لقد اتضح بالأمس أن الناتو ربما يضطلع بدور جديد مهم في العراق العام المقبل عندما اقترحت إسبانيا وبولندا أن الحلف الأطلسي يفترض أن تكون له مسئوليات حفظ سلام في الدولة.
وأثارت الدولتان - كلاهما نشرتا قواتا في جنوب وسط العراق - قضية مشاركة أكبر للحلف خلال اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل أخيرا. وعلى رغم أنه ليس هناك اقتراح رسمي، أكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد حماس أميركا للفكرة، مشيرا إلى أن «الولايات المتحدة مستعدة لتوسيع دور الناتو في كل من العراق وأفغانستان».
وقال مسئولو الناتو سرا: إن الولايات المتحدة ضغطت بشدة على الحلف من أجل اتخاذ دور رائد في العراق، ولكنها محترسة من أن تجعل القضية علانية للخوف من معاودة إيقاظ الخلاف الحاد بشأن قرارها الدخول في الحرب. ولدى كل من إسبانيا وبولندا مصلحة مباشرة في تسليم سيطرة القطاع الدولي الذي تقومان بالإشراف عليه إلى الحلف. وينقذهما هذا التوجه من زيادة عدد قواتهما أو إيجاد دول أخرى تحل محلهما.
وقال مسئول أميركي كبير إن واشنطن «تنتظر دراسة الناتو لدور أعظم»، مضيفا أن الحلف ربما يشرف على قيادة القطاع المتعدد الجنسيات في الجنوب الأوسط للعراق. وعلق مصدر للناتو أن «هناك قبولا بأنه في مرحلة ما، من المنطقي أن يشارك الناتو». وقال مصدر آخر إن القرار ربما يتخذ بأسرع ما يمكن في الربيع المقبل. في الوقت الراهن لا قوات للحلف في العراق على رغم أنه ساعد بولندا عندما بدأت عملياتها لحفظ السلام هناك. وربما تعتمد احتمالات مشاركة الحلف بالكامل على نجاح الجهود في إعادة السلطة السياسية إلى العراقيين. وتقريبا رحبت جميع الدول الأوروبية بخطط واشنطن في تسريع جدول زمني لذلك، على رغم أن باريس ترغب في انتقال أسرع للسلطة. العامل الثاني هو نجاح الحلف في تحسين سيطرته في عمليات حفظ السلام في أفغانستان، إذ تكافح قوة المساعدة الأمنية الدولية (ايساف) التابعة له من أجل تجميع المعدات العسكرية الضرورية لذلك. وقال دبلوماسي في الحلف إن هناك قليلا من الرغبة في التدخل في عمليتين خطرتين قليلتي الموارد في آن واحد. وعلى رغم أن للحلف تفويضا بتوسيع عملياته من كابول إلى بقية أنحاء الدولة، فإنه مازال لا يملك الإحدى عشرة مروحية التي يحتاج إليها في ذلك.
وأعلن السكرتير العام للحلف لورد روبرتسون أن الحلفاء قدموا ست مروحيات إلى القوة التي قوامها 5700 جندي. ومع ذلك هناك ثغرات تحتاج إلى سدها وخصوصا خدمات الدعم وقوات ومعدات مطلوبة للإشراف على مطار كابول.
وفي خطوة جديرة بالملاحظة، قدمت صربيا مساعدة عسكرية إلى قوات إيساف في أفغانستان، أربع سنوات فقط بعد أن كانت الدولة هدفا لغارات شنها الحلف ضد الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش.
(خدمة الإندبندنت - خاص بـ «الوسط»
العدد 454 - الأربعاء 03 ديسمبر 2003م الموافق 08 شوال 1424هـ