العدد 441 - الخميس 20 نوفمبر 2003م الموافق 25 رمضان 1424هـ

فرصة تاريخية لتشكيل الاتحاد الطلابي

يبدو ان جامعة البحرين تعيش منفصلة عما يدور حولها من تغييرات تتنفسها البلاد، فماذا يعني تحفظها على مقابلة اللجنة التحضيرية لمشروع اتحاد الطلبة البحرينيين، وفرض سلسلة من العوائق البيروقراطية، والتواقيع والاختام على النشاط الطلابي، ومساءلة طالبة حقوق لكونها أدلت بمداخلة انتقدت فيها كلية الحقوق في ندوة طلابية، وأخيرا فصل محمد شرف من مجلس الطلبة؟

ليس اليوم بالأمس، فما الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟ قال عميد شئون الطلبة عبدالحميد المحادين في وقت سابق في تصريح لـ «الوسط» : «العلم يجمع والسياسة تُشتت... والجامعة مكان للعلم».

وهذا التصريح مُعزز بلائحة المخالفات المسلكية التي ينص أحد بنودها صراحة على منع «أي توزيع لنشرات أو إصدار لمجلات حائط في الكليات، أو جمع لتوقيعات أو تبرعات من دون الحصول على ترخيص مسبق من الجهات المختصة في الجامعة، أو أية اساءة لاستعمال الترخيص الممنوح لممارسة الانشطة المذكورة». وينص بند آخر على منع «التنظيم داخل الجامعة أو المشاركة فيها من دون ترخيص مسبق من الجهات المختصة أو الاشتراك في أي نشاط جامعي يخل بالقواعد التنظيمية». وغيره ينص على منع «الاعتصام داخل المباني الجامعية أو الاشتراك في مظاهرات مخلة بالنظام العام».

هذه البنود وغيرها من شأنها أن تخنق الحركة الطلابية، وتزج بها في مدرسة الانفصال التي ترى أن الدور الاساسي للطلاب يتمثل في التحصيل العلمي ورفع المستوى الاكاديمي، وتنادي بعزل الطالب عن قضايا المجتمع، وتعارض نقل تطلعات وآمال مجتمعهم إلى وسطهم الطلابي، وليست لهذه المدرسة أية «رؤى سياسية»، بل يستغل النظام طلابه لحشد التأييد له في المؤتمرات الطلابية العالمية.

الدول الديمقراطية تجعل من الطلاب سلطة خامسة، تشارك في صوغ خطط الجامعات، ويكون لها دور رقابي وتشريعي على المؤسسات العلمية، عبر اتحاداتها، وغالبية خطابات رؤساء تلك الدول تُلقى في الجامعات.

لماذا يُكبت الطالب لدينا؟ ولماذا تكالب الرفض على مشروع الاتحاد الطلابي في العام 2001 من جميع الجهات (وزارة التربية / وزارة العمل/ جامعة البحرين)؟ ولماذا يُشكل شبحا لابد من الاختباء منه؟ ربما لارتباط التكتلات الطلابية بالانقلابات السياسية، إذ اسقطت تلك التكتلات جمنز في فنزويلا العام 1958، وقضت على حكومة راي في كوريا الجنوبية العام 1960، وقوضت حكومة ابراهيم عبود العسكرية في السودان العام 1964، وزعزعت حكومة سوكارنو في اندونيسيا العام 1966، وأسقطت سوهارتو العام 1998. وقريبا منا، كان الاتحاد الوطني لطلبة الكويت أول من تجرأ وأصدر بيانا يطالب فيه بعودة الحياة النيابية والحريات العامة وسط الهدوء، عندما حُل مجلس الأمة في العام 1986.

الحديث عن الاتحادات الطلابية وتأثيرها يبعث على الحسرة، إذ مازلنا نفتقد هذا التنظيم الذي من المفترض أن يتولى مهمات التعبير وتمثيل جميع الأطياف الطلابية، على رغم إزدهار الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في السبعينات.

وما يدغدغ هذه الحسرة، تحفظ الجامعة الوطنية، التي تضم أكثر من 20 ألف طالب، عليه، إذ لا تتوانى عن وصف مجلس الطلبة (الاستشاري) بــ «القناة المستقلة» و«الممثل الحقيقي» الذي تهافت البعض على المشاركة في انتخاباته

العدد 441 - الخميس 20 نوفمبر 2003م الموافق 25 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً