أعلن الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السيد سلمان المحفوظ في بيان أمس عن خطوات مقبلة للاتحاد في حراك لقمة العيش. ونوه باستشعار الاتحاد مبكرا خطورة رفع الدعم عن السلع الأساسية وهو ما حدا به لإصدار بيانه غداة ظهور أنباء رفع الدعم عن المحروقات.

وأشار المحفوظ إلى ما يقوله المراقبون عن مبلغ يقدر بنحو مئتي مليون دينار هو حجم الدعم الحكومي السنوي للسلع الأساسية ستوفر منه الحكومة مئة مليون دينار برفع الدعم، قائلا «إن هذا الدعم حتى الآن وفر للدولة استقرارا اجتماعيا نسبيا إلى حد كبير وعائدات هذا الدعم السياسية والاجتماعية أكبر بكثير من حجمه، فكيف تغامر الدولة بفقدان هذا الاستقرار؟».

وأضاف «نعتقد أن عاهل البلاد الذي وعدنا في كلماته السامية بأجمل الأيام لن يقبل أن يعاد النظر في سياسة الدعم إلا باتجاه المزيد من الحماية لا التقليص منها حفاظا على المواطن وأسرته وراحته في وطنه»، مشيرا إلى أن «مكافحة الفساد ووقف هدر المال العام كفيلان وحدهما بتوفير أكثر من مئة مليون دينار».

وأردف المحفوظ «في ظل الأزمات المالية كان المنتظر زيادة محتويات سلة السلع الأساسية لتضم منتجات أخرى كالسكر والرز بدلا من اقتصارها حاليا على اللحوم والدجاج والطحين والمحروقات وخدمات الكهرباء، لكن الحكومة تفاجئنا بدراسة رفع الدعم، فهل تسير السياسة الاقتصادية بالاتجاه المعاكس؟». وقال «سيكون لمسيرة مايو هذا العام التي سنبدأ الإعداد لها مبكرا طعم مختلف هو طعم لقمة العيش التي يراد انتزاعها من فم الطبقات الفقيرة».وذكّر الأمين العام ببيان الاتحاد العام الذي حذر فيه من إثقال كاهل المواطن محدود الدخل بالمزيد من الأعباء. وقال «مما زاد توجسنا أن الجلسة الأخيرة لمجلس النواب جاءت بعكس ما نتوقع، حيث عبرت الحكومة عن إصرارها على المضي في طريق رفع الدعم أو في أحسن الأحوال عدم الوضوح نفيا أو إثباتا بشأن هذا الملف الذي لا يحتمل سياسة بالونات الاختبار».

وشكر الأمين العام النواب ومنظمات المجتمع المدني السياسية والمهنية التي شاركت الاتحاد العام استشعارها لخطر رفع الدعم، ونوّه بأن «ثمة خطوات مقبلة سنناقشها على طاولة الأمانة العامة ونعلن عنها في حينها قريبا باتجاه إنشاء حائط صد مجتمعي بالتعاون مع مؤسسات المجتمع لمقاومة سياسة تهميش الطبقات الفقيرة من خلال رفع الدعم لندعو أكثر فأكثر إلى الاقتصاد التدخلي الذي تمارس فيه الدولة دورها الكامل غير المنقوص في حماية السلع الأساسية ودعم الفقراء، ونحن واثقون من تناغم منظمات المجتمع مع رؤيتنا لمعالجة هذا الملف».