تؤثر ظاهرة الدفئيات (الصُّوبات) في قارة افريقيا اكثر من العالم الصناعي على رغم ان هذه القارة المأهولة بالسكان أقل مسئولية بالنسبة إلى وجود هذه الظاهرة.
وقد اشارت دراسة اجراها علماء في مركز هادلي في بريطانيا إلى أن الأدلة القائمة تبين ان ظاهرة الحمو العالمي موجودة بشكل أكبر في افريقيا من القارات الأخرى مثل اوروبا واميركا.
ويعتقد الباحثون ان التلوث الصناعي الذي يطلق ثاني اكسيد الكربون والذي يزيد بدوره من تفاقم ظاهرة الدفئيات يقدم أيضا نوعا من الحماية المحدودة ضد ارتفاع درجة حرارة الجو.
ونظرا إلى أن افريقيا ليست قارة صناعية مثل معظم القارات الأخرى فانها لا تنتج ملوثات مثل جزئيات الهباء الجوي التي تساعد في الحماية من الشمس، يقول بيتر سكت، الباحث المناخي في المركز. ومع ان افريقيا ليست منطقة تعمل على انبعاث ثاني اكسيد الكربون الا انه ينظر اليها كمؤشر واضح للحمو.
ففي الدول الصناعية يتم تعويض جزء من الحمو بالتبريد بسبب وجود جزئيات الهباء الجوي.
وقد اظهرت احدث دراسة قام بها مركز هادلي ان مؤشرات الحمو العالمي اصبحت الآن قوية بحيث يمكن قياسها فوق قارات فردية بعد أن كانت هذه المؤشرات لا تكتشف فقط إلا فوق الكرة الأرضية بأكملها.
وقارنت الدراسة الارتفاع في درجة الحرارة منذ بداية القرن الماضي فوق ست قارات مع توقعات تم عملها بواسطة أجهزة حاسوب صممت للتنبؤ بالتغييرات المناخية بواسطة ظاهرة الحمو العالمي. واشار بعض العلماء إلى ان أي ارتفاع في درجات الحرارة لربما يكون ناجما عن ظواهر طبيعية مثل البراكين أو تغييرات في الطاقة الشمسية التي تصل إلى الأرض وليس بسبب انبعاث ثاني اكسيد الكربون الذي يسببه الانسان.
وعلى أية حال يقول سكت ان احدث النتائج التي تم التوصل اليها تؤيد رأي غالبية الباحثين في علم المناخ الذين يعتقدون ان الحمو الحراري ظاهرة حقيقية ناجمة عن ارتفاع معدلات التلوث بثاني اكسيد الكربون.
ويمضى سكت قائلا: لا يمكن تفسير ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في القارات في العقود القليلة الماضية بالقول إنها ناجمة عن عوامل طبيعية مثل التغييرات الشمسية والبراكين والمتغيرات الطبيعية. اما اذا اخذنا في الاعتبار تأثيرات الانشطة البشرية نجد ان بامكاننا شرح اسباب ارتفاع درجات الحرارة في العقود القليلة الماضية المتمثلة إلى حد كبير في انبعاث غازات مثل ثاني اكسيد الكربون من المستنبتات الزجاجية (الصوبات). لقد قطعنا مرحلة أخرى وبيَّنا ان ظاهرة الحمو العالمي تحدث الآن على نطاق القارات بأكملها، يقول سكت.
(خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»
العدد 432 - الثلثاء 11 نوفمبر 2003م الموافق 16 رمضان 1424هـ