أشارت دراسة قام بها بنك «كريديت سويس» إلى توقع نمو حصة الطاقة البديلة في الأسواق العالمية بشكل واسع خلال العقود المقبلة. وستلعب السياسة الدولية دورا كبيرا في هذه الزيادة يدفعها التخفيف من الاعتماد على احتياطي النفط الذي يشهد انخفاضا ملحوظا، وكذلك القلق المتنامي من ظاهرة الاحتباس الحراري؛ الأمر الذي حث العديد من الدول إلى طرح معايير جديدة في مجال الطاقة المتجددة.

ونتيجة لازدياد الطلب، فإن الصناعات المتنوعة المتعلقة بقطاع الطاقة البديلة تشهد حاليا نموا سريعا بنسب عالية مضاعفة، ويأتي على رأس هذه الصناعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وعلى رغم أن هذه الطاقة تشكل اليوم جزءا صغيرا من إجمالي الطاقة المتجددة في السوق لا يتعدى نسبته (7,3 في المئة)؛ إلا أن بعض الخبراء يتوقعون أن تسهم هذه الصناعة بأكثر من 25 في المئة من الطاقة المتجددة بحلول العام 2030.

وقال رئيس قسم بحوث الطاقة البديلة في بنك كريديت سويس، ميروسلاف دورانا: «إن الطاقة البديلة هي عملية طويل الأمد تدفعها عدة عوامل منها التغيرات الطارئة والدائمة على أسعار النفط، والتشريعات التنظيمية التي تتبناها العديد من دول العالم لتصبح اليوم أحد المصادر المهمة للطاقة». وتمتاز هذه الصناعة الفتية بسرعة النمو؛ إلا أنها لا تزال تواجه مشكلات منها نقص الإمدادات وضعف التنفيذ. وفي ضوء ذلك، حققت العديد من شركات الطاقة البديلة نموا عاليا في الأرباح، ولكن مع مخاطرة تعتبر عالية نسبيا. لذلك، يوصي «كريديت سويس» دوما بتنويع الاستثمار سواء في أسهم محددة في مصادر الطاقة البديلة أو مؤشراتها.

كما قال نائب رئيس مجلس الإدارة في إدارة الاستثمار المصرفي في أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ورئيس إدارة الاستثمار المصرفي في بنك «كريديت سويس» في منطقة الشرق وشمال إفريقيا، جيفري كالبيبر: «تشكل الاضطرابات في الأسواق العالمية فرصة ملائمة للاستثمارات في مجال الطاقة البديلة. ولهذا يسرنا أن نشارك في القمة العالمية لطاقة المستقبل، ونعزز مكانتنا بشكل كبير عندما تجتمع شركات الطاقة المتجددة في بداية هذا العام».

ويرعى «كريديت سويس» «القمة العالمية لطاقة المستقبل» للعام الثاني على التوالي. وبحضور متوقع يقدر بأكثر من 15 ألفا هذا العام، تعتبر القمة أكبر حدث مؤثر في صناعة الطاقة المتجددة. وقال الرئيس التنفيذي المشارك في الشرق الأوسط ورئيس إدارة الاستثمار المصرفي وقسم إدارة الأصول في المنطقة، بسام يمين: «يعد هذا الحدث من أبرز الأحداث المهمة في منطقة الشرق الأوسط. ومن خلال رعايتنا لهذا الحدث نبرز مدى الالتزام القوي للبنك تجاه المنطقة وسعينا الحثيث نحو تطوير الطاقة المستدامة»