أكد عدد من البحارة أن ارتفاع سعر الأسماك يعود إلى انقراض أنواع عديدة منها خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب عمليات الدفان التي أدت إلى تدمير مصائد الأسماك.

وقال أحد البحارة، مفضلا عدم ذكر اسمه «إن هناك العديد من الأسماك التي انقرضت مؤخرا، بعد أن كانت تتوافر في الأسواق بكثرة، وإن سبب الانقراض يعود إلى تدمير مصائد الأسماك».

وأضاف أن «الأسماك التي انقرضت كثيرة منها الهامور وأسماك الخضرة التي هي عبارة عن الربيب والجش وجميع أنواعها، كما أن سمك الكنعد بدأ ينقرض، في الوقت الذي بدأ فيه سمك الصافي ينقرض بشكل تدريجي، ومن المتوقع أن ينقرض عما قريب».

وتابع أن «سمك الصافي سينقرض بصورة ملحوظة خلال الفترة المقبلة، وخصوصا أن الكميات في السابق متوافرة بكثرة، إلا أنه وبسبب الدفان الجائر، انقرضت الأسماك، أما ما هو موجود من سمك الصافي الآن فهو مستورد من الخارج، أي أنه تم صيده في المياه الإقليمية للدول المجاورة وليس في مياه البحرين، لأن الأخيرة أصبحت شبه خالية من الأسماك».

ولفت البحار إلى أن سمك الشعري بدأ بالانقراض أيضا مؤخرا، إضافة إلى انقراض سمك السبيطي، مشيرا إلى أن الأسماك التي كانت تتوافر بكثرة في السابق في الأسواق انقرضت مؤخرا بسبب تدمير مصائد الأسماك من جهة أخرى أيضا.

وقد برر البحار سبب انقراض العديد من أنواع الأسماك بتدمير البيئة البحرية والجور على المخزون السمكي وإقامة المدن الشاسعة، مشيرا إلى أن البحرين مجرد جزيرة تحيط بها المياه، لذلك فإن إقامة المدن بشكل غير مدروس أدى إلى تدمير الثروة البحرية عموما والثروة السمكية خصوصا.

وعن سبب ارتفاع أسعار الأسماك أكد البحار أن الأسعار تتأثر بالعرض والطلب من جهة وبقلة المحصول السمكي من جهة أخرى، مبينا أنه في حال قل الطلب فإن أسعار الأسماك تكون رخيصة، في الوقت الذي يرتفع فيه السعر في حال ارتفع معدل الطلب، مبينا أن بعض الصيادين يمارسون أحيانا عملية التنافس وخصوصا في ظل قلة المحصول السمكي، إذ إنه بسبب تدمير مصائد الأسماك يلجأ بعض البحارة إلى الصيد خارج الحدود الإقليمية، لذلك فإن بعض أنواع الأسماك تكون حصرا على بعض الصيادين الذين يقومون برفع السعر، وخصوصا أن المستهلك سيكون مضطرا لعملية الشراء في هذه الحالة، مؤكدا أن الأسعار ارتفعت منذ نحو أربعة أعوام.

وذكر أنه بسبب انقراض الأسماك فإن العديد من البحارة قد تأثروا نتيجة لهذا التدمير غير المدروس والذي يقام بطريقة عشوائية.

إلى ذلك، قال الصياد سامي حسن: «إن هناك العديد من الأسماك التي هاجرت إلى المياه الإقليمية للدول المجاورة، وذلك بسبب عدم ملاءمة سواحل البحرين التي دمرت، ما جعل الأسماك تهاجر لعدم وجود بيئة مناسبة للعيش فيها».

وذكر أن أسعار الأسماك بدأت تتغير منذ أعوام، مشيرا إلى أن التغيير في أسعار الأسماك كان مقترنا بعمليات الدفان، إذ إن الأخيرة كانت السبب في تدمير مصائد الأسماك وهجرتها إلى سواحل الدول الأخرى، مبينا أنه بسبب هذا التدمير قام عدد من البحارة برفع السعر، وخصوصا أن بعضهم عندما يرفع السعر يحاول تغطية باقي التكاليف، لأن عملية الصيد أصبحت مكلفة، في الوقت الذي لا يصطاد فيه البحار إلا القليل.

وتوقع سامي أن تمتلئ الأسواق مستقبلا من الأسماك المستوردة في حال استقرت عمليات الدفان العشوائية وغير المدروسة والتي أثرت على الثروة السمكية وعلى المصائد والفشوت.

ويشكو المواطنون وخصوصا خلال هذا العام من ارتفاع أسعار الأسماك، بعد أن كانت تباع بسعر مقبول، إلا أنه لانقراض الأسماك وصيد البحارة خارج حدود البحرين ارتفعت الأسعار