العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ

تنظيف صناعة زيت الزيتون في سورية

تترك صناعة زيت الزيتون الضخمة في سورية بصمتها على البيئة. إذ تتسبب الفضلات التي تنتج عن مصانع معالجة زيت الزيتون التي لا يتم التخلص منها بشكل سليم في تلوث التربة والمياه، وقتل الحياة النباتية والحيوانية.

ويشار إلى أنه خلال عملية معالجة زيت الزيتون، يتم سحق الزيتون ومزجه بالماء. ثم يتم فصل الزيت عن المياه غير النظيفة والفضلات الصلبة.

وطبقا لما قاله الخبير في شئون البيئة مروان الدمشقي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) «غالبا ما يتم ضخ الماء المستعمل في هذه العملية ويتم التخلص منه في الأراضي المحيطة».

«وهذا الماء المستعمل يحتوي على مادة «البوليثينول» التي تضفي على الزيتون اللون الأخضر والأسود. لكن هذه المواد هي مواد كيماوية تؤدي، عند نشرها بكيمات كبيرة، إلى تغير الظروف البيئية وتؤدي إلى تقليل خصوبة التربة».

التأثيرات على صحة الإنسان

يضيف الدمشقي «الماء الملوث يصبح غير صالح للشرب. إذ يتلون باللون البني ويصبح ذا رائحة كريهة ويحتوي على مواد كيميائية ضارة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، مثل مادة البوليثينول».

وعندما توجد مصانع معالجة زيت الزيتون قرب الأنهار، يمكن أن تتسرب المياه المستعملة إلى الأنهار فتلحق الضرر بالأحياء المائية (من خلال المواد الكيميائية السامة أو من خلال المركبات الموجودة في الفضلات التي تستنفذ الأوكسجين) وتؤدي إلى تلوث مياه الشرب التي يستخدمها الإنسان.

وإذا لم يتم تجفيف الثفل - الفضلات الصلبة المتبقية من معالجة زيت الزيتون- والتخلص منه بطريقة سليمة، فإنه قد يتسرب أيضا إلى التربة ويغير درجة حموضتها وتركيبة المغذيات الموجودة بها.

ويذكر أن التأثيرات الصحية على الإنسان التي تنجم جراء استهلاك المواد الكيميائية التي توجد في المياه المستعملة من معالجة زيت الزيتون غير معروفة حتى الآن. ففي الوقت الذي يرى فيه بعض الخبراء أن مادة «الكاتيكول»، إحدى المواد الكيميائية الموجودة في تلك المياه المستعملة، ضارة بالإنسان، لا ترى منظمة الصحة العالمية أنها تشكل تهديدا على الصحة. حيث يقول رئيس الفريق المعني بسلامة وجودة مياه الشرب في منظمة الصحة العالمية بروس جوردون، «لا تعتبر منظمة الصحة العالمية « الكاتيكول» مادة ضارة في توجيهاتها المتعلقة بجودة مياه الشرب ومن ثم فإنه لا يوجد حد أقصى يوصى به لهذه المادة في مياه الشرب»

من ناحية أخرى، تدرج الوكالة الدولية لبحوث السرطان the International Agency for Research on Cancer (IARC) مادة الكاتيكول على قائمة المواد التي «قد تكون مادة مسطرنة للإنسان».

والمشكلة ليست صغيرة إذا ما علمنا أن سورية هي خامس أكبر دولة مصنعة لزيت الزيتون في العالم، حيث تساهم بنحو 4.6 في المئة من إمدادات العالم سنويا عبر معاصرها التي يصل عددها إلى 920 معصرة.

وتصل الكمية الإجمالية للمياه المستعملة الناتجة من إنتاج زيت الزيتون في سورية إلى 700000 متر مكعب سنويا، إضافة إلى 280000 طن من الثفل.


نقص التوعية

من بين أسباب التلوث استخدام وسائل تكنولوجية قديمة ونقص التوعية لدى أصحاب المعاصر. حيث يقول الدمشقي «إن غالبية المعاصر هي مشروعات تمتلكها وتديرها بعض الأسر حيث لاتزال تستخدم المعاصر التقليدية بدلا من الماكينات (الحديثة). إضافة إلى ذلك، فإن تلك الأسر لا تمتلك المعدات اللازمة لتنظيف المياه المستعملة وغالبا لا تستطيع شراءها».

وإضافة إلى نقص الموارد المالية، لا يدرك كثير من أصحاب المعاصر الأثر المدمر الذي يلحقونه بالبيئة. ويشير الدمشقي إلى أن «هناك عدم وعي فيما يتعلق بضرورة معالجة تلك الفضلات وكيف يتم ذلك، وعليه فإن أصحاب المعاصر يلقون بالمياه المستعملة غير مدركين أنها ستضر بأراضيهم وبالبيئة عموما».

العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً