شهدت الجولة الاولى من بطولة البحرين الدولية الثالثة لكرة القدم مستويات متفاوته ما بين المنتخبات الاربعة خلال المبارتين اللتين فازت في الأولى مصر على كينيا 1/0 وتعادل العراق والبحرين 2/2.
يعتبر الفريق المصري من أفضل الفرق فنيا خلال الجولة الأولى، وهذا ما شاهدناه خلال مباراته أمام كينيا التي كان مسيطرا على مجرياتها منذ البداية، واستطاع أن يفرض هذه السيطرة في وسط الملعب ونجح إلى حد كبير في امتلاكها عبر القيادة الناجحة لقائده هادي خشبة، وكان أكثر تنظيما في اللعب وانتشارا في الملعب.
وعلى رغم غياب لاعبيه المحترفين فإن هذا الفريق بإمكانه أن ينافس في البطولة الإفريقية للقوة البدنية التي يمتلكها لاعبوه والسرعة في اللعب وتبديل المراكز في الهجوم وتنويع اللعب. ومع توافر هذه الأمور الإيجابية في الفريق فإنه افتقر إلى المهاجم الذي لديه الدراية الكافية بأسرار المرمى وإحراز الأهداف، واكتفى بهدف واحد في بداية المباراة، وهذا لا يلبي رغبة من يريد الفوز في المباراة.
وعلى الطاقم الفني في الفريق النظر في هذا الأمر حتى لا يتحول إبداع اللاعب والطريقة الجيدة إلى سلبية قد تحرم الفريق من مواصلة انتصاراته بسبب عجزه عن تسجيل الأهداف.
ووضح أن لاعبي المنتخب المصري يتميزون بمهارات فردية يستطيعون من خلالها السيطرة الميدانية على المباراة وتنفيذ طرق اللعب المختلفة كما يريدها الجهاز الفني. ومباراتهم المقبلة أمام البحرين ستكون امتحانا جديا لهم وللفريق البحريني.
البحرين
وضح من خلال مباراة الافتتاح أن الفريق مازال في طور الإعداد لبطولة الخليج، وهذا ما شاهدناه في الطريقة التي لعبها الفريق والتبديلات التي أجراها المدرب خلال المباراة، وهناك الكثير من الأمور الفنية غير الكاملة في الفريق نعتقد أنها في اعتبارات المدرب ونأمل أن يقوم بمعالجتها سريعا وخصوصا الجانب البدني.
والهبوط الواضح في الأداء الفني والذي تكرر في هذه المباراة بعد مباريات تصفيات آسيا يضعنا أمام سؤال ملح: ما الذي يجعل فريقنا يخفق في المحافظة على تقدمه وهبوط لياقته البدنية بهذا الشكل المفاجئ والسريع على رغم أن جميع اللاعبين من أهل الكفاءة في هذا المجال؟
ولايزال الوقت أمامنا لكي نعالج السلبيات قبل فوات الأوان. وفي اعتقادنا أن الدفاع يحتاج إلى بعض الإصلاحات الفنية ومعالجة الفراغات وسد الثغرات في العمق، أي لابد من وجود قائد في هذا الخط ليعود متماسكا مرة أخرى.
وأما خط الوسط فكانت نزعته دفاعية أكثر منها هجومية وخصوصا في الشوط الثاني، وقد يكون عامل اللياقة له دور كبير في ذلك. فالهجوم لم يتلق التحويل السليم وخصوصا عندما كان يلعب حسين علي مع علاء حبيل وعند دخول أحمد حسان وفتح التباعد الكبير بينه وبين علاء قبل خروجه وراشد جمال، ولم تكن سمة التفاهم موجودة في هذا الخط.
العراق
يعتبر الفريق العراقي من الفرق المتطورة على رغم غياب أكثر من خمسة لاعبين محترفين أساسيين في الفريق، إضافة إلى غياب مدرب الفريق ستانج. ولكن كما شاهدنا فإن الفريق يلعب بروح ومعنوية عاليتين ولم يؤثر عليه تسجيل الهدفين بل استطاع أن يعالج أموره السلبية التي ارتكبها في الشوط الأول ويقرأ الفريق البحريني قراءة صحيحة وسليمة، وبالتالي وضع النقاط على الحروف في كشف الأماكن الضعيفة في الفريق البحريني واستغلالها من حيث شن الهجمات، واستطاع من خلالها أن يدرك التعادل وكاد أن يحرز هدف التفوق.
خلال الشوط الأول لم يكن في مستواه نتيجة سيطرة البحرين على منطقة الوسط التي منعت لاعبيه من التحكم في الكرة بحرية فصار الفريق في وضع فني لم يستطع فيه أن يكسر الطوق والحصار اللذين فرضهما الوسط البحريني ولم ينوع هجماته عن طريق الأطراف المكشوفة في البحرين، إلا في الشوط الثاني وهي إيجابية تحسب للجهاز الفني. وكانت التبديلات رابحة نوعا ما، وهذا وضح في تسجيل لاعب المنتخب العراقي الأولمبي هوار محمد الهدف الثاني، وهذا يدل على أن الفريق يمتلك الكثير من البدلاء الجيدين الذين سيفيدون الفريق في وجود المحترفين. وافتقر المنتخب العراقي خلال الشوط الأول إلى اللاعب الصانع الذي يعرف تحركات الهجوم إلا أنه تغلّب على هذه السلبية في الشوط الثاني. عموما، على رغم الغياب الواضح في أساسيي الفريق فإنه استطاع أن يقدم مستوى جيدا تغلب عليه الروح العالية والقتالية في اللعب والحماس من أجل إدراك التعادل ثم الفوز.
كينيا
لم يظهر الفريق الكيني بالمستوى الذي كنا نتوقعه قبل المباراة، وقد يكون سبب ذلك وصوله متأخرا إلى البحرين، كونه لعب وهو مرهق وهذا ما وضح جليا عليه أثناء مباراته أمام مصر، إذ لعب مدافعا في غالبية فترات المباراة معتمدا على الكرات المرتدة النادرة التي لم تكن مرسومة أو ذات خطورة، ولوحظ على الفريق أنه افتقد إلى القائد في الملعب والصانع وسد الجوانب السلبية في الدفاع ومنع الخطورة في هجوم المصري، بمعنى آخر أن مدرب الفريق لم يقرأ الفريق المصري جيدا لإيقاف خطورته طوال الشوطين. ولم نرَ منه الانطلاقة الفعلية للهجوم سواء في الدقائق الأخيرة عندما تراجع الفريق المصري إلى منطقته ولجأ إلى التسديد من خارج المنطقة التي لم تكن غالبيتها مركزة، ومع ذلك فقد كان سريعا في نقله الكرات وهو ما أثر بشكل كبير في سرعة قطع الكرات من لاعبيه، ويبدو أن الفريق المصري يعرف الفريق الكيني لقرب المسافة بينهما من حيث الجغرافية والمشاركات المتكررة في المستحقات الإفريقية.
عموما، كان بإمكان الفريق الكيني تدارك الأمور والعودة من جديد إلى جو البطولة لو استفاد من إمكانات لاعبيه الفنية التي تحتاج إلى قائد وصانع ألعاب ماهر في الفريق لكي يحقق نتيجة إيجابية
العدد 464 - السبت 13 ديسمبر 2003م الموافق 18 شوال 1424هـ