طالب الأمين العام لاتحاد نقابات عمال البحرين سيد سلمان المحفوظ، بعدم إهدار كرامة الإنسان في سبيل الحصول على العمل، مبينا أن طلب الرزق أمر مهم لكن لا يمكن أن نقف مع طلب العيش الذي لا يتوافر إلا مع إهدار الكرامة الإنسانية.
وقال إن طلب الرزق لا يمكن أن يقايض بحق الحرية والكرمة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية والمساواة، فـ «صحيح أن العمل وطلب لقمة العيش ورفع المستوى المعيشي، كلها أمور مهمة وضرورية في الحياة، لكن في سبيل طلب هذه الأمور لا يمكن للغاية أن تبرر الوسيلة، ولا يمكن أن نقف مع طلب العيش الذي لا يتوافر إلا مع إهدار الكرامة الإنسانية».
جاء ذلك خلال افتتاح منتدى الاتجار بالبشر والعمل الجبري، الذي يقيمه اتحاد نقابات عمال البحرين، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للنقابات، في الفترة ما بين 17 و 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وذلك في فندق رامي بالجفير. ويشارك في المنتدى أكثر من 40 مختصا ومتحدثا في مكافحة الاتجار بالبشر، يستعرضون من خلال أوراق العمل، السبل التي يمكن من خلالها النهوض بمستوى العمل لدى العمال، ومحاربة استغلالهم أو الاتجار بهم.
وذكر المحفوظ «لقد أصبح موضوع الاتجار بالبشر وموضوع العمل الجبري يحتلان مساحة واسعة من اهتمام العالم واهتمام منظمة العمل الدولية واهتمام جميع المنظمات العمالية الدولية وما ذلك إلا لأن الكرامة الإنسانية أصبحت معيارا من أهم معايير العمل اللائق».
وأسِف لبعض الدول المصدرة للعمالة المهاجرة والمستقبلة لها والتي تبرر امتهانها ذلك بأن هؤلاء العمل يبحثون عن مصدر رزقهم ولقمة عيشهم، وفي سبيل ذلك فلا بأس لو ضحوا بقليل من كرامتهم.
وقال: «للأسف نسمع أحيانا أصواتا من الدول المستقبلة أو المصدرة للعمالة المهاجرة تقول إن هؤلاء العمال المهاجرين يبحثون عن مصدر رزقهم ولقمة عيشهم، فلماذا تشغلونهم بالحقوق والقوانين والكرامة الإنسانية. دعوهم يعيشوا حتى لو ضحوا قليلا بكرامتهم من أجل أن يأكلوا؟». وأشار إلى أن: «نسمع مثل هذا الكلام حتى حين نناقش مسائل مثل عمالة الأطفال. نسمع كثيرا من يقول ماذا ينتفع أطفال العالم الفقير من اتفاقيات تمنع عمالة الأطفال وتدفعهم إلى الموت جوعا بلا عمل»، مشيرا إلى أن «هذه الأصوات التي تجعل حقوق الإنسان سلعة للمقايضة بين حق وحق، يجب ألا يترك لها المجال لتعلو وتظهر بصورة أكبر».
وأَضاف «إن حقوق الإنسان حزمة متكاملة والتضحية بحق واحد من حقوق الإنسان هي تضحية بها جميعا»، مبينا أن «الاتجار بالبشر من أجل العمل ليس معناه الهجرة من أجل الرزق، بل استخدام البشر كسلع لتحقيق أرباح فاحشة وغير مشروعة».
وأفاد المحفوظ «إننا في الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وعلى رغم ما نراه من أهمية وحيوية بالغة لمثل هذه الورش والمنتديات، والمؤتمرات التي تناقش العمل الجبري، والاتجار بالبشر، نرى أن الحل المتكامل لهذه الأمور لا يكمن في الاتفاقيات والفعاليات التثقيفية فقط، بل أيضا في تحويل الاقتصاد بدول مجلس التعاون الخليجي إلى اقتصاد إنتاجي يقوم على العمالة المدربة والماهرة والعمل اللائق والقيمة المضافة العليا».
وأوضح أنه «لم يكن للعمل الجبري والاتجار بالبشر من أجل العمل أن يوجد، لو كنا نتحدث اليوم عن اقتصاد يقوم على الصناعة، والمهارة والزراعة الإنتاجية، وغيرها مما يميز اقتصادات الدول المتقدمة».
وبيّن أن «ما يحدث هو أننا نعيش اقتصادا قائما بنسبة عالية جدّا على قطاع الانشاءات والمقاولات، وهو قطاع بطبيعته مولّد للعمل غير اللائق، والأجر المتدني، وشروط العمل المهينة، وظروف العمل السيئة، وفقدان معايير الصحة والسلامة المهنية، وبالتالي فهو قطاع طارد للعمالة الجيدة عالية المهارة والأجر، ومحفّز لجلب المزيد من العمالة الرخيصة، تحت أية عناوين ومن أخطرها عنوان الاتجار بالبشر. وهذا بالطبع لا ينفي أيضا أن هناك أشكالا أخرى للاتجار بالبشر، مثل الاتجار من أجل صناعة الجنس التي تختص بالنساء، ويؤسفنا أن نقول إن سجل بعض دول عالمنا العربي في هذا الشأن سجل شائن».
واعتبر المحفوظ، تصديق البحرين على اتفاقيتي العمل الجبري (29 و105)، يعطي أهمية أكبر للورش والمنتديات التي تعالج مشكلة الاتجار بالبشر، وتنمّي وعي العمال والمختصين بالاتفاقيات، ومقارنتها بالواقع، وما تشهده ساحة العمل من تجاوزات، وخرق للاتفاقيات الدولية.
العدد 2630 - الثلثاء 17 نوفمبر 2009م الموافق 30 ذي القعدة 1430هـ
بدي عن مكفحة الانسان لرزق
بدي عن مكافحةالانسان للرزق
درب الزلق
بارك الله فيك يا سيد على هذه الكلمات القيمة ويا ريت الناس يتعيظون