شارك 15 نحاتا من كبار النحاتين في البحرين ودول العالم في ملتقى النحاتين الدولي الذي تستضيفه مملكة البحرين للمرة الأولى على ساحة قلعة عراد. وذكر المنسق العام لملتقى النحاتين رئيس جمعية البحرين للفنون التشكيلية علي المحميد أن ادارة الثقافة والفنون طرحت فكرة إقامة الملتقى على وزارة الاعلام التي وافقت عليه فيما بعد حتى بدأ البت فيه في الأول من ديسمبر/ كانون الاول بتوافد النحاتين على المملكة.
وأضاف المحميد ان ملتقى النحاتين سيستمر على رغم غياب أضواء الاعلام إلى الرابع والعشرين من الشهر الجاري فانعدام التغطيات الاعلامية المتوقعة لحدث كهذا لن تكون عقبة حقيقية في طريق إقامته وان القائمين على الملتقى عملوا ما في وسعهم من مطالبات ودعوات لاعطاء هذا الحدث ما يستحقه إلا ان كل ما تحقق هو عرض موجز لم يتجاوز عشر دقائق في برنامج باب البحرين الأمر الذي دفعهم للاعتقاد بان باب البحرين سيوافي الجمهور برسالة يومية من ملتقى النحاتين الذين تركوا أوطانهم ليعرضوا فنونهم أمام جمهور لم يعلم انهم قد جاءوا من الأساس.
وبسؤاله عن الموقع الأخير لهذه الأعمال الفنية التي يعكف على صناعتها النحاتون أشار المحميد الى نقل هذه الاعمال من موقع التنفيذ إلى الساحة الخارجية لمتحف البحرين الوطني إذ سيفتتح المعرض السنوي التشكيلي في السابع والعشرين من الشهر الجاري برعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وسيكون متاحا للجمهور أن يشاهدوا انجازات الفنانين الذين تمنينا أن يشاهدوها ويبدوا الرأي فيها وقت العمل قبل خروجها بشكلها النهائي.
وعن مدى الفائدة المرجوة من وراء إقامة مثل هذه الملتقيات التي يسميها أهل الخبرة (سمبوزيوم) ألمح المحميد الى ما تشكله هذه الملتقيات من إثراء للحركة التشكيلية الفنية الثقافية والسياحية وهذا هو النجاح الأكبر للفنانين إذ ستظل هذه الأعمال سجلا في التراث يفاخرون به على مر الزمن.
أما النحات البحريني خليل الهاشمي فأوضح أن هذه الفعاليات تقام في عدة دول وتستضيفها بعض الدول مرة في السنة أو أكثر بحسب الامكانات المتاحة، وسبق أن استضافتها تونس ولبنان ومصر وعمان والأردن والصين وايطاليا وبلغاريا والسويد وغيرها من الدول، وقد جاء اليوم الذي انتظرناه لتستضيفها مملكة البحرين لأول مرة والتي نتمنى أن تتكرر في السنوات المقبلة.
ويرى الهاشمي ان هذه الملتقيات تفيد النحاتين بالدرجة الأولى اذ يتم من خلالها تبادل الخبرات والتجارب والاحتكاك بالمناهج والمدارس التي يتبعها كل نحات كما ان لها ذلك المردود السياحي الذي لا يمكن تهميشه بحال من الأحوال.
وشكا الهاشمي من تهميش وسائل الاعلام لملتقاهم وخصوصا انه دولي وكان على أقل تقدير في نظر الهاشمي أن تشير تلك الوسائل موقع عمل الملتقى ولو بلوحة ترحيب بالفنانين المشاركين من خارج المملكة أو برفع أعلام دولهم في موقع الحدث الذي توقعوا في لحظة ما أن يغص بالجمهور لكي يحتك جمهورنا المثقف بالخامات الجديدة التي لم يعتد الاحتكاك بها فالمعروف أن الجمهور لدينا اعتاد على انتقاد ومدح اللوحة الا انه لم يوجه نقده أو رأيه في الحجر وهندسته وما يحتاجه من دقة وصبر قد يستمر إلى أشهر.
ومن المغرب جاء مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة بالمغرب عبدالكريم الوزاني الحاصل على عضوية الاكاديمية الملكية للفنون الجميلة بغرناطة في اسبانيا ووسام فارس الأدب والفنون من الجمهورية الفرنسية وهذه أول زيارة يقوم بها لمملكة البحرين وقد كان الى المدى القريب يجهل الكثير عن الحركة الفنية في المملكة وذلك بحسب قوله لافتقار الحركة الفنية للمجلات المتخصصة والبرامج التلفزيونية التي تعرف بغنى القدرات الفنية لزملاء في أقطار العالم العربي فالبحرين مثلا غنية بالمبدعين من العيار الثقيل.
ويرى الوزاني ان الامكانات المتوافرة لملتقى النحاتين في البحرين هي جيدة جدا فمن خلال مشاركته في الملتقيات الخارجية بدول غربية كفرنسا واسبانيا فانه لا يجد تلك الهوه بين امكانات الغرب وما هو متوافر لدينا الا ان النحات الجيد يطمح دائما بالأفضل والأحسن وان هذا الملتقى الذي تستضيفه المملكة سيبقى لتاريخ البحرين والتراث الانساني وسيشكل مدرسة يلتقي فيها المبدعون في البحرين مع طلاب الثقافة الفنية، ولذلك فلابد من ثوثيق هذه الورشة التي تجمع الفنانين لتعطيهم ذلك الدعم الذي يستحقونه.
واستغرب الوزاني من غياب التغطيات اللازمة على رغم من تزامن ملتقاهم مع احتفالات البلاد باليوم الوطني وما زاد في استغرابه ان الناس كانت تعطي بعض الأمور قيمة فنية أكبر من اللازم على الجانب الآخر من ساحة قلعة عراد إذ يواجه مقر الملتقى في حين ان الناس في الدول الغربية وفي لبنان أيضا لم تكن تنقطع عن زيارة فعاليات من هذا النوع.
وتطرق الوزاني في نهاية اللقاء إلى رغبته في تنظيم (سمبوزيم) في مدينة تطوان (شمال المغرب) يدعوا اليه النحاتين الموجدين اليوم على أرض البحرين للمشاركة فيه.
أما البحريني خالد فرحان فيعتبر هذه التجربة انها تجربة مهمة بالنسبة اليه فقد شارك للمرة الأولى في ملتقى أسوان الدولي للنحت على الجرانيت في مصر وكانت تلك البداية الصعبة بالنسبة اليه وخصوصا انه اعتاد التعامل مع خامة الخشب.
وأشار فرحان إلى ان في ملتقى البحرين الأول للنحاتين توضيحا لمفاهيم النحت المغيبة إذ يمكن للنحاتين أن يعطوا لأفكارهم المجال للتلاقح والابداع فهي جائزة ثمينة لكل نحات يريد التطور فلا يستطيع النحات أن يجسم أعماله الا في هذه الملتقيات إذ ان الخامات مكلفة الثمن وتتطلب معدات خاصة ويمكن أن تقدر الخامات الموجودة الآن بنحو 10,000 دينار يمر عليها الناس ويعاملونها كحجارة كبيرة لا أكثر!
وأكد فرحان الاسئلة العريضة التي تطرحها هذه الملتقيات لدى الفنانين البحرينيين وخصوصا مع جهل بعضهم لمعنى كلمة (سمبوزيوم) اذ يذهب البعض لاعتبارها شيئا قريبا من (السمبوسة)!
ويذهب فرحان إلى احترام مشاركة كل نحات في ملتقيات يبقى نتاجها ملكا للتراث الانساني ويرجع أمر نجاح الملتقى أو فشله إلى النحات نفسه ومدى رضاه عن معادلة المعطيات والمخرجات
العدد 470 - الجمعة 19 ديسمبر 2003م الموافق 24 شوال 1424هـ