العدد 471 - السبت 20 ديسمبر 2003م الموافق 25 شوال 1424هـ

خليج ما بعد صدام هل يختلف عما قبله؟

عند وصولنا الكويت مساء الجمعة الماضية، كانت الإجراءات الأمنية في ازدياد والأسلاك الشائكة تحيط بالفنادق والمواقع الحيوية بينما تكثف وجود العربات العسكرية التابعة للحرس الوطني الكويتي في كل زاوية. ولم نكن نتوقع ان تصل هذه الإجراءات إلى درجة لا تمكن أي شخص من دخول فندق الشيراتون الذي يضم الضيوف المرافقين للوفود الرسمية او فندق الماريوت الذي يتمركز فيه النشاط الإعلامي.

وهكذا تسببت الإجراءات الأمنية في منع ندوتين أعلنت عنهما وزارة الإعلام الكويتية إذ كان من المفترض انعقادهما أمس السبت. الندوة الأولى كانت بعنوان «الخليج بعد سقوط صدام» والمنتدي فيها الشخصية السياسية المعروفة أحمد الربعي، أما الندوة الثانية فكانت «الصحافة الخليجية إلى أين؟» وكان المفترض ان ينتدي فيها أنس الرشيد.

سارعتُ مع غيري صباح أمس الى قاعة «الثريا» في الطابق السادس عشر بفندق الماريوت لحضور الندوتين، ولم استطع الوصول الى الطابق إلا بعد ان أبرزت بطاقتي التي توضح بأني رئيس تحرير صحيفة بحرينية. وفي القاعة لم يكن موجودا سوى بعض المسئولين عن تشغيل السماعات وترتيب القاعة... أما الربعي والرشيد والحضور فلم يحضر أي منهم! وقبل ان اسأل أحد الحضور جاءتني الإجابة: «ألغيت الندوتان بسبب الاحترازات الأمنية!».

لعل هذا الجواب بحد ذاته يوضح مغزى الندوة الأولى «الخليج بعد سقوط صدام»... فهو خليج مازال يعيش الهاجس الأمني الى الدرجة التي تلغى فيها ندوة عادية تنظمها وزارة الإعلام الكويتية احتفاء بانعقاد القمة الخليجية الرابعة والعشرين، والتي تنعقد بعد اعتقال «بعبع الخليج» صدام حسين! «خليج ما بعد صدام» ربما انه خليج ما قبل صدام من ناحية التوجس والخوف من المجهول، هذا الخوف الذي بدا واضحا للكويتيين الذين بدأوا منذ الجمعة الماضية التدرب على سلوك طرق وشوارع أخرى؛ لأن عاصمتهم ستغلق منافذها للسماح لقادة الدول الخليجية بحضور اجتماع القمة للاتفاق على طرق مكافحة الارهاب، وتغيير المناهج التربوية لتعديل الثقافة المطروحة حاليا والتي لا تقبل بالرأي الآخر، ولمناقشة سبل تحسين العلاقات الثنائية بين الدول الخليجية وغيرها من الموضوعات التي كان من المفترض انها نوقشت وحسمت قبل 24 عاما، ولكنها تتردد مع كل قمة دون حسم بينما تتصاعد الإجراءات الأمنية لسد المنافذ ومنع الندوات كما لو ان صدام مازال حيا، وكما لو اننا نعيش الهواجس نفسها التي كنا نعيشها عندما تأسس المجلس قبل 24 عاما

العدد 471 - السبت 20 ديسمبر 2003م الموافق 25 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً