رفعت مجموعة من مريضات ومرضى السكلر الذين يرقدون بمجمع السلمانية الطبي صباح أمس عريضة إلى إدارة المجمع يُطالبون فيها بالسماح للممرضات بوضع المغذي الوريدي «السيلان» لهم، يأتي ذلك إثر تضرر الكثير من مرضى السكلر تحديد عدد محدود من الممرضات والسماح لهن بذلك وقصره على الأطباء الذين يتم استدعاؤهم لذلك.

وطالب مرضى السكلر في العريضة المقدمة لإدارة المجمع باتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة المرضى على العلاج ورعايتهم والتخفيف من آلامهم التي تتفاقم عندما ينتظر بعض المرضى ساعات طوال من دون أن يكون هناك من يضع المغذي لهم الأمر الذي أثار استياء عاما بين مرضى السكلر الذين يُشكلون أكثر من نصف المرضى المنتظرين لإدخالهم الأجنحة في طوارئ مجمع السلمانية يوميا.

وجاء في الرسالة «نحن مجموعة من مرضى السكلر نتقدم لكم برسالتنا هذه ونرجو التكرم بالنظر في مشكلتنا التي نعانيها باستمرار ومن القرار الأخير بعدم وضع إبر السيلان لنا من قبل الممرضات وهو ما سبب لنا متاعب صحية كثيرة حيث نبقى لفترة طويلة من دون أن نُعطى السيلان ونترك إلى حين تكرم أحد الأطباء إن وجد في الجناح عن طريق الصدفة لوضعه لنا، لذا نلتمس نحن الموقعين أدناه النظر في موضوعنا بدراسة الموضوع وتوفير ممرضات لديهن خبرة في التعامل مع حالاتنا».

وأضافوا «نحتاج دعمكم ومساندتكم وهذا طلب بسيط نرجو منكم تحقيقه».

واستطرد مرضى السكلر «تعلمون بأننا معزولون عن العالم الخارجي لكثرة إدخالنا المستشفى ومكوثنا لفترة طويلة فيه بسبب مرضنا ولا توجد لدينا وسيلة اتصال ماعدا وجود ذوينا ولا يوجد لدينا أي نوع من أنواع الأنشطة فحبذا لو تكرمت الوزارة ممثلة في إدارة المستشفى مشكورة بوضع آلية لتنفيذ الأنشطة أو البرامج لمرضى السكلر للاستفادة منها كتوفير مكتبة، كما أن جهاز التلفاز سُحب منا ولا نعرف لماذا وتم عزلنا فنرجو إعادته إلينا كسائر الأجنحة».

من جهته، قال والد إحدى المريضات «لا يوجد عدد كاف من الممرضات في كل نوبة وبالتالي وحتى لو رخصت الوزارة لبعض الممرضات إعطاء المرضى السيلان فإنه تمر نوبة أو أكثر لا يكون فيها ممرضة مرخصة لذلك وهو ما يعني استمرار آلام المرضى وعذابهم من الآلام والانتظار وعدم وجود ممرضات مرخصات لذلك وعدد كاف منهن ليس مشكلة المريض».

على سياق مُتصل قالت زوجة أحد مرضى السكلر «يرقد زوجي في المجمع منذ قرابة التسعة أيام وهو في حالة سيئة وتُبارحه آلام شديدة، ولا يوجد في الجناح - بحسبها - من يوافق على وضع المغذي له، وأضافت «كلما يأتي أحد الأطباء ونطلب منه ذلك يقول إن شاء الله ويذهب، وعندما اطلعنا على الملف الصحي تفاجأنا بأنه مكتوب لزوجي فيه «عدم وضع المغذي للمريض»، وفي المقابل تزداد حالة زوجي سوءا كل يوم ولا ندري ماذا نفعل».

إلى ذلك، أفاد والد إحدى مريضات السكلر بأن استشاري المخ والأعصاب الذي تم تحويل ابنته المريضة بالسكلر عليه لعلاجها في المستشفى لم يعاينها وهي في حالة سيئة جراء استمرار التشنج وآلام الرأس ورعاف الأنف وهو ما يسبب لها الإغماء من فترة لأخرى وهو ما دعاه إلى تقديم شكوى في مكتب شكاوى المرضى حوله وأخذه إجازة يوم أمس لمتابعة علاج ابنته التي تزداد حالتها سوءا يوما بعد آخر.

وأوضح والد المريضة «لم يعاينها طبيب المخ والأعصاب لأنه في الإجازة الأسبوعية ولم يكن من هذا التخصص من يناوب في الإجازة، وحالة ابنتي لا تستحمل الانتظار وكانت معرضة لأي انتكاس وبعد الرجوع إلى مسئولي المجمع اتصلوا فيه وعلى الرغم من إجراء جميع أنواع الأشعة المطلوبة لها إلا أن ذلك لا يغني عن رؤية طبيب المخ لها وعلاجه إياها، وبعد الشكوى قام أحد المسئولين بالاتصال بالطبيب فقال بأنه مشغول وسيأتي عندما يتمكن من ذلك وهي محولة عليه منذ ثلاثة أيام».

وواصل «اضطررت أن أتصل إلى مكتب الوكيل المساعد لشئون المستشفيات وبعد ساعات قام أحد الأطباء التابعين للاستشاري المعني بمعاينة ابنتي، مرضى السكلر بحاجة إلى متابعة دقيقة؛ لأنهم معرضون للانتكاس في أية لحظة، فلماذا يُعرض الأطباء المرضى للانتكاس وهم أدرى بطبيعة المرض الحرجة والمخاطر المحتملة في أية لحظة؟».