استنكر رئيس ونائب رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في خطب الجمعة حادث الاعتداء الذي وقع على سيارة شرطة في سترة أمس الأول. فيما حمل الشيخ إبراهيم بوصندل على وزارة الإعلام مشيرا إلى بعض التجاوزات، داعيا إلى تشكيل هيئة رقابة شرعية على برامجها، في حين طالب خطيب ثالث المجلس النيابي والجمعيات الأهلية وواضعو المناهج في وزارة التربية بالتصدي إلى الدعوة الأميركية بتغيير المناهج وعدم الرضوخ لهذا المطلب.
وقال رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان «إنما حدث في منطقة سترة أمر مؤسف».
وأشار سلمان إلى مجموعة من الثوابت التي يعتمدها التيار «وجمعية الوفاق»، وكل القوى السياسية والاجتماعية، وهي رفض فكر العنف وسيلة لحل القضايا وللتعبير عن الرأي مؤكدا «رفضنا العنف الرسمي ونرفض العنف الشعبي، فهذا الطريق غير مقبول ومرفوض رفضا باتا وقاطعا من القوى السياسية».
ودعا سلمان جميع الأطراف إلى التحلي بالحكمة والموضوعية في مثل هذه الحوادث، راغبا في عدم تضخيم الأمور أكثر من حجمها سواء من قبل الحكومة أو من قبل الشعب، وألا يتم صب الزيت على النار، لأن مثل هذه الحوادث المعزولة والانفرادية - كما قال - تقع في مختلف دول العالم، والحكومة العاقلة والشعب العاقل هما اللذان يسعيان إلى وضع الأمور في نصابها، فيتم الحفاظ على المصالح المشتركة، ويتم وضع ما يساهم في تقليص مثل هذه الحوادث وحل جذورها، فلا يتم التعامل مع الحدث بردود أفعال تؤجج الوضع، ما يزيد الطين بلة.
وفي الموضوع نفسه، قال نائب رئيس جمعية الوفاق حسن مشيمع إن حادثة سترة فاجأت الجميع، وقد تابعنا بعض تفاصيلها، وستتضح لنا تفاصيل جديدة، إلا أنه أكد ألا وجود لشخص يؤمن بالحركة المطلبية، يمكن أن يفعل مثل هذا الفعل، وأن المقاطعين بإمكانهم أن يتخذوا خيارات سلمية وشرعية غير هذين الخيارين، مؤكدا أن هدف الحركة المطلبية هو الإصلاح وليس القتل أو العنف.
وأضاف «كل حقوقنا نستطيع استرجاعها من دون قطرة دم واحدة، فالأوضاع العالمية معنا إذا اتخذنا النهج السلمي، والشعب البحريني يمتلك الوعي الكافي ليواصل مسيرته بسلمية، فليستمر هذا الوعي».
ودعا المشيمع إلى استخدام الضغوط السلمية كافة من مسيرات واعتصامات وكتابات صحافية، حاملا على بعض التصرفات الفردية في قبال حركة الجمعيات السلمية، إذ قال «من الخطأ وجود أجندة فردية من دون الالتفات إلى مصالح الأمة».
وتناول خطيب جامع يوسف أحمد كانو في مدينة حمد الشيخ جلال الشرقي موضوع شكر الله على نعمه في خطبته الدينية.
من جهة أخرى، تطرق الشرقي في خطبته السياسية إلى محاربة الأعداء للدين والقرآن الكريم من خلال تغيير المناهج التربوية في البلاد العربية والإسلامية، واعتبر الشرقي فرض أميركا تغيير المناهج دليلا على أن الأميركان يريدون إسلاما جبانا، يجعل أفراده عبيدا وأذلة لهم، محذرا كل من له يد في كتابة المناهج الدراسية، أن ينصاع لأمر الأميركان، إذ قال «إنني أدعو الشرفاء من أهل هذه البلد الطيب وأدعو مجلس النواب إلى أن يقفوا في وجه هذه الخطة الهدامة».
من جانبه، حمل خطيب جامع أبوعبيدة الجراح في المحرق الشيخ إبراهيم بوصندل على وزارة الإعلام قائلا «يجب النظر إلى هيكل الإعلام ووزنه بميزان دقيق لا يخطئ، ومحاسبته أولا بأول، فهذا الهيكل ما لم يتشكل على أسس سليمة، فلن يستطيع أن يعطي أو يقود أو يؤثر، فالإعلام الحقيقي يحتاج الى أرواح شجاعة حرة بعيدة عن أية مصالح دنيوية أو أهداف آنية».
وتساءل أيضا: أين دور الإعلام في محاربة الفساد الإداري، والفساد الأخلاقي، والفساد الاجتماعي، بل وحتى الفساد الديني؟ وأين دور الإعلام في التصدي لفكر التكفير؟ أين دوره في محاربة الغلو والتشدد؟ أين تحذير الإعلام للمسلمين من الربا والزنا والرشوة وعقوق الوالدين؟ أين حث الإعلام على التدين، والتمسك بالكتاب وبالسنة؟ مؤكدا أن الإعلام مقصر في ذلك تقصيرا كبيرا، والسبب بحسب بوصندل أن قنوات الإعلام والصحافة قد تسلط عليها بعض العلمانيين، وصارت لا تحكي الواقع الحقيقي لأهل البحرين، وصارت لا تمثلهم التمثيل الفعلي.
وطالب بوصندل وزارة الإعلام أن تجعل لها هيئة رقابة شرعية إن كانت فعلا تعتبر نفسها ممثلة لشعب البحرين، وأن تعرض برامجها على أناس من أهل التقوى والصلاح قبل عرضها، أن تكون لها مساهمات جادة لإنقاذ أمتنا من مآسيها وواقعها الذليل المهين المشين المؤلم، لا أن يكون همها ما يسمى بالفن من أفلام ومسلسلات هابطة، والغناء والموضة والتجميل فهي حاملة أمانة عظيمة، كما سنشاهده أثناء حلول شهر رمضان.
العدد 393 - الجمعة 03 أكتوبر 2003م الموافق 07 شعبان 1424هـ