العدد 383 - الثلثاء 23 سبتمبر 2003م الموافق 27 رجب 1424هـ

«سارس» يعود ثانية بينما يخشى الخبراء حدوث المزيد من الوفيات

ظل نستور يانجا معلقا عليه جهاز التنفس الصناعي لمدة أربعة أشهر منذ أن تم تشخيصه بفيروس سارس (الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد).

أصيب يانجا بالمرض من أحد المرضى الذي جاء لحجرة العمليات الجراحية التي يعمل بها يانجا وبد العدة مرات أن حالته تحسنت ولكنه توفي في أغسطس/ آب الماضي بعد أن هاجمه فيروس لم تتم معرفة تأثيراته حتى الآن. وأصبح يانجا العضو في الجالية الفلبينية في تورونتو، الضحية رقم 44 في كندا و918 في العالم، ولكنه قد لا يكون الضحية الأخيرة اذ يخشى الكثير من الخبراء أن يعود مرض سارس إلى الظهور في الشتاء المقبل. وما زاد من مخاوف الخبراء الأخبار الواردة من الصين بأن الحيوانات الغريبة التي يعتقد أنها السبب في انتشار سارس أخيرا يمكن أن تعود الى الأطباق التي تقدمها المطاعم في وقت قريب. وقد قام الخبراء أخيرا بزيارة مقاطعة جوانج دونج الصينية لمعرفة كيف بدأ المرض هناك. وضم الوفد أربعة عشر خبيرا من منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة لهيئة الأمم المتحدة (FAO) ووزارتي الصحة والعلوم والزراعة في الصين.

وكانت مهمة الخبراء تحديد نوع الحيوانات التي سببت انتشار الوباء الذي أصاب 23 دولة نجمت عنه اصابة 7348 حالة قبل إعلان انتهاء هذا الوباء. وهناك شكوك قوية في أن يكونو سارس ناجما عن فيروس حيواني. منذ وجد في سنّور الزّباد والكلاب التي تقوم بصيد حيوان التراكون. ويعتقد الكثير من الخبراء أن ميل الصينيين لأكل لحوم الحيوانات الغريبة هو الذي أدى الى انتقال العدوى إلى الانسان. واتسم رد فعل الخبراء بالقلق عند سماع أخبار بالسماح بعودة لحوم سنّور الزّباد وثلاثة وخمسين نوعا آخر من الحيوانات الغريبة الى قائمة الطعام بعد القرار الذي اتخذته ادارة الغابات الصينية. فقد طالب المزارعون وتجار الحيوانات في الصين بقوة برفع الحظر الذي فرض في مايو/أيار الماضي وقالت إدارة الغابات ان قرار رفع الحظر ينطبق فقط على الحيوانات التي تربى في المزارع وليس على الحيوانات البرية.

ولكن مالك بيريس من جامعة هونغ كونغ وأحد الأشخاص الذين اكتشفوا الفيروس في الحيوانات الغريبة قال انه لايوجد دليل على أن سنّور الزّباد الذي تتم تربيته في المزارع أكثر أمنا من سنّور الزّباد البري.

أعتقد أنه لا توجد لدينا معلومات كافية للتفريق بين السنّور الذي تتم تربيته في المزارع والسنّور البري.

أما وزارة الصحة الصينية فقد رفضت التعليق. إذ قال متحدث باسم الوزارة انه لا توجد أدلة علمية تؤيد أو تعارض قرار ادارة الغابات. ان الجمهور حر في اختيار الأطباق التي يريدها.

يقول عالم الفيروسات البريطاني من وكالة الوقاية الصحية ديفيد براون انه يتفهم الضغوط التجارية، ولكنه يريد أن يعرف عن الدراسات التي أجريت على أنواع معينة من الحيوانات.

ويمضي براون قائلا: توجد لدينا اختبارات الآن كان من الممكن تطبيقها ولا توجد لديّ فكرة ما اذا كانت السلطات الصينية قد قامت بمثل هذه الخطوة. ففي ظروف مشابهة نريد أدلة صريحة على أن هذه الأنواع من الحيوانات آمنة قبل رفع الحظر.

ويبدو أن قرار رفع الحظر استبق الفريق العالمي الذي بدأ عمله في الصين حديثا.

يقول رئيس مكتب الأمراض المعدية التابع لمنظمة الصحة العالمية في بكين ألن شنور ان الخبراء يريدون معرفة الدراسات التي تم عملها والوضع في مزارع تربية الحيوانات والأسواق.

يقول براون: لا أحد يعرف بالتحديد الحيوان المسئول عن انتشار فيروس سارس ولكن الفيروس أتى من مكان ما بالتأكيد ولابد أنه كان يتكاثر في بعض الحيوانات من ذوات الدم الحار قبل وصوله إلى الانسان. فلو كان ذلك الحيوان عاديا مثل السنّور أو الكلب لكنا قد اكتشفنا هذا الفيروس بشكل أسرع.

وقد قام الفريق بزيارة الأسواق والمطاعم ومزرعة لتربية الحيوانات البرية ومزرعة لتربية الخنازير ومركز السيطرة والوقاية من المرض قبل الذهاب الى بكين لاجراء محادثات مع المسئولين الصينيين.

يقول شنور انه تم اكتشاف الفيروس في سنّور الزّباد ولكن ليس من المعروف ما اذا كان الزّباد هو مصدر المرض أم أنه قد اصيب بالفيروس من مكان آخر. إن من أحد اهداف الفريق في مقاطعة جوانغ دونج هو جمع المعلومات المتعلقة بهذا الفيروس كافة.

وذكر خبراء الصحة الصينيون أن الفيروس قد اكتشف في الثعابين والخنازير البرية والخنافس اذ توجد كل هذه الأنواع في قائمة الطعام في المطاعم الصينية.

ومنذ ظهور سارس تمت معرفة الكثير عنه كما تم تطوير الفحوصات لاكتشافه ولكن مازال هناك بعض الأشياء غير المعروفة عنه، بحسب ما يقول براون.

ويمضي براون قائلا: اننا لا نعرف مصدر المرض، لذلك فإننا غير متأكدين ما إذا كان المرض سيعود ثانية. فهناك مخاطر من دون شك.

إننا بحاجة ايضا إلى معرفة كيفية انتشاره والطريقة التي يفتك بها.

وتبين طريقة الانتشار أن بعض المرضى يقومون بنشر الفيروس بطريقة أسرع من غيرهم. أما الشيء الآخر غير المعروف لدينا حتى الآن هو الفترة الطويلة لهذا المرض ونسبة الوفيات العالية التي يسببها.

فقد يكون هناك بعض التفاعل بين الفيروس ونظام المناعة. ومع أننا نقوم بإجراء الاختبارات فانها لا تبيّن مدى خطورة المرض في كل حالة فردية ما يعمل على تفاقم المشكلة. إننا بحاجة الى مزيد من العمل لمعالجة مشكلة تشخيص هذا المرض.

العدد 383 - الثلثاء 23 سبتمبر 2003م الموافق 27 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً