العدد 452 - الإثنين 01 ديسمبر 2003م الموافق 06 شوال 1424هـ

من الوجدان والقلب

مولاي كيف - وما استحيت - وأنت مطلع عليّ

وعن اليمين مراقب وعن الشمال بكاتبيا

أذنبت في ملكوتك السامي فكيف أظل حيا

أنا من بحضرتكم جهلت وددت لو اقطع يديا

وأذر قلبي كالرماد أسى وأقلع مقلتيا

مولاي أين هدايتي إن ضل قلبي عن جلالك

ووكلتني للنفس تسلك بي إلى ضنك المسالك

فسفهت من بعد المشيب وهمت في ظلم حوالك

وجررته حبل المعاصي ميت التكفير هالك

من يهدني سبل الهدى قبل الوقوف إلى سؤالك

مولاي ماذا لو سلبت النور يوما من عيوني

وشللت جسمي غاضبا ورميت عقلي بالجنون

وجعلت حتى الأقارب بغير عطف يبعدوني

وطردت في الظلمات ملقى لابسا ذلي وهوني

أعداي تشمت بي ويحقرني الذي قد كان دوني

مولاي لو أعطيتني من زينة الدنيا حلاها

حتى إذا أسكرت من حب الحطام اللا يضاهى

خليتني بخفي مكرك أطمئن إلى بقايا

ففتنت واستكبرت في الدنيا فما أبغي سواها

هل غير لطفك موقظي أمن يعيد لي انتباها

مولاي أنى مهربي اما فضحت الان أمري

وشهرتني بقبائحي وأذعت بين الناس سري

فوقفت ثم منكسا رأسي وأبحث عن مفري

بالخزي ترمقني العيون وقولها ياليت شعري

هذا الذي كنا نظن به تقى وجليل قدر؟

مولاي من ذا يشفني يوما إذ عجز الأطبا

واشتد بي الداء العضال وصرت للالام نهبا

نفض الجميع أكفهم واسودت الدنيا وتبا

حتى دموع أحبتي يئست فلا ألقى محبا

وحدي اصارع كربتي وحدي اضج اليك رعبا

مولاي إني ارتجي الغفران والصفح الجميلا

عبد ذليل جاء يسأل بالدعا ربا جليلا

اعف عن الذنب الكثير تقبل العمل القليلا

قدمت بين يدي دعائي النور طه والبتولا

وأبا الأماجد حيدر وبنيهما الآل العدولا

شعر: يوسف الدرازي

بوري - البحرين

العدد 452 - الإثنين 01 ديسمبر 2003م الموافق 06 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً