مما لا شك فيه أن هدف الإنسان من العمل الذي يمارسه هو الحصول على الأموال اللازمة لسد حاجاته هو وأفراد أسرته ويؤمن لهم متطلبات الحياة الكريمة.
وفي تصوري ان هذا العمل الذي يمارسه الفرد من أجل الحصول على المال، قد يجلب له السعادة ويحقق له الهناء ويعينه على البلاء ويشعره بالطمأنينة ويحفظ ويصون كرامته، وقد يجلب له هذا العمل التعاسة ويسبب له الشقاء ويشعره بالخوف ويخدش كرامته على رغم المردود المادي الجيد من عمله.
فالشخص الذي يعمل في أجواء مريحة نفسيا، تساعده على بذل المزيد من العطاء والعمل المتواصل من دون الشعور بالتعب أو الكلل أو الملل؛ يختلف عن الشخص الذي لا يلقى مقابل عمله وجده واجتهاده وإخلاصه سوى الإهانة والاحتقار، فإن ذلك يدفعه للتراجع في علمه سلبا ما يؤدي إلى تدني مستوى أدائه ولكن يبقى السؤال محيرا وعالقا في ذهني على رغم ادّعاء البعض أن السعي وراء لقمة العيش يتطلب الصبر على كل الصعوبات ومواجهة جميع المشكلات.
وفي رأيي ان قدرة الإنسان على تحمل تعب ومشقة العمل شيء يختلف تماما عن قدرته على تحمل الإهانة والذّلة ناهيك عن التحذير المستمر، فإن فطرة الإنسان لا تسمح بقبول تجريحه ومس أحاسيسه ومشاعره وكذلك الدين الذي يعتنقه الإنسان سواء كان الإسلام أم المسيحية أو غيرها من الأديان السماوية بما تحويه من مذاهب مختلفة.
فماذا عسى الإنسان أن يختار العمل الذي يهينه أم العمل الذي يعينه على مواجهة الحياة، الإجابة بالتأكيد انه على الإنسان الصمود أمام عناء العمل الجسدي وعدم تحمل ضغط العمل النفسي.
كما أتمنى لكل مواطن ينوي العمل باخلاص وخدمة وطنه ومجتمعه التوفيق في الحصول على العمل الذي يبرز فيه طاقاته وقدراته وإخلاصه ويثبت نواياه الحسنة.
وفاء عاشور
العدد 350 - الخميس 21 أغسطس 2003م الموافق 22 جمادى الآخرة 1424هـ