العدد 363 - الأربعاء 03 سبتمبر 2003م الموافق 07 رجب 1424هـ

مجلس التعاون يبحث مسألة العراق في جدة

باول يتحدث عن توسيع مهمة الأمم المتحدة

في خطوة اعتبرها المراقبون تمهيدا للاعتراف بشرعية مجلس الحكم العراقي أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي عزمها مناقشة التطورات الجارية في العراق في دورتها المقبلة التي تعقد الأحد المقبل في جدة، كما طالبت الكويت بتمثيل العراق في اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدورة المقبلة المقرر عقدها في 8 سبتمبر/أيلول الجاري مع صدور تصريح لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أعرب فيه عن أمله بمشاركة العراق في الدورة المقبلة، وعودة العلاقات العراقية العربية إلى طبيعتها.

في غضون ذلك صرح وزير الخارجية الأميركي كولن باول بأن بلاده قدمت أمس مسودة مشروع قرار إلى مجلس الأمن يقضي بتوسيع مهمة الأمم المتحدة في العراق، ويتضمن جدولا زمنيا سياسيا، وتشكيل قوة متعددة الجنسيات للعمل في العراق.

وأعرب باول عن دعمه المشروط لفكرة منح العراقيين دورا أكبر في الحفاظ على الأمن الداخلي. كما قال الزعيم الجديد للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبدالعزيز الحكيم بعد تعيينه أمس إن الرئيس الأميركي جورج بوش يرغب في حل المشكلة الأمنية في العراق.

وأدت أول حكومة عراقية في مرحلة ما بعد صدام اليمين الدستورية أمس في حين نقل الجيش الأميركي إلى قوة دولية تحت قيادة بولندية الإشراف على منطقة محتلة في جنوب العراق.

وعلى الصعيد الميداني تعرض وكيل المرجع الديني آية الله علي السيستاني علي الواعظ لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين، واعتقل أثناء الهجوم ثلاثة أشخاص، كما أصيب أربعة أميركيين في انفجار عبوة ناسفة في منطقة تكريت، واعتقل ثلاثة يشتبه في أنهم أعضاء في حركة «أنصار الإسلام» الكردية في العراق.


إصابة أربعة أميركيين بتكريت... ونجاة وكيل السيستاني من محاولة الاغتيال

الحكومة العراقية تؤدي اليمين وبولندا تتسلم قيادة المنطقة الوسطى

عواصم - وكالات

عقب الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة 921 شخصا بينهم زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية محمد باقر الحكيم في النجف اعتقلت الشرطة العراقية في البصرة أمس عربيا يشتبه بأنه أحد كبار عناصر «القاعدة» حينما كان متوجها إلى الإمارات، كما اعتقل ثمانية أشخاص يشتبه بضلوعهم في الانفجار، وأصيب أربعة جنود أميركيين في انفجار عبوة ناسفة بتكريت. سياسيا أدى أعضاء الحكومة العراقية الجدد البالغ عددهم 52 اليمين القانونية أمام مجلس الحكم والحاكم المدني بول بريمر وتعهدوا بقيادة العراق نحو الديمقراطية مع تسلم بولندا قيادة المناطق الوسطى.

وأدى أعضاء الحكومة العراقية الأولى منذ سقوط نظام صدام حسين في بغداد اليمين أمام أعضاء مجلس الحكم وبحضور بريمر. وتناوب 71 من الوزراء على قسم اليمين أمام لجنة ثلاثية من مجلس الحكم تضم رؤساءه الحالي احمد الجلبي والسابق إبراهيم الجعفري والمقبل جلال طالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

وقال الجعفري إن «مبدأ التوافق الذي يؤكد على معايير الكفاءة والبعد السياسي والوطني والخلفية الواضحة التي تقطع الطريق على أصحاب الجرائم، أُخذت في الاعتبار في التشكيلة الوزارية».

كما انتخب عبدالعزيز الحكيم بالإجماع رئيسا للمجلس الأعلى الثورة الإسلامية في العراق، و دعا عضو المجلس جلال الطالباني إلى تحويل المجلس إلى حكومة عراقية انتقالية ذات سيادة كاملة».

من جهة أخرى كشف مصدر أمنى في البصرة عن أن الشخص الذي تم اعتقاله، واعترف بأنه قيادي في «القاعدة»، تم تسليمه إلى القوات الاميركية، مضيفا أن هناك احتمالا قويا بعلاقته بالتفجيرات التي وقعت في العراق.

ولقي مئة وسبعة عشر من قوات البشمركة الكردية مصرعهم على يد رجال المقاومة العراقية في الفلوجة، وأعلنت الشرطة العراقية أنها اعتقلت ثمانية أشخاص يُشتبه في صلتهم بانفجار النجف. وأفاد شهود عيان أن القوات الاميركية تحاصر مدينة القائم العراقية المتاخمة للحدود السورية.

في غضون ذلك صرحت متحدثة باسم الجيش الاميركى بان أربعة جنود اميركيين أصيبوا بالقرب من تكريت إثر انفجار قنبلة زُرعت على الطريق في قافلة عسكرية. كما تعرض السيد علي الواعظ وكيل المرجع الشيعي آية الله علي السيستانى إلى محاولة اغتيال بإطلاق النار عليه في الكاظمية. وداهمت القوات الاميركية منزل السيد مقتدى الصدر محاولة نزع الأسلحة.

وهدد عضو المجلس محمد بحر العلوم بتشكيل جماعات مسلحة لملء ما وصفه بالفراغ الأمني في العراق. وأكد مسئول كردي أن قوات كردية اعتقلت خمسة مشتبه بهم من أنصار صدام.

وأعلن العضو العربي البارز في مجلس محافظة كركوك وصفي العاصي تعليق عضويته احتجاجا على قيام القوات الاميركية باعتقال شقيقه.

على صعيد التحرك الدولي والاعتراف بمجلس الحكم أعلنت الحركة الوطنية الموحدة العراقية عن تحفظها لاعتماد المجلس. في حين قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن تشكيل الحكومة العراقية خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن الاجتماع التشاوري للمندوبين الدائمين بالجامعة ترك مسألة اتخاذ قرار بشأن تمثيل العراق لوزراء الخارجية العرب.

كما انتقد مسئول الجبهة التركمانية في تركيا أيدن بياتلي تمثيل التركمان بوزيرة واحدة في الحكومة العراقية وإن التمثيل لا يعكس التمثيل الحقيقي للتركمان. وحثت الكويت باقي الدول العربية على النظر في مشاركة العراق في اجتماعات الجامعة العربية على كل المستويات. وقالت منظمة «أوبك» إنها ستدعو وزير النفط العراقي لحضور اجتماعها إذا اعترفت الأمم المتحدة بالحكومة العراقية المعينة حديثا.

وعلم لدى جامعة الدول العربية أن ممثل المجلس لدى الجامعة صفاء البياتي لم يتمكن من حضور اجتماع للمنظمة بسبب عدم حسم مسألة مشاركة العراق في الاجتماعات. من جهة أخرى ذكر مصدر في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن وزراء خارجية المجلس سيبحثون في اجتماعات دورتهم العادية الأحد المقبل في جدة خصوصا في «تطورات الأوضاع في العراق والمنطقة».

وأعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن مجلس الحكم سيشارك في اجتماعات الجامعة العربية المقبلة، معربا عن الأمل في أن تكون هذه المناسبة فرصة لعودة العلاقات. كما أعلن وزير الخارجية الأردني مروان المعشر أنه من المبكر «الاعتراف» بالحكومة العراقية. في وقت قالت مصادر دبلوماسية لبنانية إن بيروت تتريث في إعلان موقفها من أول حكومة عراقية.

من جانب آخر قررت الأمم المتحدة أن تسمح بأجراء تحقيق مستقل في التفجير القاتل لمقر الأمم المتحدة في بغداد، وقامت القوات الإيطالية المتمركزة جنوب مدينة الناصرية بإجراء مسح على موقعين لأسلحة الدمار الشامل تم دفنهما منذ العام 5991. وتسلمت قوات متعددة الجنسيات بقيادة بولندا أجزاء من وسط العراق في مراسم تسليم أقيمت بمدينة بابل.

وانتشرت قوات فيلق بدر في محافظتي كربلاء والنجف، وهذه الخطوة تهدف إلى حماية الأماكن المقدسة واتهموا الاحتلال بمسئولية مقتل الحكيم.

وأفاد تقرير للكونغرس أن الولايات المتحدة لن تتمكن من إبقاء قوة احتلال في العراق إلا إذا قررت زيادة عدد الجيش ووضع حد لالتزامات أخرى في الخارج أو إلغاء نظام المناوبة بين القوات.

ووصلت طائرة عسكرية أميركية إلى بانكوك لنقل طليعة القوة التايلندية البالغ إجمالي قوامها 344 جنديا لنشرها في العراق كقوات حفظ سلام.

وأعلن مسئول اميركي كبير أن الرئيس الاميركي جورج بوش وقَّع مشروع قرار سيقدم إلى مجلس الأمن الدولي من اجل توسيع مهمة الأمم المتحدة في العراق، وتسهيل مشاركة دول أخرى في قوة تثبيت الاستقرار.

في وقت ذكر جنرال أميركي جيمس جونز بارز أن الولايات المتحدة سترحب بإرسال قوات تركية للعمل ضمن قوة حفظ السلام في العراق.

من جانب نفت السفارة الاميركية في عمان أنباء نشرتها صحيفة أردنية في مطلع الأسبوع عن مقتل 001 اميركي في الانفجار الذي وقع في مدينة النجف.

كما أكد رئيس الوزراء المجري بيتر مجيشي أن خطة الولايات المتحدة لإرسال 82 ألف عراقي إلى بلده خطة غير عملية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأسبانية أن القيادة العسكرية الأسبانية رفضت تسلم الإشراف على محافظة النجف «بسبب تأخر الولايات المتحدة في تسليم معدات».


الاستراتيجية الأميركية ما بعد صدام ناقصة وسريعة

واشنطن - أ ش أ

ألقى تقرير سري لقيادة الأركان المشتركة للجيش الاميركي بمسئولية الانتكاسات التي حدثت في العراق على عملية التخطيط للحرب التي قال إنها اتسمت بالقصور والاندفاع بدرجة قللت التركيز على الاستعداد لمرحلة ما بعد صدام حسين. وقالت صحيفة «واشنطن» ان البحث عن أسلحة الدمار الشامل تم التخطيط له في مرحلة متأخرة بدرجة استحال معها قيام القيادة المركزية الاميركية بتنفيذ المهمة بفاعلية، وإلى عدم كفاية الموارد التي اعتمدتها الحكومة الاميركية لإنجاز هذه المهمة. وكشف تقرير قيادة الأركان المشتركة النقاب عن أوجه القصور في عملية التخطيط وقال ان المخططين لم يتح لهم الوقت الكافي لوضع أفضل خطة لما تسمى بالمرحلة الرابعة وهي المرحلة الراهنة لإعادة إعمار العراق. وقالت الصحيفة إن التقرير يعرض أيضا تسلسلا زمنيا لحوادث 11 سبتمبر/ أيلول وحتى شن الحرب على العراق، ويقول ان بوش وافق في 92 أغسطس/آب 2002 على أهداف هذه الحرب واستراتيجيتها، كما يظهر علاقة بوش مع «إسرائيل» بشأن خططها.

العدد 363 - الأربعاء 03 سبتمبر 2003م الموافق 07 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً