استعاد فريق المحرق الكروي الأول توهجه وبريقه للمرة الأولى في الموسم الكروي الجاري من خلال مستواه المتميز وفوزه الكبير والتاريخي على فريق عريق مثل العربي الكويتي بخمسة أهداف لهدف منح «الذيب» تذكرة العبور إلى نصف النهائي لبطولة الأندية الخليجية ليؤكد نواياه وطموحاته التنافسية على اللقب الخليجي بعد طول انتظار.

وعلى رغم جدارة المحرق بالفوز إلا أن النتيجة الكبيرة وسيناريو المباراة كان خارج توقعات أشد المتفائلين بالفريق المحرقاوي والمتشائمين بالفريق العرباوي وخصوصا أن الفريقين دخلا لقاءهما المصيري بظروف متشابهة في الغيابات وأن تركيز المحرق كان على الفوز فقط بعكس العربي الذي لعب بفرصتين، لكن وضح أن المحرق استفاد جيدا من جميع عوامل المباراة الفنية والمعنوية وترجم ذلك إيجابيا على أرض الملعب وسطر خماسية ولا أروع.

والشيء اللافت أن المحرق كان حاضرا بجميع عناصره أصحاب الخبرة والشباب على رغم حال التألق غير العادية التي كان عليها الثلاثي ريكو ومحمود رينغو وعبدالله الدخيل الذين استعادوا فورمتهم وظهروا بأفضل حالاتهم و»آخر مزاج» في الموسم الجاري لدرجة أننا لا نشعر بأي تأثير على وضع الفريق خلال التبديلات التي تمت في الشوط الثاني لأن الأحمر كان يلعب بروح الفريق الواحد فنيا ونفسيا، وبدا المحرق كمن يعلن عن بدايته الحقيقية الموسم الجاري من خلال هذه المباراة.

وعرف المدرب الذهبي «الجنرال» سلمان شريدة التعامل مع المباراة واختيار التشكيلة المناسبة وتوظيف اللاعبين وخصوصا في خطي الوسط والهجوم على رغم غياب عناصر دولية مؤثرة متمثلة في محمود جلال وحسين بيليه وإبراهيم المشخص، واستطاع ريكو أن يقوم بدور مؤثر بتحركاته بين الوسط والهجوم الأمر الذي أربك العرباوية الذين اضطروا في الكثير من الأحيان إلى استخدام الطرق المشروعة وغير المشروعة لإيقافه دون جدوى وذلك كان أفضل حالا مما لو لعب ريكو في العمق الهجومي لأن ذلك سيسهل من مهمة الرقابة ويحجب دور لاعب الوسط المهاجم الذي يفتقده المحرق الموسم الجاري بعد احتراف نجمه الدولي محمد سالمين، بالإضافة إلى المجهود اللافت للاعب الوسط فهد شويطر الذي عاد إلى مركزه الأصلي بعدما ظل يشغل مركز الظهير الأيمن في المباريات الماضية وذلك بعد عودة المدافع الشاب عبدالله صالح أمان الذي ظهر بحال جيدة في أولى مباراة له في الموسم بعد غيبته الطويلة لظروفه العملية.

كما ساهم الهدف المبكر الذي خطفه الدخيل في أول ربع ساعة في منح المحرق صك الأفضلية وزمام التفوق وقلل من نسبة الضغط التي كانت على الفريق بحثا عن الفوز فيما أحدث الهدف حالة إرباك في الصفوف العرباوية التي وضحت أنها لا تتمتع بالقوة والأدوات الفنية القادرة على تغيير مجريات المباراة في ظل غياب بعض اللاعبين وأبرزهم الدولي محمد جراغ وتواضع مستوى محترفيه الأجانب وأن العربي ظل عاجزا عن القيام بأي هجمة طيلة المباراة حتى عندما كان كامل العدد وحتى هدفه كان إثر ركلة حرة بعيدة المدى وجاء ت في توقيت تراجع فيه المد الهجومي المحرقاوي بعد تسجيله هدفين.

ووسط هذا الفوز الكبير يجب التنويه بدور المساندة الجماهيرية الكبيرة التي حظي بها المحرق في هذه المباراة وشكلت ضغطا كبيرا على المنافس ودافعا للذئاب واعتبرت اللاعب رقم واحد وتحديها لظروف الطقس والأمطار، وأن ما حدث أغرى المحرقاوية للتفكير في إقامة مباراة نصف النهائي الخليجي في ملعبهم بعراد ليكون العمل الجماهيري مؤثرا وقويا!

الحردان: الروح قادتنا إلى الفوز والثالث حسم المباراة

برز لاعب الوسط المحرقاوي فهد الحردان خلال المباراة وساهم بعطائه ومجهوده في إثراء الوسط الأحمر وسد مكانا شاغرا في مركز الارتكاز.

وعبّر الحردان عن سعادته للفوز والأداء المتميز الذي كان نتاج التحضير الجيد الذي ناله الفريق منذ أسبوعين لهذه المباراة المهمة.

وقال الحردان: «هذا الفوز جاء في وقته وأعدنا به البسمة إلى الجماهير المحرقاوية وخصوصا بعد خسارة مباراتي الدوري وأمام العربي في لقاء الذهاب لكن كانت لدينا الثقة في أنفسنا والعزيمة على العودة بقوة وهذه الروح المحرقية التي تربينا عليها كلاعبين منذ الصغر في نادي المحرق، ونلاحظها اليوم في حماس وعزيمة العناصر الشابة التي فرضت وجودها وجدارتها بتمثيل الفريق حتى في هذه المباريات الصعبة».

وأشار الحردان إلى أنه لم يتوقع سيناريو اللقاء والنتيجة الكبيرة لكن كانت هناك ثقة في قدرة الفريق على الفوز وأن الهدف المبكر كان له دور كبير وكذلك الهدف الثالث الذي جاء في توقيت مهم بنهاية الشوط الأول وأفرز معه طرد لاعب عرباوي مما جعل الأفضلية تميل بصورة كاملة لصالح المحرق في الشوط الثاني.

مشرف العربي عبدالنبي حافظ:

ركلة الجزاء نقطة التحول والحكم ليس سبب الخسارة

أكد مشرف فريق العربي الكويتي عبدالنبي حافظ جدارة فريق المحرق بالفوز الكبير الذي حققه لأنه كان الأفضل بصرف النظر عن الظروف التي صاحبت المباراة.

وقال حافظ: «كان المحرق الأفضل منذ البداية واستفاد من سوء حال فريقنا وأن نقطة التحول في المباراة كانت ركلة الجزاء التي سجل منها المحرق هدفه الثالث وطرد على إثرها لاعب العربي فكان لها انعكاس كبير على وضع الشوط الثاني بعدما كانت مجريات اللعب تسير بين الفريقين خلال الشوط الأول ونجحنا في تقليص الفارق وعدنا إلى المباراة بعد البداية المهزوزة للفريق».

ورفض حافظ تحميل الحكم مسئولية الخسارة الثقيلة لفريقه، مشيرا إلى أن الفريق لم يظهر بالصورة المطلوبة وظروف المباراة لم تخدمه وأن حال التوتر التي كان عليها لاعبو العربي كان سببها كثرة الأخطاء التي احتسبها الحكم ما شكل ضغطا نفسيا على اللاعبين نظرا إلى أهمية المباراة.

«رينغو» استعاد تألقه بعد غيبة ويؤكد

حسمنا تفوقنا قبل الطرد ورددنا على المشككين

كان نجم المحرق والمنتخب الوطني محمود عبدالرحمن «رينغو» أبرز نجوم مباراة المحرق والعربي الكويتي وساهم بصورة كبيرة في تحقيق الفوز وتوج ذلك بتسجيله هدفين ليستعيد بذلك تألقه بعد فترة طويلة.

وأكد رينغو أن هذا الفوز العريض والمستوى المتميز على حساب فريق كبير مثل العربي الكويتي يحمل عدة معانٍ في أهميته ومنها الرد على كل من شكك في قدرات وتراجع فريق المحرق بعد خسارتيه في الدوري لكن المحرق عاد بقوة ليثبت أنه فريق بطل قادر على الظهور في الأوقات الصعبة.

وقال رينغو: «دخلنا المباراة بتركيز فني وذهني كبير واستفدنا من فترة الإعداد الجيدة التي سبقت المباراة وترجمنا ذلك على أرض الملعب ونشكر كل من وقف مع الفريق في هذه المباراة وهذا مانطالب به وخصوصا أن المحرق يمثل البحرين في هذه البطولة الخليجية».

وأضاف «بصراحة كنا واثقين ومتفائلين بالفوز لكن لم نتوقع النتيجة الكبيرة بخمسة أهداف وليس صحيحا ماقيل بأن فوز المحرق جاء بسبب طرد لاعب العربي إذ كنا متقدمين بهدفين وكنا الأفضل قبل الطرد ومن ثم ازداد تفوقنا وأعتقد أن فوزنا كان مستحقا».

وأكد رينغو أن هناك حسابات أخرى إلى مباراة دور نصف النهائي أمام قطر القطري ووضع الفريق سيتحسن إلى الأفضل في المرحلة المقبلة بعد تجاوزنا للكثير من الظروف التي واجهت الفريق بداية الموسم الجاري.

عبدالرحمن جمعة مشيدا بوقفة الجماهير الكبيرة:

الهدف الأول أربك العربي وكان مفتاح الفوز الكبير

عبّر نائب رئيس جهاز الكرة بنادي المحرق عبدالرحمن جمعة عن سعادته للمستوى البارز والفوز الكبير الذي حققه المحرق على العربي الكويتي وتوجه بالتأهل المستحق إلى نصف النهائي الخليجي.

وقال جمعة: «أعتقد أن الفريق كان مهيئا بصورة جيدة من جميع النواحي ما انعكس على مستواه خلال المباراة ولاحظنا تألق جميع اللاعبين وقدموا أفضل مباراة، وكان للهدف المبكر دور كبير في ترجيح كفة المحرق في المباراة ومفتاح للفوز لأنه ساهم في مفاجأة فريق العربي الذي أصابه الارتباك وأعطى لاعبينا ارتياحا نفسيا للعب والهجوم دون ضغوط وتسرع وخصوصا أننا كنا نلعب بخيار الفوز فقط، ونحن لم نتوقع تسجيل خمسة أهداف لكن كانت لدينا ثقة في الفوز».

وأشاد جمعة بالوقفة الكبيرة من الجماهير المحرقاوية التي حضرت بكثافة وساندت الفريق بقوة وكانت أحد العوامل الرئيسي للفوز.

وأشار جمعة إلى أن إدارة الكرة وبالتشاور مع الجهاز الفني ستعمل على وضع برنامج خاص لإعداد الفريق لمباراتي الدور نصف النهائي من جميع النواحي بعدما تعرفنا على منافسنا نادي قطر وذلك ليكون الفريق مهيئا للفوز والتأهل إلى النهائي الخليجي.

شريدة يسعى لإخراج اللاعبين من النشوة

المحرق يطوي صفحة العربي ويستعد لموقعة الأهلي

طوى الفريق المحرقاوي صفحة ونشوة مباراة العربي سريعا ودخل مباشرة بدءا من أمس في أجواء مباراته المنتظرة أمام غريمه التقليدي الأهلي التي ستقام بعد غدٍ (السبت) في الجولة قبل الأخيرة من دوري الدرجة الأولى وذلك رغبة من الجهاز الفني في إخراج اللاعبين من نشوة الفوز الكبير.

وباشر المحرق تدريباته عصر أمس على ملعبه بعراد، إذ تدربت المجموعة الأساسية في لقاء العربي بصورة خفيفة فيما كان التدريب عاديا لبقية اللاعبين إذ يتطلع المحرق بقوة إلى لقاء الأهلي في استعادة انتصاراته بعد خسارتيه أمام النجمة والبسيتين وتراجعه إلى المركز الثالث في الدوري خلف الأهلي والرفاع وخصوصا بعد قوة الدفع التي حصل عليها الفريق من فوزه الكبير على العربي الكويتي وتأهله إلى نصف النهائي الخليجي.