قالت مديرة إدارة الصحة العامة خيرية موسى، إن قسم التغذية بإدارة الصحة العامة بصدد افتتاح العيادة الثالثة للتغذية بمركز حمد كانو الصحي، وذلك يوم غد (الاثنين).
وأضافت موسى، في بيان صحافي أمس، أن «هذه المبادرة تأتي بناء على المعطيات الموجودة بشأن انتشار المشاكل الصحية المرتبطة بالغذاء مثل أمراض القلب والسمنة ومن ثم ارتفاع ضغط الدم والسكري وفقر الدم والسرطان وغيرها، وهذه الخطوات الرامية تترجم مشوار وزارة الصحة المتواصل لمكافحة السمنة».
وبيَّنت مديرة إدارة الصحة العامة أن الحديث في السابق كان عن أمراض القلب والسمنة يختصر على البالغين أو الكبار، بيد أن الدراسات الحديثة أكدت أهمية مراقبة ومتابعة الصغار أيضا بسبب تزايد هذه المشاكل عندهم وظهورها في سن مبكرة عن ذي قبل، مشيرة إلى أن هذه الأمراض تؤثر على التطور البشري من الناحية الصحية والنفسية إلى جانب كونها تقلل من الإنتاجية في العلم والعمل، ما يشكل عبئا إضافيا على موازانة الدولة.
وأكدت أن «هذا الأمر يجعلنا نتابع الإحصاءات الموثقة بحسب الأجهزة الرسمية في البحرين وبحسب نتائج الدراسات، وذلك في محاولة لمعرفة مكمن الخطورة ومعالجة الأسباب وليس النتائج فقط».
وقالت موسى: «تبين لنا من متابعة أسباب الوفاة أن أمراض الجهاز الدوري كانت ومازالت على رأس قائمة أعلى عشرة أسباب للوفاة وذلك منذ العام 1996 إلى الآن، وأن أمراض الغدد الصماء والتغذية كانت السابعة في العام 1996، ولكنها بلغت الثانية (ضمن الأمراض المصنفة) في العام 2007، كما تبين من نتائج دراسات قسم التغذية أن نسبة زيادة الوزن والسمنة للبالغين قد بلغت 60 في المئة، بينما بلغت 25.5 في المئة عند طالبات المدارس و21.4 في المئة عند الطلبة (من 6 إلى 18 سنة)».
وذكرت أن استهلاك الدهون المشبعة أعلى من الكميات المناسبة لطلبة وطالبات المدارس، وأن نسبة ارتفاع الكوليسترول بلغت 27.6 في المئة عند الطالبات مقارنة بـ 17 في المئة عند الطلبة.
من جهة أخرى، تبين أن 46.5 في المئة من البالغين (19 سنة فما فوق) يتناولون اللحوم الحمراء أو منتجاتها 4 مرات في الأسبوع، ما يفسر ارتفاع نسبة البروتين المستهلك والذي بلغ 238.7 في المئة مقارنة بالاحتياجات اليومية التي يوصي بها خبراء التغذية في المملكة المتحدة.
وقد تم اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من انتشار هذه المشاكل، ذكرت منها موسى على سبيل المثال العيادات الخاصة بمتابعة حالات السمنة في البلاد والتي بدأت أولها في مركز بنك البحرين الوطني بعراد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2007.
ووقالت إنه تم تنسيق العمل بحيث تفتح العيادة لاستقبال المراجعين يوما واحدا في الأسبوع، إذ يتم من خلالها تقييم حالات السمنة ومتابعتها من جميع الجوانب، وذلك بفريق عمل مكون من طبيبة عائلة وممرضة واختصاصية تغذية.
يذكر أن عدد مراجعي هذه العيادة في تزايد مستمر منذ افتتاحها إلى اليوم، وأن المواعيد الممكنة أقربها بعد شهرين. وقد أظهر التقييم الذي أجري لمعرفة نسبة ارتفاع الكوليسترول لدى المراجعين (في الفترة من مايو/ أيار 2008 إلى مايو 2009) أن 48 في المئة من الرجال يعانون من هذه المشكلة الصحية مقارنة بـ 34 في المئة من النساء، وتزايدت أعداد المراجعين، ما حدا بالمسئولين في الوزارة لتشجيع ودعم فتح عيادات مشابهة في مراكز صحية أخرى، لذلك تم ذلك فعليا في مركز الدير الصحي حيث تم افتتاح العيادة منذ شهر سبتمبر/ أيلول 2009.
ونوهت موسى، كما نقل عنها بيان «الصحة»، إلى أن هذه الجهود «لا تجدي نفعا إذا لم يتخذ العامة جزءا من الحمل، وذلك بتغير بعض أنماط الحياة واختيار الأساليب الصحية للعيش بأفضل صورة ممكنة».
وأضافت أن «من أهم الأساليب التي يجب تبنيها أن يعتاد المرء على الحركة اليومية أو زيادة النشاط البدني إلى جانب اختيار الأغذية الصحية والتي بات من المؤكد أن أهمها الخضراوات والفواكه والحبوب والألبان ومنتجاتها القليلة الدسم واللحوم ومنتجاتها القليلة الدهون أيضا، وهنا نتطرق لأمر آخر لا يقل أهمية عما قبله وهو أن اللحوم أنواع كثيرة أفضلها اللحوم البيضاء والتي نعني بها الأسماك والطيور (الدجاج)، وأن الأسماك أفضل من الدجاج أيضا وذلك لكونها تحوي كميات أقل من الدهون ولكون الدهون التي تحتويها من نوعية أفضل من تلك الموجودة في الدجاج أو اللحوم الحمراء».
ونقلت عن خبراء التغذية قولهم إن تناول الأسماك مرتين إلى أربع مرات في الأسبوع يعد صحيا مع مراعاة تقليل الدهون المضافة عند إعدادها، وأن تناول الدجاج واللحوم الحمراء ممكن أن يقتصر على مرة أو مرتين أسبوعيا وذلك لتقليل الكوليسترول وغيره من المشاكل التغذوية المرتبطة به وبالإمكان استبدالها بالبقوليات ذات القيمة الغذائية العالية من ناحية البروتين والألياف والفيتامينات».
وكان خبراء البيئة والأغذية في منظمة الأغذية والزراعة أفادوا بأن خفض استهلاك اللحوم بنسبة 30 في المئة يفيد الصحة ويحمي كوكب الأرض، لأنه يقلل من انبعاث الكربون.
وأفاد العلماء أن خفض 30 في المئة من امتصاص الدهون المشبعة من مصدر حيواني لدى البالغين في بريطانيا سيخفض عدد الوفيات المبكرة من أمراض القلب بنحو 17 في المئة، أي ما يعادل تجنب 18 ألف حالة وفاة مبكرة في عام
العدد 2690 - الأحد 17 يناير 2010م الموافق 02 صفر 1431هـ