العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ

إعادة التدوير: من الزجاجات البلاستيكية إلى «الجاكيتات» الرياضية

عندما تفكر في المساحات الممتدة في الهواء الطلق والمناظر الطبيعية البكر قد تخطر على بالك الجداول الباردة كالثلج والهواء النقي والمنحدرات الصخرية الشاهقة ذات النتوءات الحادة.

وبالتالي ليس مثيرا للدهشة أن يقوم المزيد من صناع المواد المستخدمة في الحياة اليومية بالإعلان عن مراعاتهم للاعتبارات البيئية عند القيام بالعملية الإنتاجية، غير أن ثمة سؤالا يتردد وهو هل هذا النوع من إعادة التدوير للمخلفات له أهمية ومعقول من الناحية البيئية؟ ويكون الجواب بنعم ولا.

وأصبحت خطوط إنتاج الملابس الخضراء أي التي تراعي الاعتبارات البيئية والتي تنتج الملابس الخاصة بهواة ممارسة رياضة تسلق الجبال ورياضات الشتاء ظاهرة في التسويق الجماعي، وتعد شركة باتاجونيا الأميركية هي الرائدة في إنتاج الملابس الرياضية والتي ترتدى في الهواء الطلق وتراعي المعايير البيئية، وتحتوي ما نسبته 77 في المئة من مكونات مجموعة الملابس التي تنتجها الشركة حاليا على مواد مستخرجة من القطن العضوي والصوف الخالي من الكلور والبوليستر المعالج والجوت، كما أن ما نسبته 65 في المئة من هذه الملابس نفسها قابلة لإعادة التدوير.

وتعرض شركة بيوا السويسرية لإنتاج الملابس ثيابا مصنوعة فقط من مواد معاد تدويرها يتم إنتاجها عن طريق إذابة مواد معالجة وتحويلها إلى حبيبات وغزلها إلى خيوط كما يقول البروفسور مايكي رابي الخبير في البيئة وصقل المنسوجات بإحدى الكليات الألمانية.

ويقول البروفسور الأستاذ بجامعة ألمانية أخرى يواخيم مارزينكوفسكي إنه يمكن إعادة تدوير البوليستر الملون وتحويله إلى شكل متسق رمادي اللون أو حبيبات سوداء، وهذه المكونات لا يمكن غزلها إلى خيوط حمراء أو صفراء فاتحة ولكن يمكن استخدامها في المنسوجات ذات الألوان الغامقة التي ترتدى خارج المنزل.

ويرى مارزينكوفسكي وهو أيضا خبير في الكيمياء البيئية أن هذا النمط من إعادة التدوير معقول من الناحية البيئية على رغم أنه يمثل تحديا، فالأمر يحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة لإذابة البلاستيك وغزله إلى خيوط، ويقول هذا الخبير إنه مع ذلك فإن هذه العملية تسهم في توفير الطاقة التي كانت ستستخدم في تصنيع المادة الأصلية.

ولاتزال هناك أسئلة عملية مطروحة تنتظر الإجابة، ويقول مارزينكوفسكي إنه لكي نعيد تدوير المادة ينبغي إعادتها إلى حالة من النقاء على قدر الإمكان، ولذلك فمن المهم منذ البداية أن نعلم ما الذي ينبغي أن يتكون منه جاكيت للخروج والتبطين الذي يحتاجه وكذلك الطبقة الخارجية والأزرار والغشاء المتكامل.

وإذا تم استخدام المواد المختلفة لصناعة هذه الأجزاء فينبغي فصلها بدقة قبل إعادة تدويرها وهي عملية مملة ومكلفة، ولتجنب هذه العملية ينبغي أن ينتج الملبس المستخدم في الهواء الطلق من مادة البوليستر بنسبة مئة في المئة.

ويوضح مارزينكوفسكي أن البوليستر ليس مناسبا كمادة لإنتاج الطبقة الخارجية في حالة اتصاله بأية مادة زيتية، وعلى سبيل المثال نجد أن الكريم الواقي من أشعة الشمس يترك بقعا من الصعب إزالتها، ولكي نمنع حدوث ذلك ينبغي تغطية المادة التي تصنع منها الطبقة الخارجية بمادة كربون الفلوريت، ويقول مارزينكوفسكي إنه لا يعلم تأثير ذلك على عملية إعادة التدوير.

وبالإضافة إلى ذلك ينبغي على مشروع إعادة التدوير أن يحصل على المنسوجات بعد فرزها، وقد طرح منتجو ملابس الخروج في الهواء الطلق وملابس الألعاب الرياضية الشتوية أفكارا متباينة لتحقيق هذا الهدف، فشركة باتاجونيا على سبيل المثال وضعت صناديقا في مخازن الشركة إذ يمكن للمستهلكين أن يضعوا «جواكتهم» وسراويلهم القديمة. ويوضح مارزينكوفسكي أن مثل هذه الأنظمة تكون خطوة ضرورية لجعل عملية إعادة التدوير قابلة للتنفيذ، ولا تعد عملية إعادة تدوير الملابس سهلة بأي حال من الأحوال، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل ينبغي التخلي عن هذه العملية؟ ويجيب البرفسور رابي بالسلب لأن المواد الخام مثل النفط التي تستخدم في عملية الإنتاج عرضة للنضوب.

العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً