أذاق نسور الأهلي المتصدر السماوي كأس أول خسارة له في الدوري بهدف نظيف أحرزه جمال راشد في الدقيقة 28 من الشوط الأول وزاد من فرصة المنافسة على الصدارة بعد أداء قتالي داخل الملعب اخرج به الرفاع عن جو المباراة وقادة إلى عدم التركيز واللعب بعشوائية للدخول القوي المستمر طوال المباراة وهي المرة الأولى التي يلعب بها الأهلي بهذا الأسلوب الذي نجح به وخرج فائزا على المتصدر رافعا رصيده إلى (14 نقطة)، فيما جمد رصيد السماوي على (18 نقطة) في الأسبوع (7) من الدوري العام للدرجة الأولى لكرة القدم.

شهدت المباراة طرد لاعب الرفاع داوود سعد في الدقيقة 18 من الشوط الثاني واستبعاد مدير الفريق خميس عيد في الدقيقة 15 من الشوط نفسه. والتوتر العصبي طوال المباراة كان موجودا واثر بشكل كبير على جمالية اللعب وفنياته. ألغى الحكم هدفا للرفاع في الشوط الثاني عن طريق سيدعلي عيسى اثر الراية المرفوعة من مساعده الدولي خالد العلان بدعوى التسلل.

قدم الفريقان عرضا متوسطا ومتشابها في طريقة اللعب والأسلوب رغبة في وجود أكبر عدد من اللاعبين في منطقة الوسط للسيطرة عليها ولكن لم نر وفق هذه المعطيات الفنيات المتوقعة من الفريقين وصارت الكرة تعاني في التمرير لعدم وجود المساحة لتحرك اللاعبين إضافة الى الدخول القوي على الكرة من الفريقين خصوصا الأهلي ما افقد اللعب الجمالية.

الأهلي لعب بمهاجم صريح واحد وهو ميلان في ظل رجوع عبدالله وحيد إلى الخلف لمساندة الوسط ومن ثم الانتقال إلى الهجوم. فيما أشرك المدرب محمد حبيل في الارتكاز في ظل غياب سترابك ليفقد جهود حبيل في صناعة الكرات الهجومية وأعطيت هذه المهمة لجمال راشد ومحمود عباس بالانطلاقات الجانبية بتبادل المراكز بحسب الحاجة ويقوم سيدحسن عيسى بالمساندة الخلفية للهجوم ولكن على رغم ذلك غاب عن الأصفر التنظيم الهجومي وصارت كراته تلعب بشكل عشوائي ومن دون تركيز. ولكنه استطاع في الدقيقة 28 إدراك هدفه الأول عن طريق جمال راشد اثر تمريرة بينية ذكية وجد فيها جمال نفسه مواجها المرمى لعبها قوية في سقف المرمى.

الرفاع من جانبه ايضا لعب بأسلوب الأهلي وبمهاجم واحد فقط هو عبدالرحمن مبارك في ظل غياب سيدعلي واسماعيل عبداللطيف على ان يقوم حسين سلمان والعجمي بالانضمام اليه، وعن نضال اسماعيل في الجهة اليسرى بالمساندة الجانبية وداوود سعد في الجهة اليمنى على أن يقوم ميلادين بالمساندة الخلفية وحصل الفريق على أكثر من فرصة، وعند الدقيقة 40 اجرى مدرب الأهلي تبديلا اخرج فيه محمود عباس وأشرك الدفاع علي منصور لزيادة الكثافة العددية في الدفاع. وفي الوقت بدل الضائع اشرك مدرب الأهلي عيسى شهاب بدلا من جمال راشد لزيادة الدفاع أيضا للمحافظة على هدفه الوحيد.

الشوط الثاني

دخل الرفاع هذه الشوط رغبة منه في ادراك التعادل ولكن التركيز المعدوم والتسرع والاستعجال لم يعطه الفرصة في تحقيق أمله، إضافة الى ذلك اللعب القوي من الأهلي في الاحتكاكات المباشرة منعت وسط الرفاع من القيام بدوره بالشكل المطلوب إذ منع وسط الأهلي أي تقدم للرفاع فشتت أفكاره وقاده الى التوتر العصبي مع كل دقيقة تمر على الفريق من دون ان يجد نفسه في جو المباراة. حتى مع الاستبدال الذي اجراه مدرب الفريق عند الدقيقة 9 عندما زج باثنين من الهجوم هما سيدعلي (علاوي) ومحمد سلمان لزيادة الفاعلية الهجومية بديلين للخزامي والعجمي فانعدمت صناعة الكرات وغابت المفاتيح خصوصا مع تراجع ميلادين الى الحال الدفاعية، اذ بقي حسين سلمان وحيدا ولم يعطى الفرصة اصلا في التحكم بكراته ولم تكن هناك الفائدة الفعلية وراء هذين التبديلين لانهما لم يجدا المساندة الخلفية فبقي الامر على ما هو. وزاد الطين بلة طرد مدافع الفريق داوود سعد عند الدقيقة 18 اثر حصوله على البطاقة الصفراء الثانية لدخوله القوي على مدافع الاهلي أحمد منصور. وقبلها بثلاث دقائق تم استبعاد مدير الفريق الاول في الرفاع خميس عيد لاحتجاجه على قرارات الحكم. النقص العددي الذي كان عليه الرفاع لم يستفد منه الأهلي في التوجه إلى الهجوم بل واصل نهجه بتوازن الدفاع والوسط على حساب الهجوم فانعدمت الخطورة لأنه لعب بهاجس الدفاع. فيما واصل الرفاع استعجاله وعدم التركيز رغبة في ادراك التعادل. وفي الدقيقة 31 سحب مدرب الرفاع مهاجم الفريق عبدالرحمن مبارك واشرك مدافعا محمد دعيج لسد النقص الذي تركه طرد داوود سعد ورجوع ميلادين للعب مكانه في ظل وجود علاوي ومحمد سلمان فصار الرفاع يلعب بصورة أفضل نوعا ما ولكن لازمته السلبية حتى احرز هدفا في الدقيقة 35 عن طريق سيدعلي علاوي ولكن اشارة مساعد الحكم العلان منذ انطلاقة علاوي كانت واضحة ولم يلتفت لها الحكم الا بعد دخول الكرة المرمى فتم الغاء الهدف.

الغريب في الامر أن الاهلي على رغم النقص العددي للرفاع فإنه لعب مدافعا بشكل أكبر للحفاظ على مرماه من التعادل. واجرى مدرب الاهلي تبديلا أشرك فيه عبدالله حميدان بدلا من سيدحسن عيسى ولكن نعتقد بأنه غير موفق لأن سيدحسن كان جيدا وكان بامكان المدرب اخراج محمود عباس لسلبيته طوال فترة وجوده في الملعب والاستفادة من كرات سيدحسن الهجومية التي انعدمت وقت خروجه. فقد الرفاع التركيز خلال هذا الشوط كلما مرت الدقائق وصار يلعب باي كلام ولم تكن هناك اية خطورة فعلية على مرمى الاهلي سوى الكرة التي ابعدها أحمد منصور من بطن المرمى أثناء سقوط الحارس عباس أحمد من الكرة الجانبية على رأس إسماعيل صالح ولكن منصور أبعدها في آخر لحظة في الدقيقة 21.

لعب مصطفى مختار في الارتكاز بمساندة من الخزامي ومن امامهم ميلادين على ان ينطلق من الجانبين داوود سعد ونضال اسماعيل. وفرصة اخرى للرفاع اضاعها عبدالرحمن مبارك في الدقيقة 32 عندما لعب الكرة في يد الحارس وهو مواجه للمرمى.

كان التوتر واضحا خلال الشوط الأول من الفريقين فأثر بشكل كبير على الاداء الفني. الرفاع لم يكن في مستواه المعتاد وانغلقت كل مفاتيح اللعب فغابت الخطورة الفعلية الا في بعض الكرات والفرص التي ضاعت بسبب عدم التركيز والاستعجال. عموما، تعامل الاهلي بشكل مختلف عن مبارياته السابقة في هذه المباراة وتألق منه محمد حبيل الذي قاد فريقه إلى الفوز وكان الهدوء هي السمة التي لازمته حتى النهاية وكان نجما بارزا في المباراة.

أدار المباراة الحكم سيدعدنان محمد بمساعدة الدولي خالد العلان والحكم عبدالرحمن عبدالقادر والدولي علي السماهيجي حكما رابعا.