العدد 402 - الأحد 12 أكتوبر 2003م الموافق 15 شعبان 1424هـ

أفواج الإعلاميين... إلى أين؟

يعد قسم الإعلام والسياحة والفنون أحد الأقسام الجديدة التي أضيفت إلى بقية الأقسام في جامعة البحرين، ولاقى الإعلاميون الأمرين عندما تغيرت الخطة وحذفت منها مواد لم تكن في حسبان الطلبة، ما اضطرهم إلى معادلة ما يمكن معادلته، ومازال القسم يحتفظ بطلبة مخضرمين شهدوا تغير الخطة وتغير توجهات القسم حتى استقر على ما هو عليه الآن.

والقضية الشائكة ليست في تغير القسم وتعديل الخطة أو خصخصة التخصصات أو أي من ذلك، وانما يكمن الإشكال في قبول وانفتاح سوق العمل أمام الأفواج الإعلامية التي يتأهب القسم لمده بها. فهل سيجد كل الإعلاميين المكان المناسب الذي يحتضنهم، والعمل الذي يتناسب مع قدراتهم. والواقع المر يشهد بعكس ذلك تماما، فالفوج الأول الذي يعد على أصابع اليد لم يجد الطريق ممهدا أمامه بتاتا، بل إن أكثر خريجي القسم جليسو الدار وينتظرون أن يفرج الله عنهم.

ويثار تساؤل مهم: فهل القسم أو بالأحرى الجامعة أخفقت وورطت الطلبة بهذا التخصص؟ من يدري لربما كان الأمر كذلك، ولكن دراسة الإعلام أمر مهم ولا توجد دولة من دول العالم تخلو من هذا التخصص، إذا أين يكمن الخلل؟ هل الخلل في الطلبة أنفسهم؟ وهل الخلل في مواد الخطة القديمة والجديدة التي يغلب عليها الطابع النظري البحت؟ وهل الخلل في قصور دور وزارة الإعلام في التنسيق مع الجامعة لأنها تعتبر الملاذ الأول والأكثر حاجة إلى خريجي هذا القسم؟

وعندما نمر بمجموعة من طلبة الإعلام لا نجدهم يتكلمون إلا عن ضيق سوق العمل التي لم تتحمل الدفعة الأولى فكيف لها أن تتحمل الدفعات القادمة؟ ورجع الأمل لديهم عندما ثار موضوع في قسم الإعلام واجتمع على إثره الرئيس السابق بعدد من الجهات. ولكن مع مرور الوقت اختفى الموضوع ودفن ولا ندري لماذا، اختصاصي الإعلام في المدارس هو الحل لجميع طلبة الإعلام، فلماذا لا يفتح هذا المجال؟ وهذا المجال ليس جديدا، فمصر مثلا وغيرها من الدول تولي أهمية كبرى لاختصاصي الإعلام في المدارس ولا توجد مدرسة تخلو من اختصاصي الإعلام.

ولعلنا نجد أن الحاجة إلى ختصاصي الإعلام لا تلبي رغبات الإعلاميين الذين يتطلعون لوظائف ترقى لمستوى دراستهم فقط، بل إنها تدعم الدور الإعلامي للمدارس ولا ننسى أن الطالب سواء في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية هو الأكثر حاجة إلى معرفة الإعلام وكيفية التعامل معه فقد أثبتت الدراسات أن الإنسان في هذا السن أكثر تقبلا لما ينقل ويقال في التلفاز مثلا.

مئتا مدرسة للبنين ومثلها للبنات ستقضي على مشكلة وشيكة الحدوث. فلماذا إهمال الموضوع؟ ولماذا أسدل عليه الستار؟ ولماذا تناساه القسم؟

الإعلام المدرسي والكتيبات واللوائح واللافتات والندوات والمحاضرات وغيرها، كل هذه الأمور ستتم بشكل علمي من خلال هذا المتخصص، ولذلك كان لزاما على الجامعة أولا ووزارة التربية والتعليم ثانيا ووزراة الإعلام ثالثا أن تفكر في هذا المخرج الذي سيحول دون جلوس خريجي الإعلام بعد دراسة خمس سنوات في البيوت، ومن حق كل مواطن أن يجد عملا يتناسب مع مؤهلاته الأكاديمية.

وكما يقول المثل: إن إطفاء حريق في بدايته أسهل بكثير، ولهذا فحل هذه المشكلة أفضل بكثير من البت في حلها بعد أن تتفاقم، ومن حق كل إعلامي أن يطالب بحقه والعمل الشريف حق مشروع لكل ذي عقل

العدد 402 - الأحد 12 أكتوبر 2003م الموافق 15 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً