لا شك في أن مباراة منتخبنا أمام نظيره القطري ستكون مثيرة وحماسية من جهة، وبداية عنوان للانطلاقة والمنافسة من جهة أخرى على أساس أننا سنواجه المنتخب اليمني في المباراة الثانية الأقل قوة.
لن نستبق النتائج، ولن نستبق أي شيء... إذ إن كل شيء لابد أن يتحقق فعلا وليس قولا... ولكن فريقنا قادر على رسم ابتسامة على شفاه الجمهور البحريني المتعطش لنيل لقب البطولة لأول مرة في تاريخ البطولات.
منتخب قطر... ليس بالفريق الذي يستهان به بل هو فريق قوي وعنيد، ولنكن واقعيين، فلربما نلعب جيدا ونسيطر على مجريات المباراة... فنخسر المباراة - لا قدّر الله - على غرار ما حدث لمنتخبنا أمام قطر في الدورة السابقة «في السعودية» وخسرنا بهدف يتيم عندها بكينا وتحسرنا على الفرص الضائعة... ذلك لأن مثل هذه البطولات - أحيانا - لا ترتبط فيها النتيجة بالأداء بقدر ما هو استغلال لأقل فرصة.
التكتيك الفني، أو الأداء التكتيكي للفريق مهم جدا، فليس من المهم أن نهاجم كثيرا، إذ من الممكن أن يقود الفريق المنافس هجمة فريدة فيسجل هدفا... إنما المهم كيف تعرف نقاط ضعف خصمك ولاسيما في الشوط الثاني... لأن المدرب الناجح - إذا كان يملك لاعبين جيدين مثل فريقنا المتطور جدا - يستطيع أن يقودهم إلى الفوز، لذلك يتوجب على مدربنا أن يدرس أفكار الفريق المنافس جيدا ويستثمر إمكانات لاعبينا الذين بدأوا يكسبون ويكتسبون خبرة من مباراة إلى أخرى.
ليس قياسا استحواذك على الكرة... بقدر ما هو مهم إحرازك هدفا من إحدى الزوايا الضيقة للفريق المنافس.
وكم نتذكر سابقا كيف كان البرازيليون وهم يسيطرون على كل مباراة يخوضونها... وكم خسروا... لماذا؟ لأن الفريق الآخر يستغل بذكاء مدروس أهم نقاط ضعف المنتخب البرازيلي العريق... لذلك خسر البرازيليون بطولات كثيرة كانوا هم الأجدر بالفوز بها، ونتذكر جيدا مونديال 1982 و1986 و1990 فكم خسروا... وفي المقابل وعلى التوالي فاز الطليان بذكاء ببطولة 1982 وفاز الأرجنتينيون في 1986م وفاز الألمان في 1990م.
لذلك ينبغي لك أن تدخل الملعب بسلاحين قويين، الأول الإعداد المتواصل والقوي، والثاني دراسة نقاط ضعف الفريق الآخر جيدا... والأول أقرب إلينا بكثير من الثاني، فغالبا ما نُهْزَمُ في الشوط الثاني، بداعي ضعف اللياقة البدنية (وهذا أمر خاطئ في عالم الكرة اليوم)... لأن الكرة دراسة أفكار ومنهج الفريق المنافس... وإلا بماذا نفسر عدم توقّف الفريق منذ شهور، بل سنوات؟ ويلعب كل أسبوع، بل كل يوم ونقول إن لياقته لم تكتمل...؟!
وأخيرا، الكرة في ملعبنا إذا تخطينا الفريق القطري المنافس العنيد، لأننا بعدها سنلاقي اليمن (مع احترامنا الشديد للفريق اليمني الشقيق) إذ إنه أقل مستوى وقدرة من المنتخب القطري. لذلك يتوجب على لاعبينا الحذر وعدم تكرار الخطأ الذي صاحبنا في الدورة السابقة عندما رُشِّحْنا لنيل اللقب، ولكننا أول فريق خرج من المنافسة بعد هزيمتين متتاليتين، فاليوم نحن أكثر جاهزية ويبقى التوفيق من الباري عز وجل.
الفوز بالبطولة يحتاج إلى نَفْسٍ طويل، وإن شاء الله أول الغيث أمام قطر، وما أحلى الفوز في أول مباراة لأنه سيعطينا دفعة قوية... تهابنا على إثرها بقية الفرق.
من القلب تمنياتنا توفيقا ونجاحا وفوزا من الباري عز وجل لمنتخبنا الفتي
العدد 477 - الجمعة 26 ديسمبر 2003م الموافق 02 ذي القعدة 1424هـ