قالت رئيسة قسم العيون بمجمع السلمانية الطبي، نورة الكبيسي، إن 4775 مصابا بمرض السكري خضعوا لمسح اعتلال شبكية العين خلال العام 2009، بواسطة الكاميرات الرقمية، اكتشف منها 659 حالة تعاني من مشكلات صحية في شبكية العين بمختلف المراحل المرضية، وذلك بنسبة 13.8 في المئة من إجمالي عدد المشمولين بالمسح في ذلك العام.
ونسب بيان لإدارة العلاقات العامة والدولية، التابعة لوزارة الصحة من مقرها بالجفير إلى الكبيسي قولها إن برنامج مسح الاعتلال الشبكي للمرضى المصابين بالسكري بدأ في العام 2003، بكاميرا واحدة في مركز المحرق الصحي، وتلته الكاميرا الثانية في مركز عالي الصحي، والتي كانت تغطي نحو 12 مركزا صحيا من مجموع 20 مركزا آنذاك.
وأكدت أنه تم استكمال المشروع بثلاث كاميرات أخرى وفرتها وزارة الصحة في ثلاث محافظات، ليتم بذلك تغطية المحافظات الخمس بمملكة البحرين، فضلا عن كاميرا سادسة تغطي مرضى السكري في مجمع السلمانية الطبي، لافتة إلى أن نتائج الإحصاءات على مدى 6 سنوات بيَّنت إصابة 16 - 28 في المئة باعتلال الشبكية لمرضى السكري المشمولين بالمسح طوال هذة السنوات حيث تراوحت أعدادهم بين 715 حالة في العام 2003 عند البدء فى برنامج المسح و4775 حالة في العام 2009، وذلك بعد توافر الكاميرات الخمس وانتشار الوعي الصحى بين مرضى السكر من حيث أهمية الفحص. وأملت زيادة هذا الوعي الصحى لدى مرضى السكر للمبادرة بإجراء هذا الفحص المهم، إذ إن وزارة الصحة قامت بتوفيره في جميع المراكز الصحية.
وأوضحت أن عدد الخاضعين للمسح، لا يشمل الأطفال ما دون سن العاشرة (لعدم إصابتهم في هذه الفترة العمرية بالاعتلال الشبكي)، ولا يشمل المرضى القدامى الذين يترددون على قسم العيون، كما لا يشمل مرضى المستشفيات والعيادات الخاصة.
وأضافت أن «هذه المشروع رائد في المنطقة بفضل جهود المسئولين والمعنيين في وزارة الصحة ومساهمة لجنة الوقاية من العمى، بهدف السيطرة على أحد الأسباب الرئيسية للعمى في البحرين». وأفادت الكبيسي أن الاعتلال الشبكي السكري سبب يؤدي إلى حالات جديدة من العمى وسط البالغين 30 - 64 عاما، باعتبارهم أكثر عرضة للعمى مقارنة بغير المصابين بمرض السكر، لافتة إلى أن العمى هو من المضاعفات المخيفة وتزداد هذه المضاعفات مع خطورة وفترة ارتفاع سكر الدم، إذ إن غالبية مرضى النوع الأول، و60 في المئة من النوع الثاني بعد مرور 20 عاما من المرض ستظهر عليهم بعض علامات الاعتلال الشبكي, بل إن بعض مرضى النوع الثاني (25 في المئة) تظهر عليهم هذه الأعراض عند اكتشاف المرض.
وتابعت أن «نسبة فقد البصر نتيجة الاعتلال الشبكي السكري بحسب منظمة الصحة العالمية في 2002، بلغت 5 في المئة من نسبة العمى في العالم أي 5 ملايين أعمى, ومع الزيادة التدريجية لمرض السكر، حيث من المتوقع أن تزداد أعداد المصابين إلى نحو 344 مليونا بحلول العام 2025م فإن من المتوقع زيادة أكثر في عدد ممن سيعانون من مضاعفات البصر التي إن لم تراعَ وتعالج بالطريقة المثلى ستؤدي إلى إعاقات بصرية وخيمة». وقالت الكبيسي: «يوجد دليل قوي على أن الضبط الجيد لجلوكوز الدم يقلل الخطر من المضاعفات وأنه بقدر مهم يمكن تأخير بداية هجوم وتعاقب المضاعفات من مرض السكر, إذ إن انخفاض 1 في المئة في قيمة HbA1c القيمة التراكمية للسكر كان مصحوبا بانخفاض نسبة الخطر 37 في المئة فيما يخص مضاعفات الأوعية الصغرى وبانخفاض 14 في المئة فيما يخص احتشاء عضلة القلب».
وأوضحت أن هذا الاعتلال تنتج عنه عدة مراحل متمثلة في الاعتلال الشبكي البسيط (مبدئي) وغالبا لا تؤدي هذه المرحلة إلى ضعف البصر إلا إذا صاحبها اعتلال رشحي بالمركز البصري, واعتلال الشبكية الوعائي (المتأخر)، ويمثل هذا مرحلة متأخرة من مراحل الاعتلال الشبكي السكري وهذه الأوعية قابلة للتزييف في أي لحظة مؤدية إلى نزيف داخل الجسم الزجاجي وإعتام في الرؤية, وفي شد ونزع ومن ثم انفصال الشبكية وخاصة في المركز البصري، ما يؤدي إلى ضعف شديد في الرؤية، إلا أنه للأسف فإن معظم هذه الإصابات والمضاعفات تكتشف في مراحلها المتقدمة وأحيانا في مراحلها القابلة للضبط أو العلاج
العدد 2683 - السبت 09 يناير 2010م الموافق 23 محرم 1431هـ