كل مدربي العالم يتعاملون مع اللاعبين بحسب قدرتهم الفيزيولوجية وليس بحسب بطاقتهم الشخصية وبحسب أعمارهم.
ونجد الكثير من اللاعبين النجوم بحسب بطولة الخليج الحالية يمكن اعتبارهم بحسب بطاقتهم الشخصية كبارا في السن، ولكن عطاءهم الرائع وجهدهم مع فرقهم كبير وسخي ومتميز.
ونجد في منتخب البحرين أكبر لاعب في الدورة هو فيصل عبدالعزيز من مواليد 1968 وفي منتخب قطر مبارك مصطفى من مواليد 1970 ويوسف آدم من مواليد 1972 كما نجد في منتخب الكويت فواز بخيت من مواليد 1969 وفي عمان سليمان المزروعي من مواليد 1972 وفي الإمارات جمعة خاطر من مواليد 1976 وفي السعودية خميس العويران من مواليد ,,1973. وجميعهم يعتبرون من اللبنات الأساسية في منتخباتهم بل ان بعضهم مثل القطري يوسف آدم وحتى الآن يعتبر أفضل ليبيرو في الدورة وأيضا البحريني فيصل عبدالعزيز الذي يقدم كل ما يمكن ان يقدمه أي لاعب متميز في العالم.
ولست أدري لماذا استبعد الطاقم التدريبي السعودي لاعبا بحجم المبدع سامي الجابر؟!
ولن أذكر الكثير من المبررات الهلامية، ولكني سأطرح سؤالا واحدا أرجو من كل عشاق الأخضر الإجابة عليه: كيف نتصور المنتخب السعودي الذي ينافس حاليا بالكويت يلعب بقائد مايسترو في حجم سامي الجابر؟ ماذا سيحدث لمنتخب السعودية؟
طرحت هذا السؤال على بعض الزملاء في الكويت، إذ أجاب أحدهم: لن يتعادل السعودية مع قطر... وقال آخر: سنفوز على المنتخبات بالثلاثة والخمسة، فحسب المستويات الموجودة حاليا بالدورة فإنه لا وجود لنجم في أي منتخب في حجم ابداع وخبرة وروعة سامي الجابر.
سأقلب المعادلة، وسأسأل الجميع: هل سيكون عطاء الشاب الإماراتي إسماعيل مطر بعد 10 او 12 سنة هو عطاؤه حاليا وعمره 20 سنة؟ وهل عندما يصبح إسماعيل مطر ناضجا وصاحب خبرة وذكاء تكتيكي رفيع وعمره 32 او 34 سنة؟ نقول له لا نريدك لأنك شخت ونحن نجدد ونشبب الفريق!
بحسب خبرتي لم أجد أي مدرب تعاقد عربيا إلا ويقول لابد من تشبيب الفريق ويبعد العناصر القديمة سواء كانت متوسطة او في قمة عطائها، وهو يفعل ذلك فقط من أجل ان يقولوا إنه مدرب يجدد، وجاء بعقلية جديدة وسيغير الفريق رأسا على عقب، وتكون النتيجة انه لا يغير رأسا ولا يغير عقبا.
انني لا أعتقد ان أحدا يناقش كفاءة المدرب العالمي الفرنسي فيليب تروسيه الذي اعتمد على مبارك مصطفى 34 سنة في أخطر مركز (قلب الهجوم). ولا المدرب الكرواتي مدرب البحرين الذي اعتمد على أكبر لاعب في الدورة سنا فيصل عبدالعزيز 36 سنة!
وصدقوني لن يندم مدرب السعودية على انه لم يختر سامي الجابر عندما لا يفوز باللقب ولكن الذين ستأكلهم الحسرة هم عشاق الأخضر لأن سامي ابنهم ودمهم ولحمهم، أما فاندرليم فهو لن يستطيع ان يهمش لاعبا هولنديا حتى لو كان عمره مئة سنة
العدد 483 - الخميس 01 يناير 2004م الموافق 08 ذي القعدة 1424هـ