العدد 2682 - الجمعة 08 يناير 2010م الموافق 22 محرم 1431هـ

«الأدب الإسلامي» تحتفل بإشهارها... وعبدالله بن خالد يعتبرها «إنجازا تاريخيا»

بن عربي: الجمعية حاضرة في المجتمع الثقافي البحريني منذ 10 أعوام

أقامت جمعية الأدب الإسلامي حفلا بمناسبة إشهارها كجمعية رسمية مسجلة لدى وزارة التنمية الاجتماعية، وذلك في بيت القرآن مساء أمس الأول (الخميس)، برعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة. وشهد حفل إشهار الجمعية، حضور نخبة من الأدباء والشعراء، وعدد من أساتذة التربية الإسلامية واللغة العربية بجامعة البحرين.

واعتبر راعي الحفل، الشيخ عبدالله بن خالد إشهار الجمعية بمثابة «واحدة من الإنجازات التاريخية في البحرين»، التي تسعى لخدمة الإنسان والفضاء الثقافي في البحرين. وتمنى الشيخ عبدالله أن تسير الجمعية على الطريق الذي سار عليه الأدباء والشعراء السابقون، وخصوصا في فترة صدر الإسلام.

من جانبه، قال رئيس جمعية الأدب الإسلامي خليفة بن عربي: «إن الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الهادف عن الإنسان والحياة، والكون وفق التصور الإسلامي، وهو مكمل مهم في ثنايا التراكم الهائل للفنون الأدبية ومناهجها الحديثة». وأضاف بن عربي «نعتقد أن هذا العصر الجانح بقسوة نحو المادة بكل تعقيداتها، والمتصف بانحسار الاهتمامات الأدبية بل الإنسانية، يحتاج أن تتجاسر فيه عزائم الأدباء والنقاد على اقتحامه بكل ما يملكونه من أدوات أدبية تكسر أواء الخنوع المادي فيه، ومنهج الأدب الإسلامي في ذلك كله حلقة مهمة لإكمال المعادلة».

وذكر أن «الجمعية وإن كانت حديثة مخاض في مقاييس الإعلان الرسمي، لكنها كانت حاضرة في واقع المجتمع الثقافي البحريني، بكل تقاطيعها منذ أكثر من عشرة أعوام، عرفها الكثيرون باسم (حلقة الأدب الإسلامي)، والتي أسسها ورأسها في العام 1417 هجرية، الأديب والمؤرخ البحريني الراحل مبارك الخاطر، من باب واجب الدعوة إلى الله عزّ وجل عن طريق الكلمة الطيبة، والسعي إلى تعزيز الأدب الإسلامي وتفعيله في حياة المجتمع الإسلامي. وقد أقامت منذ ذلك الوقت العديد من الأنشطة والفعاليات الأدبية (...)».

واستعرض رئيس جمعية الأدب الإسلامي، الأهداف التي من أجلها أنشئت الجمعية، وأفاد بأنهم يأملون في «تأصيل الأدب الإسلامي، وإبراز الملامح السائدة فيه قديما وحديثا، ودعمه وتشجيع الإبداع فيه، إضافة إلى المساهمة في إرساء قواعد للنقد الأدبي الإسلامي، ووضع مناهج مفصّلة للفنون الأدبية الحديثة، وخصوصا القصة والرواية والمسرحية والسيرة الأدبية، وتوجيه هذه الفنون وجهة إسلامية هادفة».

ولفت بن عربي إلى أن من بين الأهداف «المساهمة في إعادة كتابة التاريخ الأدبي الإسلامي بشكل عام، والنثري منه بشكل خاص، وإبراز ما أغفله المؤرخون من روائعه».

وقال بن عربي إن من بين الأهداف «جمع الأعمال الأدبية الإسلامية المتميزة التي يبدعها الأدباء الإسلاميون، العناية بأدب الأطفال واليافعين والشباب، ورسم المناهج الإسلامية لهذا الأدب على هدى وبصيرة، إضافة إلى الاهتمام بالمواهب الأدبية الواعدة، وتوجيهها التوجيه الإسلامي الصحيح».

وتابع: «نسعى للتركيز على إسهام الأدب الإسلامي في نصرة الدعوة الإسلامية، والدفاع عنها بالكلمة الأصيلة، والدفاع عن حقوق الأدباء الإسلاميين المادية والمعنوية والعمل على إيجاد وسائل النشر».

وأكد بن عربي أن الجمعية «سعت قبل إشهارها وما تزال إلى تحقيق هذه الأهداف، وذلك من خلال مجموعة من الآليات، كطباعة ونشر الكتب والدواوين الشعرية، والقصصية والمسرحية والبحوث والنشرات، واستضافة رموز الأدب الإسلامي والإفادة من خبراتهم، ذلك إلى جانب النشر المستمر في الصحف والمجلات المحلية والخارجية، وإقامة الندوات الأدبية والفكرية، وإقامة الملتقيات الأدبية والشعرية والنقدية المتنوعة».

وبيّن رئيس جمعية الأدب الإسلامي أنه «قد يرى البعض في فكرة الأدب الإسلامي، بوصفها منهجا أدبيا ونقديا، ما يحمله على مجانبة الكثير من معطياتها، والوقوف في زوايا مناوئة لبعض طروحاتها، وقد يتلبس البعض بمواقف محددة إثر تجارب أدبية إسلامية كانت حاضرة للعيان، سواء أكان من حيث الأداء الإبداعي والنقدي في ظل الكشوفات الحداثية الجديدة، أو من حيث الالتزام ببعض المواقف تجاه الآخر كما يحلو للبعض أن يعبر.

وواصل «نحن نرى أن تلك التداعيات بكل مفاهيمها لن تعدو أن تكون فصلا من فصول التناظر الثقافي، الذي من المفترض أن يكوّن في النهاية، المنظومةَ العلميةَ التكاملية، التي لا يستغني عنها المجتمع الثقافي في حراكه الفكري الصحي». وأوضح أنه «لعل من أولويات العمل الذي تسعى الجمعية لتحقيقه الانفتاح العريض على المساقات الأدبية ومناهجها وتياراتها، والانسجام التام مع المؤسسات الثقافية والأدبية بجميع أنساقها وتوجهاتها الفكرية، وإننا لنفخر اليوم أن انضم لعضوية الجمعية مجموعة من الأدباء والنقاد المهمين، الذين نأمل من خلالهم أن نسهم في إثراء هذا التدفق الثقافي غير المسبوق في تاريخ الحركة الثقافية لمملكة البحرين». وشكر بن عربي رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، لوقفته الدائمة وتشجيعه المستمر لعمل الجمعية، وذلك منذ حياة الراحل مبارك الخاطر. هذا وألقى عضوا الجمعية الشاعران محمود آدم وحسن يوسف، قصيدتين شعريتين، تحدث الأول في قصيدته عن الرسول الأكرم (ص)، أما أهمية اللغة العربية وجمالياتها، فكان موضوع القصيدة الثانية.

العدد 2682 - الجمعة 08 يناير 2010م الموافق 22 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً