دعا خطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان إلى الرحمة بالوالدين، فهم أحق الناس بذلك، إذ إن برّهما يستجلب رحمة الله وبركاته على العباد، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة إحسان معاملة الخدم، والابتعاد عن سطوة التصرف معهم.
وأشار القطان في خطبة يوم أمس (الجمعة) إلى أن «تبلد الإحساس والرحمة لدى الإنسان يجعله كالبهيمة، وكالآلة الصماء، بغير قلب رحيم»، مبينا أن «الإنسان لا يتميّز بإنسانيته إلا من خلال قلبه وروحه، وليس بلحمه وعظمه».
وذكر القطان في خطبته أن «الرحمة كمال في الطبيعة البشرية، وتجعل الإنسان يرق للخلق، ويشعر بهم، ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم، والله سبحانه وتعالى متّصف بالرحمة، وهذه صفة لا يتصف بها المخلوقون، ورحمته سبب واصل بينه وبين عباده (...)».
واعتبر أن «الرحمة تحصل للمؤمنين بحسب هداهم، فكلما كان نصيبه من الهدى أتم، حصل على الرحمة الإلهية»، لافتا إلى أن «الإسلام رسالة سلام ورحمة للبشرية، فهو دعا للتراحم، والتسامح، وجعل الرحمة من دلائل عظمة الله سبحانه وتعالى».
وأوضح خطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي أنه «ليس المطلوب أن تقتصر الرحمة على الأشخاص الذين نعرفهم، بل إن الرحمة لابد أن تكون عامة، وتشمل جميع المخلوقات، فأحاديث الرسول (ص)، أبرزت هذا العمل، وحرصت على إفشاء الرحمة وانتشارها بين الجميع».
وأفاد القطان بأن من جوانب رحمة الله على عباده، هي الصلاة وإيتاء الزكاة، والأمر بالعروف والنهي عن المنكر، مشيرا إلى أن أعظم شيء يستجلب رحمة الله هي الرحمة بالعباد، مستشهدا بـ «ارحموا مَن في الأرض يرحمكم من في السماء».
وقال القطان: «إن في الناس أجلافا تخلو قلوبهم من الرحمة. وليس المسلم من يوصد قلبه أو بيته من دون أقاربه ومن هم حوله (...)، داعيا في ذلك إلى الرحمة بالمرضى وذوي العاهات، إذ إن من الواجب الترفق بهم، والحذر من الإساءة إليهم، بحسب قول القطان. ذلك إلى جانب الصغار والأطفال، معتبرا أن «بالرحمة تجتمع القلوب وتتآلف».
وفي السياق نفسه، ذكر القطان أن تعليم الإسلام وآدابه تتجاوز الرحمة بالإنسان الناطق، لتصل إلى الحيوان، وبقية المخلوقات، مشيرا إلى أن بعض الأحاديث الشريفة تظهر كيف أن امرأة رأفت بكلب فغفر الله لها، وكيف أن أخرى أساءة المعاملة لقطة فدخلت النار بسببها.
وبيّن أن الرحمة والرفق بالحيوان يجب ألا يقتصرعلى إحسان معاملتهم والرفق بهم، بل حتى في ذبحهم، فالأحاديث الشريفة تحث على إحسان ذبح الحيوانات وقتلها.
ولفت خطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي إلى أن «كثيرا من الناس لم يعرفوا رحمة الله، فتمادوا في الذنوب والمعاصي، ولم يرحموا العباد ليرحمهم الرحمن على عباده»، مضيفا أن «القسوة استنكرها الإسلام، وقد أمر الله نبيه محمد (ص)، أن يخبر جميع العالم بأنه غفور رحيم، ورحمته تسع كل شيء».
العدد 2682 - الجمعة 08 يناير 2010م الموافق 22 محرم 1431هـ