لماذا نكذب ؟ سؤال حير علماء الأخلاق قبل الساسة، لماذا الكل يكذب ويستمر في الكذب، بدءا من عمود الخيمة رب الأسرة، انتهاء بالساسة وقمة الهرم كالحكام والقادة!
فالرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك كذب عدة مرات حتى أوصله كذبه إلى المحاكم بسبب الرشا والفساد، وكذلك نظيره في الجرائم والتهم الصهيوني السفاح ايهود اولمرت الذي خسر دنياه وآخرته، و أبولهب «شارون» الذي يلتهب بنار الدنيا والآخرة، والرئيس الأميركي السابق كلينتون الذي سحب حبال الكذب منه منصبه وشرفه، وحمالة الكذب والحطب وزيرة الخارجية السابقة رايس التي ضحكت على العرب بالشرق الأخرس الجديد وبخريطة الطريق، والقائمة تطول إذ ختمها بوش الذي ضللت كذبته الكبرى الرأي العام العالمي بحربه القبيحة على العراق متهمها حيازتها أسلحة الدمار الشاملة، فأين هي هذه الأسلحة ؟ وأما رب الأسرة فحدث ولا حرج فهو مفتاح الكذب وسلسلة الافتراء، إذ عندما يكذب على ولده وزوجته فهي تكذب على ولدها وهو الآخر يكذب على معلمه في المدرسة، والمعلم يكذب على مديره تهربا من دروس الاحتياط ! والموظف يكذب على مسئوله حتى هو نفسه مل من اختلاق المبررات والأكاذيب، والشهادات المرضية وما خفي كان أعظم حيث انه دفن جميع أفراد أسرته بدءا من أمه وأبيه وجده بشهادات الوفاة التي يجلبها ! وهنا أتوقف قليلا لأشير إلى حادثة لطيفة عندما سمعت يوما أحد الأصدقاء يرويها لزميله وانه علم ابنه على أن يرد على الهاتف بطريقة كاذبة (أبي ليس هنا ) أي ليس بالقرب منه او في نفس المكان الذي يقف فيه !حتى لا يزعجه عندما يكون نائما ! أليس هذا ومفتاح و بداية الكذب نزرعه ونؤصله لدى الأطفال ؟ وقبل أن أسترسل في موضوعي أوقفني السيد حسن نصر الله وهو يخاطب اللبنانيين الجواسيس المندسين والمنافقين قبل الصهاينة «أنظروا إلى الفرقاطة الصهيونية وهي تحترق في عرض البحر»! سيكون مصيركم يوما ما كمصيرها تحترقون مع الصهيونية!ويخاطب الحكام العرب «نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون الإسرائيلية» بأن يصدقوا ولو مرة في حياتهم مع شعوبهم، وان يحرروا السجناء الفلسطينيين والأردنيين والمصريين والسوريين من السجون الإسرائيلية ! بدلا من تبادل الهدايا والنكات والضحكات العاليات والمجاملات والغمزات وشرب دماء الفلسطينيات مع وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون، وأنا أدعوكم كي تنظروا وتتأملوا هذه الكلمات السحرية الصادقة والتي لا يشوبها زيغ ولا يكتنفها غموض ولا زيف، الصادرة من أطهر فم وأصدق لسان واشرف إنسان في لبنان، سيد المقاومة وليثها الذي إذا قال فعل وإذا فعل أنجز!
لكن وللأسف اليوم لم نستثمر هذا النصر إذ نشاهد الكثير من شعارات الكذب قد انتهجتها الشعوب في حياتها اليومية الاجتماعية وتوارثتها في مكاسبها المعيشية كما كان واضحا وفي الآونة الأخيرة عندما ظهرت الكثير من هذه المشاريع والمحلات التجارية تحمل اسم هذا الشعار وهو «الوعد الصادق «! كل ذلك كان تقديرا وتيمنا بالوعد الصادق «شعار المقاومة اللبنانية» إلا أن الكذب قد تفشى في المجتمع !وأخذ مأخذه والصدق اختفى وولى دون رجعة، وبدأت تداعياته من خلال هذا الشعار الذي اقتحم الأسواق التجارية والاجتماعية كسوق الاتصالات والمقاولات والمحلات التجارية متخذه ستارا لتسويق أعمالهم او متبركين به ويطلقونه على مؤسساتهم بدء من المقاولات الإنشائية والمحلات التجارية التي ترفع الأسعار كيف تشاء، وبعض المطاعم التي تمزج اللحم الحلال بالحرام ! ولم يبقَ إلا المخابز المحلية والقائمة تطول والتي تستخرج رغيف الخبز من التنور لتبيعه للجمهور أن تمني نفسها أيضا تسمية نفس الاسم أيضا، لكن المشكلة والصدمة الكبرى وأعتقد أنكم تتفقون معي تمام الاتفاق وللأسف تكمن في أن الشعار فقط الذي اقتحم الأسواق بينما الجوهر والواقع والمعاملة الصادقة وقول الصدق لم يصلنا بعد، فلا أدري متى يصلنا ومتى تتعلم مؤسساتنا التجارية والمحلات والمؤسسات التعليمية أو الخيرية او النفعية أو التجارية وأربابها ان يقولون الصدق، وليس غير الصدق!
مهدي خليل
تائه في طرقات اللاعودة ،يتمنى أن يجد حجرا يرتمي عليه، ي إحدى جنبات هذه الطرق الوعرة.
و لا يزال يبحث عنها، يمشي ولا يدري أين يذهب و إلى أين يتوجه، هل يتراجع إلى الوراء عله يجد بقايا أمل، أم يواصل طريقه اللامتناهي، حائر ولا يجد في قلبه اطمئنان، ذلك القلب الذي اكتوى بمر الزمان.
لكنه يتجلد و يواصل المسير، المسير الى المجهول، ذلك الذي نعَده و نترقب لحظاته بشوق
أمفرح أم محزن ...أمبكٍ أم مضحك.
قال في داخله: سأواصل طريقي مهما حدث فالذي سيحدث لن يكون أسوأ مما حدث، و الله ليس بتاركي لوحدي و آخذ بيدي إن شاء الله.
واصل طريقه و كله عزمٌ ملهم، واصل طريقه و هو ينظر إلى الأمام بكل ثقه، واعدا نفسه أنه لن ينظر إلى الخلف أبدا.
الفضيلة
في قديم الزمان، في إحدى الدول الأوروبية حيث يكسو الجليد كل شئ بطبقة ناصعة البياض. كانت هناك أرملة فقيرة ترتعش مع ابنها الصغير الذي حاولت أن لاتجعله يشعر بالبرد بأي طريقة.
يبدو أنهما قد ضلا الطريق... ولكن سرعان ما تصادف عبور عربة يجرها زوج من الخيول... وكان الرجل «سائق العربة» من الكرام حيث أركب الأرملة وابنها، وفى الطريق بدأت أطراف السيدة تتجمد من البرودة وكانت في حال سيئة جدا حتى كادت تفقد الوعي.
وبسرعة وبعد لحظات من التفكير أوقف الرجل العربة وألقى بالسيدة خارج العربة وانطلق بأقصى سرعة!
تصرُّف يبدو للوهلة الأولى في منتهى القسوة، ولكن تعالوا ننظر ماذا حدث. عندما تنبهت السيدة أن ابنها ووحيدها في العربة ويبعد عنها باستمرار قامت وبدأت بالمشي وراء العربة ثم بدأت تركض إلى أن بدأ عرقها يتصبب وبدأت تشعر بالدفء واستردت صحتها مرة أخرى هنا أوقف الرجل العربة وأركبها معه وأوصلهما بالسلامة.
أعزائي، كثيرا ما يفعل الله بنا أمورا تبدو في ظاهرها غاية في القسوة ولكنها في حقيقة الأمر في منتهى اللطف والحنان.
فلستَ تعلم أنت الآن ما يقدّره الله لك...
ستفهم فيما بعد.
فاطمة خليل
أجد نفسي مستغربا بشأن تخلي أعضاء الجمعيات والمؤسسات سواء الدينية أو الخيرية أو السياسية أو المهنية عن دورهم البارز الذي رسمته القوانين والنظم والعزوف الواضح عن حضور اجتماع الجمعيات العمومية الاعتيادية منها وغير الاعتيادية.
إذ إن الاجتماعات العمومية التي تعقد لا يتجاوز حضور الأعضاء في غالبية الأحيان عن 20 في المئة من الحجم الحقيقي لهذه المؤسسات المدنية المختلفة. ولو جئنا للواقع لرأينا أن أعضاء هذه المؤسسات يمارسون النقد العلني طوال العام في مختلف الأماكن حول دور مجالس الإدارات لتلك المؤسسات، إذ تراهم ينتقدون دور أعضاء الإدارات بشأن تقصيرهم حول مسائل معينة وهم يتوعدون بالويل والثبور وإنهم ينتظرون اجتماع الجمعية العمومية بفارغ الصبر لكشف وتعرية الأعضاء، ويضحكني هو عندما يأتي العرس الديمقراطي السنوي وإذا بالخاطب (العضو الكثير الكلام)يهرب عن عروسته ولهذا ترى الحفل باهتا في أكثر هذه الاجتماعات.
سؤالي هنا من يتحمل الضعف الحاصل في هذه الاجتماعات؟
الذي يتحمل هم الوزارات المعنية والمسئولة عن هذه الجمعيات وأيضا مجالس الإدارات إذ إن البعض من هذه المجالس تريد أن تكون اجتماعات الجمعية العمومية ضعيفة وذلك لغاية في نفس يعقوب ولكن الذنب الأكبر يتحمله أي عضو، رجلا كان أم أمراه في أي جمعية.
رسالتي لكل عضو في أي جمعية عمومية؟ أقول إن في عنقك بيعة لا تسلمها إلا لمستحقيها وبالتالي صوتك أمانة وكلامك مسموع وأنت تملك القرار الأكبر في أي مؤسسة لأن الجمعية العمومية تأتي على رأس الهرم المؤسسي، وبالتالي لا تفرط بحقك، مارس دورك، احضر وناقش وانتقد، وبين سلبيات وإيجابيات العمل الإداري وكن منصفا ولا تكن متحاملا.
فهل نرى جمعيات عمومية قوية تمارس دورها وتفرض وجودها من خلال انتخابها للأفضل وترسم الخطوط العريضة للمؤسسات وتحاسب مجالس إداراتها.
مجدي النشيط
ترن ترن تلفوني يرن، قلت :ألو (بصوت خافض) قال:عجلي أبي أشوفك. من سمعت صوته رجف قلبي رجفتين، قلت : أركد يا قلب لا تكن مجنونا، قلت :ما أقدر، ممكن يشوفوني معك، قال :لا تخافي، اليوم راح تكون نهاية قصتنا، تعالي وبس أنا في المكان الي فيه تلاقينا، وقف الزمن فيني لحظة، تذكرت يوم كنا بجانب البحر، حسيت بحرارة تعلي بجسدي، وصادني سهم النظر، والتفت: منو يناظرني. لحظة أسرع بجنبي واقترب، أنا خفت منو هذا الريال، سبحان الله و الله اكبر ( كبرت عليه الرحمن ) قال: وقفي يا بنت، وقفي أبي أكلمج، قلت :ابتعد يا ولد الحلال، ابتعد الله يستر عليك، قال: وقفي ابي اعرف منو اهلج، و شنو أصلج، أنتي من هالديرة ولا من بلاد ثانية، انعقد لساني وما عرفت شنو أجاوب، و صار لنا دقايق ساكتين، ناظرني وضحك، وقال:روحي يا بنت العرب لأهلج ، ترى انا ابي الحلال.
هذه قصة قد تكون جميلة حقيقة بزمن أجدادنا الرجال الاقوياء الذين يحافظون على سمعة نساء ليست أخواتهن وقد تكون قصة أحد من شبابنا بزمننا الحاضر قد تربى على هذه الصفات و للأسف لا نرى الكثير منهم الآن ربما انقرضوا في زمن الديناصورات فلا تفهموني خطأ فهذه مجرد قصة قد لا تكون حقيقية.
نورة
لستُ في مقامِ المدح ِ هنا ولا في مَعْرِضْ التفاخر بوالدي، إنما هي سطور متواضعة جدا وفاء بحقِ هذا الوالد الكريم، إذ رأيتُ في نفسي قدرة لا بأسَ بها في مجال الكتابة و التأليف فوجدتُ أنّ الواجب يحتّمْ عليّ أن أخلّدَ بعضَ السطور البسيطة وفاء وتخليدا لوالدي الكريم علّه يقرأ سطوري يوما ما فأرسِمُ ابتسامة لطيفة بوجهه السموح وقلبه العطوف...
والدي وأبي صاحِبُ الفضلِ عليّ بكل شيء تقريبا، لم يقصّر معي أبدا منذُ أن كنتُ صغيرا, هوَ سِرُ وجودي, هوَ مَن ألبسني وكساني صغيرا، هوَ مَنْ رباني و علّمني، هوَ مَن أعطاني وأكرمني، أفاضني ماديا ومعنويا وسدّ كُل حاجاتي الضرورية رغمَ أنّه ميسور الحال ، أتذكر كلمة لطيفة له حفظه الله وأطالَ عمره الكريم يقول (ربما لم تكن لي ثروة ، ولكن أولادي هم ثروتي)... أقول يا والدي أنتَ الثروة الحقيقة وما أنا إلا انعكاسٌ ومرآة ٌ لشخصيتكَ الكريمة والمِثالية...
ويكفي سلامة الطينة التي جعلتني أرِثُ منكَ حسنَ المعاملة وسمو الأخلاق الكريمة و الشعور بالمودة والمحبة اتجاهَ الآخرين، لم أرَ يوما ما بنفسي عِداء أو بُغْضا لأحد أو ملكاتٍ خبيثة ، كذلكَ حبّ العمل التطوعي وخدمة الآخرين ، والإيثار والوفاء والإخلاص وكل المعاني والصفات الحَسَنة مِنكْ...
كدَّ وسعى لأجلنا مِن أجلِ لقمةِ العيشِ الحلال والرزقِ الحلال، هذا وأعانني على الدراسةِ معَه والتفقُهِ في الدِّين ...
كانَ يعتني بي كثيرا كثيرا، ولم يكُن يميّز في تعامله ِ بين إخوتي، بَلْ كانَ منصفا عادلا معنا جميعا، حتى في الطعام كانَ يوفّر لنا الطعامَ المفيد والصحي وينتقي منه الأجودَ والأفضل، ومِنْ شدّة عطفهِ عليّ كانَ يهيأ لي الطعام المفيد عندما أعود للبيت, ويتضايق كثيرا عندما أهمل الطعام بسبب فقداني للشهية أحيانا، أتذكّر أنني كنتُ مريضا ذاتَ مرة فلم يتوانَ عن الاهتمام بصحتي بل سارعَ بعيادتي في المستشفى الخاص ، ولم يقتنع فسافرنا معا إلى الأردن وهذا البلد معروفٌ بأنّه مِنْ أفضل البلاد للعلاج الطبي ولله الحمد تعافيت بفضل إهتمامه وتحمُّله عناء سفري وتكاليفه...
أما بخصوص مشكلاتي الشخصية، فقد وقفَ معي في أحلك الظروف، وساندني معنويا وماديا، دائما كانَ هو شمعة الأمل والمعين على كل شيء...
وعلى كلِّ حال فقد كانَ المستشارَ الأوّل والأخير في أسرتنا الحبيبة، إخوتي يرجعونَ إليه في الملمات و الأمور الحاسِمة وعندما نخالفه برؤيته ووجهة نظره فإنّنا حتما نضيع ونندم بعد ذلك على مخالفته، حتى أنّ عائلتنا مِن أعمامي وعمّاتي كانوا يلجأونَ إليه في مواضيعهم واحتياجاتهم، ولم يكُن مقصرا أبدا، بَل كانَ فوقَ ما يتوقعهُ أحدنا عندما يلتجئ إليه ، يدهُ سخيّة وكريمة على رغمَ ظروفه الصعبة.
والأذهلُ مِن كلِ ذلك أنّه كانَ يسامح ويعفو عمّن ظلمه وقصّر بحقه، على رغمِ معاناته وسوء حاله مِنْ هنا وهناك...
وأستغربُ مِن حبهِ العميق للتعلّم والتثقّف في شتى أمور الحياة حتى وهو في عمرهِ الكبير هذا، يحبُّ أن يعاصِر التطوّر والتحضُّر في الحياة اليومية مِن التكنولوجيا ووسائل الإتصالات الحديثة كالإنترنت والنقّال، ومِن المعلوم أنّ كبير السن بطيء الهمّة و الفهم والاستيعاب إلا أنّ والدي كانَ متحمسا دائما ومتابعا لكل هذهِ العلوم الحديثة، كانَ محبا ومستمعا للمحاضرات الإسلامية يوميا وكثيرَ القراءة بمختلف الموضوعات والمجالات، وإذا أردتُ أن أعرفَ مناسبة بهذا اليوم مثلا أذهب إلى جهاز الحاسوب الخاص به لأرى أنّه أدرجَ بعض المحاضرات الصوتية والمكتوبة لصاحب هذهِ المناسبة!
حتى في أوقاته ونظامه كانَ ملتزما جدا جدا لدرجة أنّه ذاتَ يوم كان أخي الأكبر يراهنُ صاحبه على أن يخرجَ والدي لعملهِ في الساعة السادسة صباحا ، ما أن تمّ الوقت حتى رأى والدي خارجا مِن المنزل فاستغربَ كثيرا مِن شدّة هذا الالتزام بالوقت، إضافة إلى أنّه لا يخرج مِن البيت لعملٍ معيّن إلا بعدَ تخطيطٍ مسبق لما يحب أن يعمل ويودُّ أن يذهب.
أقولها وبكل صراحة ولا مجالَ للمبالغة بأنّه حفظه الله كانَ متزنا في حياتهِ أيّما اتزان! ومثقفا جدا في كل أمور حياته ومتابعا للأخبار المحلية والعالمية يوميا، وعلى رغمَ كِبر سنّه ومرضه لم يترك الرياضة والغذاء السليم والصحيح .
أقول ما أروعكَ وما أكرمكَ مِنْ أبٍ عطوفٍ وودود وصبور، لا تستحقُ منّا إلا كلّ خيرٍ ووفاء بألطافكَ علينا، أنتَ أكبرُ نعمةٍ مِنْ بعدِ نعمة الوجود، وحقّ لي أن أرفعَ رأسي بكَ شامخا، ومهما فعلت وقلت فأنا عاجزٌ عن وصفكَ والوفاء بحقكَ وفضلكَ علي يا والدي الكريم!
كَم أتمنى أن يسامحني على كلِ خطأ وتقصيرٍ بذرَ مني، لم أخالفكَ يوما عِنادا وعصيانا، وإنما غلبني هوايَ كوني شابّا في مقتبلِ العمر.
نقرأ في مناجاة المريدين: «أسألكُ أن تجعلني من أوفرهم منكَ حظا، وأعلاهم عندكَ منزلا،وأجزلهم من ودك قسما، وأفضلهم في معرفتك نصيبا».
وأنا أقول في مناجاة العاشقين: «اللهمّ اجعلني أكثر إخواني وفاء لوالدي، وأفضلهم إخلاصا له ، وأحسنهم خدمة له».
محمد عبد الله رضي
قرية أبوصيبع
في خضم اندماجه في عمله وتأدية جهاده العملي، وإذا بالمنادي ينادي باسمه أن المسئول يريدك فذهب على وجه السرعة وشعاع الأمل يضيء دربه بأن ثمة بارقة أمل بتسجيل اسمه مع ركب إخوانه المواطنين الذين يعملون في الشركة، وعندما حضر للمكتب تفاجأ بالطامة الكبرى في انتظاره وهي توقيع لتجديد العقد مع الشركة سنة أخرى، ثارت ثائرته مع المسئول واستعرض له مناقبه في العمل ومن ضمنها بأنه لا يذهب إلى المستشفى ولا يتغيب ويحافظ على وقت الشركة التي وضعته في دخوله العمل وخروجه ويحترم قوانين وبنود الشركة، ولا يسيء لأحدٍ من العاملين أو المسئولين ومحط تقدير واحترام الآخرين، وعندما سأل المسئول المناوب عن دواعي عدم تثبيته وتسجيله في الشركة أجابه بأن ذلك شأن إداري وأنه ليس مخول هنا لتثبيته وانضمامه في الشركة، وما أن انقضت رزية الحوار وشجونه خرج من المكتب مذعورا يائسا يجرُّ أذيال الخيبة والانكسار وهو يردد كلمات اليأس والإحباط من جهة ويلوم الأجانب الذين استحوذوا على جميع الأقسام وضيقوا الخناق على المواطن من جهة ثانية.
هذا التهميش والتجاهل للمواطنين بات يهدد كل مواطن على أرضه ووطنه، إذ تقوم الشركات في القطاع الخاص بتجديد العقود المؤقتة مع المواطن البحريني كيفما تريد وفي أي وقت، ناهيك عما يختص ويتميز به الأجنبي من تثبيت ورفاهة راتب وعلاوة سكن وبونس سنوي! في هذه الإرهاصات والتحديات المعيشية للمواطن تشعره بأنه هو الغريب والأجنبي على أرضه وترابه وأنه لا مكان للعيش له فيها وأصبح هواؤها العذب النقي الذي يتنفسه كالسموم يتجرعه ولا يكاد يسيغه، وأرضها الطاهرة التي كانت في جوفها أجساد الأجداد والآباء الشريفة أصبحت كالرمضاء نارا لا تُطاق، هنا تتجلى مساوئ فكرة الهجرة عن الوطن على مضض وتركه للأجنبي يعيث فيه الفساد ويصادر أموال المملكة واقتصادها وخيرها لبلده الأم ونحن ننظر بوجوم وكبت.
ندعو المعنيين أن ينقذوا ما تبقى في هذه المملكة الحبيبة لقلوب المواطنين ما يتم إنقاذه قبل فوات الأوان...
مصطفى الخوخي
إن خطر تعاطي المواد المسكرة أثناء القيادة ينذر بضرر أكيد، ذلك أن متعاطي الخمر أثناء القيادة يعلم علم اليقين أن نتيجة فعله يمكن أن تؤدي إلى إهدار حياة أشخاص آخرين، ورغم ذلك وبإرادته يمضى في القيادة تحت تأثير الخمر مؤملا عدم حدوث الإصابات معتمدا على حذاقته أو مهارته، فيكون الجاني مخطئا ويضع نفسه تحت طائلة قانون المرور وقانون العقوبات البحريني. وسوف نوضح الجزاء الإداري والعقوبة الجنائية:
أولا: الجزاء الإداري الذي منحه القانون لإدارة المرور وفق قانون المرور.
أ) وفق نص المادة 68 تملك إدارة المرور سحب رخصة القيادة لمدة 3 أشهر إذا تم القبض على قائد سيارة أثناء قيادته تحت تأثير الخمر، أما إذا امتنع قائد السيارة عن الفحص أو هرب، يجوز لإدارة المرور أيضا
سحب رخصته لمدة 3 أشهر، وإذا عاد لنفس الفعل خلال سنة تلغى الرخصة إداريا لمدة 6 أشهر، فإذا تكرر العمل يجوز سحب الرخصة نهائيا.
ب) وفق نص المادة 83 يجوز سحب شهادة تسجيل المركبة ورخصة المركبة واللوحات المعدنية لمدة 30 يوما إذا ما اتهم قائد المركبة بجريمة قتل أوإصابة خطأ.
ثانيا:أفرد قانون المرور عقابا رادعا لمن يستخف بتعريض حياة الآخرين للخطر بأن أجاز في المادة 81 الفقرة الثانية للقاضي ان ينزل عقوبة الحبس الذي لا يتجاوز السنتين وغرامة لا تتجاوز ألف دينار أو إحدى هاتين العقوبتين لكل من يرتكب جريمة - كالسرعة أو تجاوز الإشارة - وهو تحت تأثير السكر أثناء القيادة، أي أن من يرتكب هذه الجريمة يعرض نفسه لعقوبة قد تصل إلى السنتين حبس والغرامة، ولا يمكن إجراء الصلح في هذه الجرائم.
ولن تألو الوزارة جهدا بالضرب بيد من حديد وفق القانون على من يعرض الأرواح للإهدار بسبب إدمانه على الخمر والمخدر، ولا يجوز في هذه الحالة الدفع أمام القضاء بانتفاء الإدراك العقلي للسكران طالما كان السكر أوالتخدير بإرادته إذ إن هذا الدفع قد حسمه المشرع بالنص صراحة على التشديد في العقوبة بسبب تعاطي الخمر أو المخدرات لان التعاطي تم بإرادته وإذا احدث عدم الوعي والإحساس بالواقع فيكون هو المتسبب فيه.
أما في حالة الوفاة بسبب خطأ قائد السيارة المتعاطي للخمر أو المخدرات فوفق نص المادة 342 من قانون العقوبات فإن العقوبة قد تصل إلى الحبس لمدة ثلاث سنوات ويجوز للقاضي الارتفاع بالعقوبة حسب توافر ظرف من ظروف تشديد العقاب كأن يكون عدد المتوفين أكثر من واحد أو يكون المتوفى موظفا عاما توفي بسبب عمله وأثنائه .
وزارة الداخلية
العدد 2647 - الجمعة 04 ديسمبر 2009م الموافق 17 ذي الحجة 1430هـ
الى المناضل / مجدي النشيط
انت تعلم ما يدور في الجمعية العمومية لكل مؤسسة ،ولو قلت الصراحة لافنوك عن آخرتك انت مقبول مادمت تقول انهم على صح ولايوجد تجاوزات على الدستور وتحملت مالايرضي ربك .
تذكرني