بعد انتظار دام 27 عاما عاد منتخب هندوراس لكرة القدم للمشاركة مجددا في نهائيات كأس العالم إذ تأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه وحجز مقعده بجدارة في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

ويحمل منتخب هندوراس على عاتقه آمال وطموحات عريضة خلال مشاركته الثانية في بطولات كأس العالم بعد أن عانى عشاقه ، في هذا البلد الواقع بأمريكا الوسطى، كثيرا من إخفاقات الفريق على مدار نحو ثلاثة عقود من الزمان. وضاعفت الأزمة السياسية الكبيرة والانقلاب العسكري والعزلة الدولية التي عانت منها هندوراس هذا العام من الضغوط الواقعة على اللاعبين ولكنهم تخلصوا من هذه الضغوط بتأهلهم عن جدارة إلى نهائيات كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا منتصف العام 2010 وذلك عن طريق التأهل المباشر ومن دون اللجوء للدور الفاصل.

وجاء تأهل الفريق، على غير المتوقع تقريبا، في 14 أكتوبر/ تشرين الأول وكان بمثابة هدية ترحيب. وحجزت هندوراس مقعدها في نهائيات كأس العالم من خلال الهدف الذي سجله المنتخب الأميركي في شباك ضيفه الكوستاريكي في الوقت الضائع من مباراتهما بالجولة الأخيرة من تصفيات اتحاد منطقة كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).

ومع تأهل الفريق للنهائيات، اندفع آلاف من مشجعي منتخب هندوراس إلى الشوارع للاحتفال بهذا الإنجاز الذي لم يشهده من قبل أكثر من 60 % من سكان هندوراس البالغ عددهم 7.7 مليون نسمة. وأعلن روبرتو ميتشيليتي، رئيس الحكومة الانتقالية في هندوراس، اليوم التالي لتاريخ التأهل عطلة عامة وأكد شكره للرب الذي جلب الحظ لفريقه على حد قوله.

ويتطلع هؤلاء الذين احتفلوا بالتأهل والعطلة حاليا إلى مشاركة الفريق في النهائيات. وكانت المشاركة الوحيدة السابقة للمنتخب الهندوراسي في كأس العالم خلال بطولة 1982 بأسبانيا حيث تعادل الفريق في مباراتين منها مباراته أمام المنتخب الأسباني بينما خسر في المباراة الثالثة أمام المنتخب اليوغسلافي.

ويأمل منتخب هندوراس، بقيادة مديره الفني الكولومبي رينالدو رويدا، في الوصول للدور الثاني بكأس العالم 2010 لتكون المرة الأولى في تاريخ الفريق التي يصل فيها لهذا الدور. ويدرك اللاعبون والمسئولون عن الفريق قوتهم المحدودة بالنسبة لمنافسيهم في هذه البطولة من الناحية النظرية ولكنهم يصرون على مواصلة العمل المنظم والمتواضع الذي كان وراء التأهل للنهائيات.

وعلى عكس ما كان عليه حال الفريق في كأس العالم 1982، يلعب العديد من نجوم منتخب هندوراس حاليا في أوروبا مثل ديفيد سوازو أبرز نجوم الفريق والمحترف في إنتر ميلان الإيطالي وويلسون بالاسيوس لاعب توتنهام الإنجليزي ومايور فيجويرا وهندري توماس لاعبي ويجان الإنجليزي.

ويحترف لاعبون آخرون من الفريق في أندية أوروبية صغيرة ويحترف بعضهم في بطولتي الدوري الأمريكي والمكسيكي بينما ما زال البعض في الدوري المحلي في هندوراس.

ويأمل رويدا في أن يساعد هؤلاء المحترفين في الأندية الأوروبية الكبيرة منتخب هندوراس على التألق في جنوب أفريقيا. المدير الفني: يتميز المدرب رينالدو رويدا (52 عاما) بما يمتلكه من خبرة تدريبية كبيرة. وتولى رينالدو تدريب الكثير من الأندية الكولومبية قبل الانتقال إلى تدريب منتخب كولومبيا للشباب وبعدها المنتخب الكولومبي الأول العام 2002 ولكنه فشل في الوصول بالفريق إلى نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا. ولجأ اتحاد كرة القدم في هندوراس إلى الاستعانة بالمدرب رويدا وطاقمه التدريبي الذي عاونه في تدريب كولومبيا وأسند إليه مهمة تدريب منتخب هندوراس العام 2007 وأصبح رويدا بطلا قوميا في هندوراس حتى قبل تأهله بالفريق إلى نهائيات كأس العالم 2010 .

ويعمل رويدا بجدية مع مسئولي كرة القدم في هندوراس على تدعيم فرق الشباب من أجل تواصل التطوير والنجاح في كرة القدم بالبلاد. نجم الفريق: ربما لا يلعب ديفيد سوازو بشكل منتظم مع فريق إنتر ميلان الإيطالي ولكنه يمثل النواة الأساسية في منتخب هندوراس لكرة القدم.

وولد سوازو (30 عاما) في سان بدرو سولا ولعب لفريق أولمبيا في هندوراس قبل الانتقال إلى كالياري الإيطالي عام 1999 . وفي العام 2006، تقاسم سوازو مع البرازيلي كاكا نجم ميلان الإيطالي سابقا وريال مدريد الأسباني حاليا جائزة أفضل لاعب أجنبي في الدوري الإيطالي لينضم بعدها إلى إنتر ميلان العام 2007 وسط بعض التوتر والارتباك إذ أعلن ميلان في نفس الوقت عن تعاقده مع اللاعب.

ونال سوازو خبرته الدولية من المشاركة مع منتخب هندوراس في كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) وفي أولمبياد 2000 .ورغم تألقه في تسجيل الأهداف بالمسابقتين لم ينجح الفريق في عبور الدور الأول بكل منهما.