أحرز السائق الاسكتلندي ديفيد كولتهارد (ماكلارين مرسيدس) المركز الأول في جائزة فرنسا الكبرى، المرحلة التاسعة من بطولة العالم لسباقات سيارات «فورمولا 1». على حلبة مانيي كور.

وقطع كولتهارد السباق المؤلف من 72 لفة بزمن 538,05,38,1 ساعة بمعدل سرعة وسطي 187,100 كلم/ساعة.

وحل الفنلندي ميكا هاكينن (ماكلارين مرسيدس) حامل اللقب في العامين الماضيين ثانيا والبرازيلي روبنز باريتشيللو (فيراري) ثالثا.

وخرج الألماني مايكل شوماخر (فيراري) من السباق من اللفة 61 لكنه احتفظ بصدارة بطولة العالم برصيد 56 نقطة أمام كولتهارد الثاني الذي رفع رصيده إلى 44 نقطة وهاكينن الثالث برصيد 38 نقطة فيما بقي باريتشيللو رابعا برصيد 32 نقطة.

وفشل شوماخر في معادلة رقم البرازيلي الراحل ايرتون سينا في عدد الانتصارات في عالم «الفورمولا 1» وهو 41 فبقي على رصيده السابق بـ 40 فوزا.

كانت البداية مثالية بالنسبة إلى سائقي فيراري إذ قفز باريتشيللو الذي كان ثالثا على خط الانطلاق مباشرة إلى المركز الثاني خلف شوماخر مستغلا مضايقة الأخير لكولتهارد الذي تراجع إلى المركز الثالث.

وتكرر سيناريو السباق الماضي قبل أسبوعين على حلبة جيل فيلنوف في كندا عندما بدأ باريتشيللو عملية حجز سائقي ماكلارين وهذه المرة مع كولتهارد فيما كان شوماخر يسجل أسرع الأوقات في اللفات الأولى ويبتعد بسرعة في الصدارة.

وكان الهدوء عنوانا للفات العشر الأولى التي لم تشهد أية محاولة تجاوز بين سائقي المقدمة وتحديدا بين سائقي فيراري وماكلارين حتى ان شوماخر ابتعد بفارق نحو 5 ثوان عن زميله باريتشيللو الذي لم يواجه أي ضغط من كولتهارد.

وبدأ كولتهارد حملته على باريتشيللو بجدية منذ اللفة 16 قبل ان تفلت الأمور من أيدي فريقه مجددا كما حصل في كندا خصوصا انه كان يريد تعويض الخطأ الذي ارتكبه عند الانطلاق واستعادة إلى المركز الثاني من البرازيلي، وصمد الأخير في البداية لكن ليس لفترة طويلة لان الاسكتلندي صمم على تجاوزه ونجح في ذلك في اللفة 22 لتبدأ مطاردة أخرى بينه وبين شوماخر على المركز الأول.

وكانت سياسة ماكلارين وفيراري في هذا السباق تقضي بتوقف سياراتيهما مرتين في المرآب، فدخل هاكينن أولا في اللفة 23 وتبعه شوماخر في اللفة 24 فذهبت صدارة السباق إلى كولتهارد للفة واحدة قبل ان يدخل في الوقت ذاته مع باريتشيللو، لتعود الصدارة إلى ما كانت عليه قبل التوقف لكن مع تقدم هاكينن إلى المركز الثالث بدلا من البرازيلي.

وكما حصل منذ انطلاق بطولة العالم هذا الموسم كان سائقو فيراري وماكلارين يغردون خارج السرب فيما يتسابق الآخرون على المراكز الأخرى باستثناء الحالات التي كانت تؤدي إلى خروج احدهم.

وضغط كولتهارد هذه المرة على شوماخر الذي خفت سرعته نسبيا لأنه كان يواجه السائقين المتأخرين حتى تقلص الفارق من نحو 5 ثوان إلى اقل من ثانيتين ثم إلى أعشار من الثانية ليدخل السباق في أكثر فتراته إثارة بين المتصدرين وصاحبي المركزين الأولين أيضا في ترتيب بطولة العالم.

ولم ييأس كولتهارد حتى حقق ما أراده وتجاوز شوماخر في اللفة 40 منتزعا منه المركز الأول، وحاول سائق ماكلارين الثاني هاكينن ان يستغل ارتباك الألماني بتجاوزه من دون ان ينجح.

ودخل هاكينن وشوماخر ثانية إلى المرآب ثم جاء دور باريتشيللو لكنه مكث طويلا (نحو 16 ثانية) وخرجوا جميعهم في مراكزهم الثاني والثالث والرابع على التوالي، لكن الساحة خلت للحظات أمام كولتهارد لزيادة الفارق قبل فترة التوقف الثانية له وهذا ما فعله حيث دخل بدوره وخرج في المركز الأول أمام شوماخر، فبقي الوضع على حاله وسط تصميم كبير من كل من سائقي الفريقين على الحلبة ومن المسئولين عنهما تكتيكيا خارجها.

وابتعد كولتهارد عن شوماخر بفارق بلغ نحو 8 ثوان في اللفات العشرين الأخيرة حتى انه بدأ يواجه تحديا جديدا من هاكينن الذي كان يضيق الخناق عليه، وسهل الألماني مهمته عندما تباطأ بشكل مفاجىء على احد المنعطفات ليتجاوزه الفنلندي بسرعة البرق في اللفة 61، لكن تبين بعد أمتار قليلة ان شيئا ما حصل في سيارة شوماخر أدى إلى خروجه مباشرة من السباق بعدما كان متصدرا له في البداية.

وتابع ثنائي ماكلارين اللفات المتبقية من السباق من دون اي ضغوط ليضيق الخناق على سائقي فيراري وتحديدا على شوماخر في ترتيب بطولة العالم