العدد 406 - الخميس 16 أكتوبر 2003م الموافق 19 شعبان 1424هـ

مقبول: لا نطلب من المسئولين إلا القليل

لا دخل... ولا يدين

اعتاد أهالي سترة رؤيته يجوب شوارعها عله يجد من يتعطف عليه. لم يجد سوى التسول مهنة له، فأخذ يستوقف المارة ويدخل الشوارع عند وقوف السيارات عل وعسى أن يفتح أحدهم نافذته ويمد يده ليناوله قطعة أو ورقة نقدية... هذه المرة لم يقصد مقبول عبدالله شارع المعارض أو الشوارع الأخرى التي كان يقصدها في العادة، بل قصد «الوسط»، ولم يقصدها للتسول، بل قصدها لتكون له منبرا يبعث من خلاله رسالة إنسانية وخطابا للمسئولين.

شاءت القدرة أن يولد مقبول وهو بلا يدين، كما وشاءت القدرة أن يتزوج مطلقة أخيه وأن يعيش في نفس البيت الذي يعيش فيه الزوج السابق لزوجته... يقول مقبول: «أنا جالس في البيت نفسه الذي يعيش فيه إخوتي وأخواتي، ولدي 3 بنات وزوجتي حامل وكلنا نعيش في غرفة واحدة. والمشكلة أساسا ليست في الغرفة أو الغرفتين، المشكلة هي في المشكلات التي تحدث طيلة اليوم، فأخي لا يرغب في رؤية مطلقته ويقول إن هذا من العيوب، وبالنسبة لي أين أذهب بزوجتي؟ هل أسكن في الشارع؟(...) لقد ذهبت إلى وزارة الإسكان للحصول على بيت يضم بناتي وزوجتي وحصلت على توصية طلب مستعجل من وزير الإسكان السابق، ولكن بعد تغيير الوزير ذهبت التوصية أدراج الرياح وكأن شيئا لم يحدث، رقم طلبي هو 1465 وأظن أنني سأشيب ولن أحصل على بيت».

واستنكر مقبول تجاهل المسئولين وموظفي الحكومة لحالته التي لا تحتاج - كما قال - إلى نظارات ومكبرات لملاحظتها، ومل مقبول من الانتظار طويلا بين الطوابير التي لا تنتهي، كما ومل من امتهان التسول بين الطرقات والشوارع لأن الشرطة على حسب قوله تلاحق المتسولين وقد أودعوه السجن لعدة مرات وقضى فيه أياما لا يحسد عليها...

من جهة أخرى أكد مقبول أن ما يحصل عليه من وزارة العمل والشئون الاجتماعية لا يتعدى الستة والأربعين دينارا في الشهرين أي بمعدل 23 دينارا في الشهر «كيف يمكن لهذا المبلغ أن يؤكل عائلة بأكملها، زوجتي تعمل منظفة في مستشفى السلمانية وأستحي أن أبقى عالة عليها وعلى والدتي التي تعمل منظفة أيضا»... ولم يبق مكان إلا وقصده مقبول «لقد قصدت الديوان الملكي وتقدمت برسالة وبعث الديوان موظفين ليعاينوا حالتي إلا أنهم وضعوا جل اهتمامهم على البيت، أنا لا أسكن في بيتي بل في غرفة واحدة...إنني أجلس طيلة اليوم على الطريق لكي أهرب من مشكلات البيت التي لا تنتهي».

وتقول زوجة مقبول:« لا يرضى المسئولون لمواطن أن يعيش بثلاثة وعشرين دينار، ولا يرضى أن يظل معاقا من دون معونة ولا مساعدة، ونحن لا نريد أن يحضر موظفو الديوان للبيت، لقد مللنا من كثرة السؤال»... ويقطع عليها مقبول الكلام« هل يرضى المسئولون لمواطن بدون يدين أن يتسول؟ إذا كان هناك عمل شريف باستطاعتي أن أقوم به فأنا مستعد لذلك»

العدد 406 - الخميس 16 أكتوبر 2003م الموافق 19 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً