العدد 2337 - الأربعاء 28 يناير 2009م الموافق 01 صفر 1430هـ

الشركات السعودية تفقد 61 من أرباحها بفعل الأزمة العالمية وتراجع الأسعار

36 منيت بخسائر و54 تراجعت في الربع الرابع

سجلت الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية واحدة من أسوأ نتائجها في الربع الرابع من العام الماضي 2008، وهي النتائج الأسوأ لها منذ سنوات طويلة، متأثرة بتداعيات أزمة الائتمان العالمية، وهبوط أسعار السلع، ودخول العديد من الاقتصادات مرحلة ركود اقتصادي.

وأظهرت أرباح الشركات خلال الربع الرابع انخفاضا حادا بلغ 61 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وتراجعت الأرباح - في حال استثناء الخسائر الضخمة التي تعرضت لها شركة المملكة القابضة - إلى 7.39 مليارات ريال فقط، مقابل 19.7 مليار ريال في الربع الرابع من العام 2007، بانخفاض 61 في المئة، وبتراجع 70 في المئة مقارنة بالربع الثالث من 2008 (ويساوي الدولار 3.75 ريالات).

وفي حالة إضافة الخسائر الجسيمة التي منيت بها شركة المملكة القابضة خلال الربع الأخير فإن أرباح الشركات المدرجة تكون قد سجلت خسائر مجموعها يصل إلى 23.6 مليار ريال، وهو ما لم يحدث خلال العشرين عاما الماضية.

التأثر بالسوق العالمية

وقال محللون ماليون، إن هذه الأرقام توضح أن الشركات السعودية المدرجة في سوق الأسهم كانت من أكبر المتأثرين بالأزمة المالية العالمية وتداعياتها، نظرا إلى اعتماد كثير من الشركات المدرجة على أسعار السلع في الأسواق العالمية.

وتظهر بيانات الشركات المدرجة بسوق الأسهم السعودية أن عدد الشركات التي حققت خسائر خلال الربع الرابع سجل رقما قياسيا، إذ بلغت الشركات التي أعلنت عن خسائر - باستثناء 22 شركة لا تتوافر بيانات مقارنة لها - 36 شركة، كما سجلت 54 شركة تراجعا في الأرباح مقارنة بالربع نفسها من العام الماضي.

وسجلت 72 شركة تراجعا في الأرباح بالربع الأخير مقارنة بالربع الثالث من العام 2008، وفي مقابل ذلك لم تسجل سوى 23 شركة تحسنا في أرباحها مقارنة بالأرباح المحققة للربع الثالث من العام.

وبمقارنة أداء الشركات السعودية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي نجد أنها ارتفعت بنسبة 21 في المئة مقارنة بالفترة المماثلة من 2007، غير أنها منيت بتراجعات مؤلمة في الربع الأخير من 2008. ووفقا لنتائج أعمال الشركات العام الماضي مقارنة بالعام 2007، فإن 15 شركة منيت بخسائر، وتراجعت أرباح 46 شركة، في حين زادت أرباح 54 شركة، مع استبعاد 22 شركة لا تتوافر بيانات مقارنة لها.

هبوط أسعار السلع الصناعية

وقال الخبير الاقتصادي والمحلل المالي فهد السالم إن هذه الأرقام توضح أن الشركات السعودية المدرجة في سوق الأسهم كانت من أكبر المتأثرين بالأزمة المالية العالمية وتداعياتها، نظرا إلى اعتماد كثير من الشركات المدرجة على أسعار السلع في الأسواق العالمية وعلى رأسها شركة «سابك»، أكبر شركة مدرجة في السوق، وكذلك شركات البتروكيماويات الأخرى المدرجة في السوق والتي تشكل مجتمعة أكثر من ثلث القيمة الإجمالية للسوق.

وأضاف السالم في تصريحات لـ «الأسواق.نت»، أن آثار الأزمة المالية العالمية وانخفاض أسعار السلع الصناعية امتدت إلى شركات أخرى غير البتروكيماويات مثل «الزامل» و «الكابلات» و «مسك» و «أنابيب» و «معدنية» و «استرا» و «العبد اللطيف» و «فيبكو» والتي سجلت جميعها تراجعات كبيرة في أرباح الربع الرابع مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي، بسبب الانخفاض الحاد لأسعار السلع الصناعية مثل الحديد والنحاس والبلاستيك واللدائن، واضطرار بعضها لتكوين مخصصات لمقابلة انخفاض أسعار المخزونات.

وأشار إلى تعرض الشركات التي تمتلك استثمارات في السوق المحلية أو في الأسواق العالمية إلى تراجعات في الأرباح وخسائر مثل «صافولا»، «عسير»، «المملكة القابضة»، «التعاونية»، «سدافكو»، «فتيحي»، «زجاج».

التراجع متوقع

من ناحيته، قال المحلل والخبير الاقتصادي عبد العزيز داغستاني: «إن انخفاض أرباح الشركات المدرجة في السوق أمر يمكن تفهمه إذا ما أخذ في الحسبان ما يحدث في العالم، وربما يعد إنجازا في بعض الأحيان، فنجاح معظم شركاتنا في المحافظة على تحقيق مستويات مقبولة من الأرباح في ظل الانهيارات والإفلاسات التي حدثت في الشركات المماثلة في العالم أمر جيد».

وأضاف أنه على رغم تراجع أرباح معظم الشركات السعودية فإن نتائجها تعد أفضل من كثير من الشركات في المنطقة قياسا بالظروف القاسية التي يمر بها الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أنه «كان من المتوقع أن تنخفض معظم أرباح الشركات بسبب تراجع الطلب على منتجاتها أو خدماتها، وكذلك هبوط مستويات الأسعار بشكل حاد على المستوى العالمي، جراء ما يمر به العالم اليوم من أزمة مالية واقتصادية عاصفة، ونحن هنا نتحدث عن أرباح قطاعات البنوك والصناعات البتروكيماوية والأسمنت وحتى قطاع التجزئة، فتلك القطاعات لها علاقة بشكل أو بآخر بما يحدث على مسرح الاقتصاد العالمي.

ورأى داغستاني أنه «لا ينبغي أن ننتظر من شركاتنا المساهمة في تلك القطاعات أن تحقق نسب نمو في أرباحها أو حتى المحافظة على ما حققته في السابق، فالشركات المماثلة في العالم بدأت تتأثر بشكل كبير بما يحدث وتكبد بعضها خسائر كبيرة، وعليه فإن تحقيق شركاتنا أرباحا معقولة حتى لو لم تصل إلى مستويات أرباحها في العام السابق يعد إنجازا في حد ذاته». وأشار إلى أن الشركات البتروكيماوية تراجع الطلب على منتجاتها إلى المستوى العالمي، وكذلك الأسعار التي انخفضت أكثر من 50 في المئة لبعض المنتجات، يضاف إلى ذلك انخفاض أسعار الحديد بشكل كبير وهو ما يؤثر في أرباح شركة «سابك» بالتحديد

العدد 2337 - الأربعاء 28 يناير 2009م الموافق 01 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً