفذت السلطة قرار نقل عشرين من كوادرها محتجزين في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله إلى سجن أريحا، وحملت الحركة السلطة الفلسطينية مسئولية سلامة هؤلاء المعتقلين. وأوضح أحد قادة فتح حسين الشيخ أن السلطة رفضت أخيرا طلبا إسرائيليا بنقل المطلوبين إلى أريحا، وأضاف أن شهداء الأقصى ترفض نقل أي أحد لأريحا، مؤكدا أنه من غير المقبول أن تدخل الأمور في دائرة تنفيذ الشرطة الإسرائيلية، وكانت السلطة الفلسطينية أبلغت الجانبين الأميركي والإسرائيلي بهذا الإجراء، لكنها قالت إن هذا الحل يعتبر مؤقتا في محاولة لتأمين الحماية لهؤلاء الفلسطينيين من الاعتقال أو الاغتيال على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. من جهته أكد مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نبيل أبوردينة أن هناك رغبة فلسطينية في نقل هؤلاء المعتقلين إلى مكان آمن لضمان أمنهم وتفادي اعتقالهم أو اغتيالهم. وأكد أن الإدارة الأميركية على علم بالقضية وأن القيادة الفلسطينية تتمنى أن تنتهي من حل هذا الإشكال حتى تتمكن من توفير جو آمن يخدم مصلحة الهدنة التي هددت كتائب شهداء الأقصى بإنهائها إذا تم ترحيل كوادرها إلى سجن أريحا. من جانب آخر، عقد مساء أمس اجتماع بين وزير الشئون الأمنية الفلسطيني محمد دحلان ومنسق الشئون الأمنية الإسرائيلي في الضفة الغربية عاموس جلعاد لبحث هذا الموضوع فضلا عن مسألة الانسحاب من مدن فلسطينية. وقد رفض دحلان الاقتراح الإسرائيلي القاضي بنقل المعتقلين إلى سجن أريحا بأي حال من الأحوال، مطالبا الجانب الإسرائيلي بالانسحاب من المدن الفلسطينية المحتلة وفك الحصار عن المدن المحاصرة.
بالمقابل حذرت حماس من مغبة أن يتحول سجن أريحا إلى معتقل غوانتنامو جديد. وقال القيادي البارز في الحركة إسماعيل هنية، إن حماس تنظر بخطورة بالغة لما يجري للمطلوبين في المقاطعة برام الله لأن ذلك قد يكون الخطوة الأولى على طريق المس بجميع المقاومين من أبناء الشعب الفلسطيني كافة. وأوضح أن قادة الحركة سيلتقون رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس في غزة لبحث هذه الخروقات التي خلقت انطباعات سلبية لدى الشعب الفلسطيني، معتبرا أن الحديث عن تمديد الهدنة في ظل الأجواء السلبية القائمة هو سابق لأوانه بل ربما يكون في خارج السياق الطبيعي.
ومن المتوقع أن يصل أبومازن إلى غزة غدا من أجل استئناف الحوار مع الفصائل الفلسطينية. وفي موضوع آخر، عقد أمس اجتماع بين وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم ووزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في مقر الخارجية الإسرائيلية بالقدس الغربية.
وقد ناقش الوزيران التزامات كل منهما بشأن «خريطة الطريق»، ويعتبر الاجتماع بين الوزيرين خطوة من الجانب الإسرائيلي للاعتراف بوزارة الخارجية الفلسطينية.
ميدانيا استشهد شاب فلسطيني عندما أطلق جنود الاحتلال النار على سيارته قرب حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس المحتلة. وادعى الجيش الإسرائيلي أن سليمان أبوغالية (27 عاما) رفض التوقف، بينما أفاد الأمن الفلسطينية بأن أبوغالية وهو من قرية الجيب قرب القدس استشهد بعد إصابته بعيار ناري في الرأس عندما خرج من سيارته عند حاجز قلندية وأن فلسطينيين كانوا في المكان نقلوه إلى المستشفى.
قلقيلية - أ ش أ
احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس وزير الصحة الفلسطيني كمال الشرافي ووكيل الوزارة منذر الشريف عند حاجز قلقيلية بشمال الضفة الغربية أكثر من ساعتين عندما كانا في طريقهما إلى القيام بزيارة تفقدية للمراكز والمؤسسات الصحية هناك للاطلاع على أوضاع المواطنين الصحية في محافظة قلقيلية. ووصف الشرافي الإجراءات الإسرائيلية، بأنها «ممارسات استفزازية وغير أخلاقية».وقال انهما ظلا محتجزين وقام الجنود الإسرائيليون باحتجاز بطاقات الهوية لهما ولجميع الطاقم العامل بالصحة المرافق له. وأشار إلى أن هنالك الكثير من المواطنين الذين اصطفوا طوابير على الحاجز العسكري على مرأى ومسمع الجنود من دون أي اهتمام. وأضاف أن هذه الممارسات تأتي في إطار الانتهاكات الإسرائيلية المتمادية لخطة «خريطة الطريق»، ومواصلة الإجراءات الاستفزازية في استمرار التضييق على المواطنين الفلسطينيين والاعتقالات والملاحقة والقتل وهدم المنازل
العدد 332 - الأحد 03 أغسطس 2003م الموافق 05 جمادى الآخرة 1424هـ