حذر خبراء عسكريون من أن الجيش البريطاني سيكون على حافة نقطة الانهيار، وذلك عندما يرسل آلاف من ا لجنود الإضافيين إلى العراق هذه الأيام.
وأفاد الخبراء أن الجيش البريطاني مرهق من قبل من خلال انتشاره الواسع، إذ يعني قرار تعزيز الوجود البريطاني في الخليج أن نصف القوة المدربة في الجيش ستكون في الخدمة وكانت بريطانيا قد أعلنت أخيرا انها سترسل حوالي 0021 جندي اضافي إلى العراق مع احتياطي آخر يقدر بنحو 0081 جندي. وقال محرر مجلة جينز للشئون العسكرية العالمية، تشارلز هيمان «لا يستطيع الجيش البريطاني ان يفعل أكثر من ذلك». وتوقع هيمان ان يؤثر التعهد طويل المدى في العراق، بجانب خلفية انتشار واسع للجيش البريطاني عالميا، عكسيا على الروح المعنوية للجنود البريطانيين.
لقد استمر الضغط على بريطانيا في الزيادة لكي تدعم حلفاءها الأميركيين، وذلك عندما مازال القادة الفرنسيون والألمان لم يعطوا اشارة واضحة بأنهم سينضمون إلى قوة دولية في العراق.
وقبيل حدوث مشاحنة متوقعة في أروقة الأمم المتحدة الأسبوع الجاري، كانت فرنسا حريصة الا تظهر مرة أخرى معطلة للتقدم الدولي في اعقاب دمار كبير في العلاقات الفرنسية الأميركية بسبب قرارها الامتناع عن دعم العمل العسكري ضد صدام حسين. ولكن الرئيس جاك شيراك اصر بالمثل الا يذعن ويبدو بالتالي وكأنه يبرر غزو العراق الذي قادته أميركا بعد أن وقع. وجزم الا تكون الأمم المتحدة ختم فقط للاستراتيجية الأميركية. ترغب فرنسا ان تمنح مسودة القرار الأميركي المعدل الأمم المتحدة المسئولية الاساسية، القانونية، والسياسية في الانتقال إلى الحكم العراقي. وستقبل فرنسا الوجود المستمر للقادة العسكريين الأميركيين والحكام المدنيين في العراق طالما كان خاضعا بانتظام ومباشرة للأمم المتحدة. وتطلب فرنسا أيضا موعدا محددا وواضحا لاستعادة السيادة العراقية وتأكيدات أن المدخل الي النفط العراقي وعقودات إعادة البناء ستكون قسمة عادلة بين المجتمع الدولي.
ولكن أي فشل في ضمان اتفاق دولي سيترك القوات المسلحة البريطانية معرضة للخطر. إذ توضح آخر الأرقام ان بريطانيا تعتمد على جذب المجندين من وراء البحار - من الدول النائبة مثل فيجي - وبينما الاعداد تنخفض فإن نسبة تسرب المدربين ترتفع بسرعة. وأظهرت أرقام يوليو/ تموز الماضي ان جملة اعداد المتسربين في القوات المسلحة البريطانية وصلت لنحو 051,602، الأمر الذي جعل الفاقد الكلي فيها منذ العام 7991 أكثر من 00001.
وحذر الخبراء مرارا ان القوات المسلحة منتشرة بافراط، ولكن الطلب على القوات البريطانية، إذ نشرت حديثا نحو 54 ألف في العراق - مستمر في الزيادة. وبينما هناك جنود بريطانيون في العراق، أفغانستان، كوسوفو، البوسنة، كروايتا، ايرلندا الشمالية، سيراليون، جبل طارق والفوكلاندز، بدأت هناك تلوح ازمة تجنيد.
وتعمل القوات البريطانية اصلا في نسبة 5 في المئة اسفل القوة المطلوبة، ولكن ما بين ابريل/ نيسان ويوليو العام الجاري حل نحو 0925 مجندا جديدا محل 0106 جندي تركوا الخدمة، وهناك نسبة تسرب مرتفعة وسط المدربين.
في العام 2002 - 3002 هناك 73 في المئة من مجندي الجيش الانجليزي تركوا الخدمة قبل اكمال تدريبهم. وفي القوات عامة بلغ معدل التسرب الكلي 23 في المئة.
واستجابة للازمة المتصاعدة في التجنيد ومن أجل القدرة على الاحتفاط بالقوات المسلحة، اتجهت وزارة الدفاع إلى دول أخرى لايجاد مجندين.
خدمة الاندبندنت خاص بـ «الوسط»
العدد 367 - الأحد 07 سبتمبر 2003م الموافق 11 رجب 1424هـ