استضافت «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» مساء يومي الخميس والجمعة الماضيين في قصر الإمارات، العرض الأسطوري الراقص «طروادة» الذي قدّمته فرقة «نار الأناضول» التركية، وذلك بحضور حشد كبير من الدبلوماسيين وكبار الشخصيات والجمهور، الذي استمتع على مدى حوالي ساعتين بروائع فنية ومسرحية حوّلت «طروادة» من ملحمة للحرب والقتال إلى رسالة سلام وحوار بين الحضارات، واصطحبت الجمهور في رحلة موسيقية راقصة مليئة بالحركات المفعمة بالأمل، التي أداها عدد من أمهر الراقصين الأتراك.

وتأسست فرقة «نار الأناضول» في العام 2002 ، وحصلت عروضها على نجاح كبير في جميع أنحاء العالم، لما تقدمه من عرض متناسق على المسرح، ولاسيما التفاهم والتفاعل العالي ما بين أفراد الفرقة، الذي يضفي نكهة جميلة وصادقة على العروض لإيصالها إلى الجمهور بشكل سريع وواضح.

وقال مدير إدارة الثقافة والفنون في «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» عبدالله العامري: «يندرج العرض ضمن إطار استراتجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في جعل العاصمة أبوظبي مركز استقطاب لجميع الفنون وملتقى عالميا للثقافة».

وبدوره، قال المدير الفني للفرقة مصطفى أردوغان: «تعتبر ملحمة طروادة قديمة قدم القصص المذكورة في الكتاب المقدس، كما وتدين الحضارة الغربية في إرثها الثقافي لأسطورة طروادة ولا شيء سواها. وقد أعاد شاعر أناضولي إلى الذاكرة الإنسانية هذه القصة، التي يُعتقد أن أحداثها دارت في العام 1180 قبل الميلاد، واستمدت هذه القصة، التي دوّنها هوميروس المولود في إزمير في كتابيه الخالدين الإلياذة والأوديسا، مكانتها من بين أشهر المؤلفات على مستوى العالم، ومن هنا، فإن منزلتها المهمة والمؤثرة تضاهي جميع الكتب المقدسة، وقد تحولت طروادة إلى مغامرة غامضة أثارت دوافع المعرفة وحب الاستطلاع لدى كتّاب التاريخ من جميع الأمم وعلى مرّ الأزمان».

وتابع أردوغان: «نرحب بهذا الإنتاج الفني التاريخي الخالد بعد ثلاثة آلاف عام، ومن خلال استضافة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لهذا العمل، سينتقل من وطنه الأم إلى الجمهور في أبوظبي من الجنسيات كافة، ويبقى أن الزمان في طروادة، المكان في طروادة، الحب والخلود في طروادة».