العدد 2647 - الجمعة 04 ديسمبر 2009م الموافق 17 ذي الحجة 1430هـ

علماء يرون «عاصفة عاتية» من ندرة المياه والغذاء تقود تيارات الهجرة

حذر علماء بريطانيون من أن زيادة سريعة متوقعة في تعداد سكان العالم ليصل إلى 8 مليارات نسمة بحلول العام2030 ستطلق العنان لما وصفوه بـ «عاصفة عاتية» من نقص للغذاء وندرة للمياه وأزمات طاقة من شأنها التسبب في حدوث عمليات هجرة جماعية.

وقال رئيس علماء الحكومة البريطانية البروفسور جون بيدينجتون «هناك مشكلات ضخمة في العالم، خاصة فيما يتعلق بالمياه والغذاء وأيضا الطاقة، إنهم متصلون بشكل وثيق».

وأضاف «لا يمكنك التفكير في التعامل مع قضية بدون أخذ الباقي في الاعتبار -يجب أن نتعامل معهم سويا- إننا في طريقنا لمواجهة عاصفة عاتية بحلول العام 2030 لأن جميع هذه الأشياء تعمل على نفس الإطار الزمني».

وتوقع بيدينجتون زيادة في أعمال الشغب وإمكانية كبيرة في وقوع مشكلات خاصة بالهجرة الدولية إذا لم يتم معالجة هذه المشكلات.

وأعرب عن اعتقاده أنه هناك حاجة لدفعة تكنولوجية كبيرة لتطوير مصادرالطاقة المتجددة وتعزيز المحصول الزراعي وتحسين طرق استغلال موارد المياه القائمة.

وقال: إن العالم بحاجة لإنتاج المزيد من الغذاء بنسبة 50 في المئة إضافية بحلول عام 2030 ، بينما هناك حاجة لـ 50 في المئة إضافية للطاقة و30 في المئة إضافية للمياه النظيفة، في ظل الانخفاض الحالي لاحتياطي الغذاء والذي وصل لأدنى مستوياته منذ 50 عاما.

وحذر من أنه من المتوقع أن يكون لخطر التغييرات المناخية تأثير قاس على إنتاج الغذاء، ونقص الغذاء يؤدي إلى زيادة سكان المدن والازدهار يتسبب في تغيير أنظمة الغذاء والوقت المتاح لإيجاد حلول في طريقه إلى النفاد.

وأظهر تقرير نشره هذا العام المنتدى الإنساني العالمي إن التغييرات المناخية تودي بالفعل بحياة 300 ألف شخص سنويا حول العالم-وهو رقم من المتوقع أن يرتفع إلى 500 ألف سنويا بحلول العام 2030.

وقال المنتدى إنه بحلول ذلك العام، فإن عدد الأشخاص الذين سيتضررون بشكل خطير، على سبيل المثال سيخسرون منازلهم نتيجة كوارث طبيعية كالفيضانات-أو ندرة المياه على المدى الطويل أو الجوع والمرض، قد يرتفع إلى 600 مليون شخص.

وقال البروفسور يوليوس بريتي من جامعة ايسيكسانه: يعتقد أن مقدمة بيدينجتون العامة، الخاصة بأن عددا من المشكلات الخطيرة ستأتي سويا صحيحة ولكن تحديد العام 2030 لحدوثها يعد مجرد «حديث بلاغي».

وأوضح «لا نعرف ما إذا كانت الأمور ستصبح خطيرة العام 2017 أو 2047 -لا يملك أي شخص أي فكرة- ولكن في إطار الجيل المقبل ستحدث هذه الأشياء ما لم نبدأ في القيام بالأمور بشكل مختلف».

من جانبه، قال البروفيسور ديفيد بينك من جامعة وارويك: إنه يعتقد أن بيدينجتون يرسم «أسوأ سيناريو ممكن» لحث الحكومات على العمل الآن.

وقال «إن إطعام العالم سيصبح مشكلة. والسؤال هو إلى أي حجم ستصل المشكلة».

وقال جوناثون بوريت، أحد أبرز المتخصصين في شئون البيئة في بريطانيا ومستشار حكومي سابق لشئون التنمية المستدامة إنه ليس هناك مجال للرضا.

وأعرب عن اعتقاده أن «العاصفة العاتية» قد تأتي في وقت أقرب لعام2020 منه لعام 2030.

ويرى بوريت أن السياسيين مخطئون في الفصل بين سياساتهم الخاصة بالانتعاش الاقتصادي والإجراءات المطلوبة «لتفادي أهوال تصاعد التغييرات المناخية».

وقال: «إن العاصفة العاتية أمر محتوم. ما لم نغير قواعد لعبة النمو بشكل أساسي».

العدد 2647 - الجمعة 04 ديسمبر 2009م الموافق 17 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً