أكد مؤسس «حماس» الشيخ أحمد ياسين أن الحركة لا يمكنها التعهد بتوقيع الهدنة من دون تعهد إسرائيلي. وقال ياسين في حديث إلى قناة «العربية» الفضائية «إننا ننتظر ماذا يقدم الطرف الآخر. أما في البداية فإننا ليس لدينا أي استعداد لأن نتحدث عن الهدنة». وأعرب عن أمله في أن ينجح اجتماع الفصائل الفلسطينية في مصر في توحيد جهود الشعب الفلسطيني بفصائله كافة وتفعيلها في مواجهة العدو الإسرائيلي. وفي القاهرة قال مشاركون في الحوار إن «حماس» و«الجهاد» والجبهة الشعبية أبدت تحفظات على اقتراح الهدنة الذي يؤيده وفد حركة «فتح». والذي تقدم به أمس الأول رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان. بينما اتفقت الفصائل على رفض «وثيقة جنيف». وقال مهندسا «وثيقة جنيف» انهما متفائلان بعد محادثات مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول مساء أمس ويعتقدان انه يرى جهودهما مكملة لخطة «خريطة الطريق».
الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض، وكالات
دخلت الفصائل الفلسطينية الاثنا عشر التي بدأت حوارا أمس الأول في القاهرة في صلب مناقشاتها أمس وبرزت خلافات بشأن الاقتراح المصري بتبني هدنة مشروطة لمدة عام. وفي المقابل أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي رفضه للهدنة من دون العمل على تفكيك - ما أسماه - المنظمات الإرهابية.
وقال مشاركون في الحوار ان حركتي حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابدت تحفظات على اقتراح الهدنة الذي تقدم به الخميس رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان والذي يؤيده وفد حركة فتح. وأوضحوا ان ممثلي الفصائل الثلاثة اعتبروا ان «الهدنة الطويلة ليست ضرورية الآن» وان «اقتراح تحييد المدنيين قابل للبحث ولكن فقط بعد الحصول على ضمانات دولية من اللجنة الرباعية بان «إسرائيل» ستوقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني».
وقال عضو وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبوأحمد فؤاد انه «لا يمكن البحث في وقف إطلاق النار إلا بعد أن تتخذ «إسرائيل» إجراءات عملية على الأرض مثل وقف بناء الجدار العازل وإطلاق سراح الأسرى» الفلسطينيين. وقال انه «تم تشكيل لجنة صوغ كلفت بان تصيغ مشروع خطة العمل التي سيتضمنها البيان الختامي الذي سيصدر غدا في ختام الحوار».
وأوضح عضو وفد فتح صخر بسيسو أن حركته طرحت أمس الهدنة لمدة عام في اطار اقتراح «بصوغ مبادرة سياسية فلسطينية دقيقة ومحددة المعالم بهدف إعادة وضع القضية الفلسطينية على سلم أولويات العالم مع تحديد الأهداف المرحلية الفلسطينية خلال الفترة الممتدة من الآن حتى الانتخابات الأميركية في العام 2004».
وقال المشاركون في اجتماعات القاهرة إن المناقشات تطرقت أمس كذلك إلى مبادرة جنيف التي أطلقت الاثنين الماضي و«كان هناك إجماع من الفصائل بما فيها فتح على رفض هذه المبادرة». وقال أبوأحمد فؤاد ان وفد حركته طالب السلطة باطلاق سراح الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فسطين احمد سعدات.
وكان رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان اقترح أمس الأول لدى افتتاح الحوار هدنة لمدة عام في إطار خطة طوارئ لمواجهة المرحلة الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية في الوقت الراهن والتي توقع ان تمتد حتى الانتخابات الاميركية العام المقبل. ومن المقرر أن يتوجه سليمان إلى واشنطن بعد غد حاملا نتائج حوار القاهرة ليطلب مساعدة اميركية لاعادة إطلاق مسيرة التسوية.
في المقابل أعلن وزير الخارجية الإسرائيلى سيلفان شالوم أمس أن «إسرائيل» لا تكتفي بالهدنة التي تحدثت الانباء عن أن الحوار الفلسطيني. وأضاف شالوم الذي كان يتحدث للصحافيين قبيل بدء القائه محاضرة سياسية في «تل أبيب» ان «إسرائيل» سعيدة لما وصفه بالدور الايجابي الذي تقوم به مصر في سعيها لتجسير الهوة بيننا وبين الفلسطينيين.
وتابع لكن سنكون سعداء أكثر فيما لو قاد هذا الدور إلى المطالبة التي لا تعرف المساومة لتفكيك المنظمات المسلحة فهذا هو الأمر اللازم لتجدد المفاوضات بين «إسرائيل» والفلسطينيين.
وفي إطار وزارة الخارجية الإسرائيلية أيضا أوصى تقرير للوزارة داخلي برفع الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي منذ سنتين على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كما كتبت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس. وقدم موظفون في الخارجية تقريرا إلى الوزير سيلفان شالوم في هذا المعنى يحذرون فيه من خطر اتهام «إسرائيل» باغتياله ان هو توفي في مقر قيادته في المقاطعة برام الله في الضفة الغربية. ورأوا أن رفع الحصار عنه سيعتبر بمثابة بادرة حسن نية تجاه رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع كما من شأنه ان يسهل إعادة اطلاق عملية السلام. في المقابل اعتبروا في هذا التقرير ان «إسرائيل» لم تنجح سوى جزئيا في عزل عرفات عبر حصاره في مقر قيادته.
ميدانيا أحرق فلسطينيون كانوا يتظاهرون ضد مبادرة جنيف، خطة السلام غير الرسمية، أمس في الضفة الغربية علما سويسريا ودميتين تمثلان ابرز واضعي هذه الوثيقة. وتجمع حوالي ثلاثة آلاف متظاهر بدعوة من حركة حماس في وسط نابلس واحرقوا علما سويسريا ودميتين تمثلان ياسر عبدربه ويوسي بيلين مهندسي خطة السلام البديلة التي تم اطلاقها الاثنين في جنيف.
وهذه المرة الأولى التي يقدم فيها الفلسطينيون على إحراق علم سويسري بعد أن اعتادوا على حرق العلمين الاميركي والإسرائيلي. واحرق المتظاهرون أيضا علما اميركيا ونعشا كتب عليه «مبادرة جنيف». وأعلن القيادي المحلي لحماس عدنان عصفور «ان مبادرة جنيف اخطر شيء تشهده القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور». وأضاف عصفور «يجب ان يحال موقعو هذه المبادرة على القضاء».
الرياض - وكالات
كشف تقرير «لمجموعة النزاع الدولي» العالمية التي تعنى بمعالجة النزاعات والأزمات الإقليمية والدولية أن 77 في المئة من المستوطنين الإسرائيليين مستعدون للتخلي عن مستوطناتهم في الضفة الغربية وغزة والإقامة في «إسرائيل» إذا ما حصلوا على تعويضات مالية ملائمة ما يساهم في تذليل عقبة رئيسية في مفاوضات السلام. كما حذر التقرير الذي نشرته صحيفة «الوطن» السعودية أمس من وجود تنظيم سري في «إسرائيل» واسع النفوذ يدعم تكثيف الاستيطان لمنع قيام دولة فلسطينية متكاملة ويلقى دعما غير معلن من رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون. ونبه التقرير إلى أن استمرار النشاط الاستيطاني ومواصلة بناء الجدار الأمني يشكلان «تهديدا استراتيجيا» يمكنه أن ينسف خطة «خريطة الطريق» ويؤدي إلى انهيار عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية بالكامل ويضع إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش أمام مأزق خطير
العدد 456 - الجمعة 05 ديسمبر 2003م الموافق 10 شوال 1424هـ