تفاجأنا نحن بل والكثيرون من حولنا عن الاستنكارات التي تردّدت في الصحف عن واقعيّة المسلسل المحلّي بقايا رماد، فمع أننا جميعا تابعنا المسلسل صغارا وكبارا، وتفاعلنا كثيرا مع القضايا الموضوعيّة التي طرحها المسلسل، والتي فعلا تمثّل واقع الكثير من الأسر البحرينيّة بل وحتى الخليجيّة، نتفاجأ كل يوم بالانتقادات الغريبة على صفحات الصحف لقضايا العنف والمخدرات والاعتداء التي تكلّم عنها المسلسل بمنطقيّة عالية وحوار راقٍ، فكلّنا نعلم بأن نسبة هذه القضايا في المجتمع ليست قليلة، بل لربما لا تخلو أسرة بحرينيّة واحدة من إحدى القضايا التي تطرّق إليها المسلسل كقضايا البطالة والمرض والحروب العائليّة والطائفيّة واستغلال المسئولين وأنانيّة الرجل وتربية الأطفال وغيرها من القضايا الاجتماعيّة والتربويّة التي طرحها المسلسل، فبينما نحن كعائلات نشعر بالسعادة للخطوة الجميلة التي خطاها تلفزيون البحرين في الجرأة بالطرح والشفافيّة في طرح الموضوعات، نجد آخرين يسعون إلى تخريب هذه السعادة ويلومون التلفزيون لعدم دراسة ما يطرح، فلماذا يحاول البعض التواري خلف الحقيقة؟ مع أننا وصلنا إلى منعطف سياسيّ وأخلاقي لا يحتمل المزيد من التستّر، لذلك نهنئ الكاتبة البحرينيّة على هذا الإبداع ونتمنى أن تنطلق المزيد من الأقلام الجريئة لمواكبة هذا العهد الإصلاحي الذي نعيشه.
محمد السيدعبدالله
العدد 443 - السبت 22 نوفمبر 2003م الموافق 27 رمضان 1424هـ