حرصت مملكة البحرين مشكورة على تكريم المعلمين عبر الاحتفال باليوم العالمي للمعلم، إيمانا من الوزارة بأهمية المعلم في العملية التربوية والحضارية.
كما دأبت على النهوض بمهنة التعليم وإتاحة الفرص المواتية للمعلمين، لتحقيق النمو الذاتي وبناء الشخصية التربوية عبر التدريب والتمهين، وتوفير أفضل الظروف المواتية للإبداع والعطاء، حتى يصبح التعليم مهنة ذات مواصفات عالية، شأنها شأن بقية المهن، وحتى يستشعر المعلم الثقة بالنفس ويزداد عطاؤه التربوي حجما ونوعا.
وبما أن وزارة التربية والتعليم ماضية في تحسين أوضاع المعلمين وإيلائهم المكانة الرفيعة التي يستحقونها، فإننا نستغل هذه المناسبة، لنرفع مشكلتنا، آملين أن نجد الحل لها.
فنحن مدرسات اللغة العربية، المرحلة الثانوية، جاءنا قرار من إدارة التدريب بالانتظام في دورة خاصة باللغة العربية، تحت عنوان: «في شرح النص الأدبي وتحليله»، لمدة 30 ساعة، تبدأ من 13 اغسطس/ آب، وحتى 23 ديسمبر/ كانون الأول.
الدورة من حيث قيمتها وأهميتها، ممتازة، ونحن جميعا بحاجة إليها، كما ان مدرب الدورة، أستاذ ضليع في المادة، ومتمكن في هذا الجانب فكرا وأسلوبا.
لكن المشكلة تكمن في التوقيت الخاطئ لهذه الدورة، فهي تبدأ من 4 مساء وحتى 7، أي بواقع 3 ساعات في اليوم الواحد أضف إلى تلك الساعات الزمن المستغرق في المواصلات فيكون الزمن الكلي للدورة 4 ساعات على أقل تقدير.
وهنا أطرح سؤالا على كل من يسمع صوتي: أي معلم أو معلمة بإمكانهما مغادرة المدرسة في الساعة الواحدة والنصف، ثم الذهاب إلى المنزل، وتناول قسط من الراحة، ومباشرة البيت وتقديم الطعام إلى الزوج والأطفال، وحل الواجبات البيتية ومتابعة الدروس، ثم الجري بسرعة إلى تلك الدورة، لتفهم حرف واحد مما يقال؟
إن الإرهاق الذي يلاقيه المعلم في المدرسة، كفيل بأن يمنعه من تقبل أي دروس مسائية، إضافة إلى المتطلبات الكثيرة التي نطالب بها من دفاتر تحضير، تصحيح اختبارات تشخيصية، تحضير الدروس عمل تدريبات تعزيزية، المشاركة في أنشطة المدرسة، وهلم جر. نحن هنا، لا نطالب بإلغاء الدورة، ولكن نطالب بالنظر إلى ظروفنا، فنحن أمهات وآباء، ولدينا مسئوليات، فليس من الصائب أن نطور جانبا على حساب الجانب الآخر، فبالامكان جعل هذه الدورة مقتطعة من الدوام الصباحي الرسمي.
أجدد التهاني للمعلم في يوم المعلم العالمي، وكل عام وأنتم بخير.
مجموعة من المعلمات
العدد 398 - الأربعاء 08 أكتوبر 2003م الموافق 11 شعبان 1424هـ