بداية نتوجه بالشكر إلى كاتب المقال المنشور في صحيفتكم، العدد 2691 يوم الإثنين 18 يناير/ كانون الثاني 2010 م على ملاحظاته القيمة ونود أن نرفق رد الجهات المعنية بوزارة الصحة حول هذا الموضوع كالآتي:

كاظم الحلواجي

منسق برنامج مكافحة التبغ بوزارة الصحة

هذه فرصة من الفرص التي نود أن نصل بها إلى عامة الناس لمناقشة هذه الآفة الضارة، فنحن نشجع الحديث عن التبغ لكي يكون حديث الساعة وهو فعلا حديث الساعة، وكل التساؤلات التي طرحت في المقال مشروعة ويتم تداولها بشفافية في الاجتماعات الدولية والإقليمية والمحلية وهو كما تعلمون موضوع متشعب وله أبعاد عالمية واستفحاله تسهله عوامل معقدة شتى لها آثار عابرة للحدود منها تحرير التجارة والاستثمارات الأجنبية المباشرة وما يتبعها من تسويق عالمي والإعلان والترويج عبر الحدود ورعاية الأنشطة الرياضية والفنية وتجارة تهريب التبغ والتبغ المغشوش وغيرها من المواضيع ذات الصلة.

نورد بعض الحقائق التالية:

أولا فيما يخص العيادة:

إن مادة النيكوتين هي من أشد المواد إدمانا ناهيك عن أن 80 في المئة من المدخنين الحاليين قد بدأوا التدخين في سن أقل من 18 سنة كما أن التدخين له صفة القبول اجتماعيا وفي متناول اليد، كل هذه العوامل وبالإضافة إلى الترويج ساعدت على شدة الإدمان، ولذلك يحتاج المدخن إلى فترة تتراوح بين أشهر إلى سنوات لكي يكون مقتنعا ومستعدا للإقلاع.

يعتبر التدخين الآن أحد الأمراض المزمنة، والنيكوتين عنصر خطورة في أمراض عديدة وخطيرة، والمدخن لا يعتقد بالإدمان على النيكوتين ولا بكونه مرضا يحتاج للمعالجة أحيانا، فالكثير يعرف عن وجود العيادة ولكنه يتردد بطلب المساعدة إلى حين يحدث الضرر.

العنصر الأساسي في التوقف عن التدخين هو الإرادة والاقتناع والأدوية من بدائل النيكوتين وغيرها، ومن التي لا تحتوي على النيكوتين ما هي إلا وسائل مساعدة.

هناك ما يقارب من 8 في المئة من المدخنين يتوقفون عن التدخين دون الاستعانة بالعيادة.

عيادة الإقلاع عن التدخين لا تعمل يوميا، وقد ابتدأت عملها بواقع يوم واحد في الأسبوع لمدة سنتين ثم أمتد العمل إلى 4 أيام 3 منها في الفترة المسائية على أن تفتح عيادات أخرى حسب الإقبال عليها.

تم تزويد العيادة ببعض الأدوية المذكورة أعلاه مثل بدائل النكوتين واللصقات وحديثا أضيف (الزايبان) Zyban و(الجامبيكس) Campix نعم بكميات قليلة ولكن يمكن قياس الكميات المطلوبة مستقبلا بناء على معدل الاستهلاك وهذه المواد الأكثر استخداما في بريطانيا (بالمشاهدة).

بعد تحليل البيانات من مجموع ما حضروا في أول سنتين فإن 35 في المئة من المدخنين لم يحتاجوا إلى أية وسيلة مساعدة، فقط جلسة إرشادية. نسبة الإقلاع مقدرة بـ 25 في المئة، وفي أحسن العيادات عالميا قد تصل إلى 32 في المئة.

ثانيا فيما يخص الإجراءات أو التدابير الأخرى:

إن صدور القانون الجديد نفسه يعتبر إنجازا كبيرا يصب في تنفيذ بنود الاتفاقية ونحن نفخر بوجود جمعية مكافحة التدخين منذ العام 1979 في البحرين.

وهناك عدة تدابير تهدف إلى الحد من طلب التبغ وأخرى للحد من عرضها ثم تنفيذها والأمثلة على ذلك كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر: فرض الضريبة الجمركية، والإعفاء الضريبي لمنتجات التبغ في السوق الحرة والذي شكلت لجنة لدراسته والحماية من التعرض لدخان التبغ وهو الموضوع الذي تم طرحه في المقال، وتنظيم محتويات منتجات التبغ وتنظيم الكشف عليه والتغليف والتوسيم والذي تعمل دول مجلس التعاون الآن على إقرار صيغة جديدة من التغليف بوضع التحذيرات المصورة على علب السجائر، والتثقيف الصحي والتدريب وتوعية الجمهور. وفي الحقيقة فإن الفعاليات الخاصة بهذا الموضوع لم تتوقف والتعاون بين وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمكافحة التدخين والتبغ وجمعية مكافحة التدخين - البحرين ووزارة التربية والتعليم متواصل بما في ذلك مراجعة المنهج الدراسي وتنفيذ برنامج (تدريب المشرفين على التعامل مع الطلبة المدخنين) و(مشروع كيف تقول لا للتدخين) لطلبة المرحلة الابتدائية و(المرأة تقول لا للتدخين).

وكذلك موضوع الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته حيث تم منع الإعلان منعا باتّا في مملكة البحرين بعد أن كان القانون القديم يسمح بذلك، والتدابير الرامية إلى الحد من الطلب فيما يتعلق بالاعتماد على التبغ والإقلاع عنه، وهذا ما ذكرناه أعلاه بشأن عيادة الإقلاع عن التدخين، وأما ما يخص الحد من العرض فهناك الاتجار غير المشروع في التبغ والمعنية به حقيقة عدة جهات كالداخلية والجمارك والتجارة والمالية والعدل والصحة، وموضوع المبيعات التي تستهدف القصر والمبيعات بواسطة القصر وتقديم الدعم للأنشطة البديلة ذات الجدوى الاقتصادية. وبالرغم من كل هذه الجهود فالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية يقر بتزايد استهلاك التبغ بين الشباب في دول الإقليم بنسبة 25 في المئة.

لقد تم تسليم أول تقرير لمنظمة الصحة العالمية بعد مرور سنتين على توقيع الاتفاقية موثقا بالوثائق الدالة على ما تم إنجازه وهناك الكثير أيضا نطمح إلى إنجازه بالتعاون مع الوزارات المعنية الأخرى.

ولا ننسى أن للأفراد في المجتمع، في العمل وفي أماكن التجمعات وأماكن الترفيه والطرقات وفي البيت دورا كبيرا في الوقاية من هذه الآفة وذلك من أجل حماية الصغار من تزايد مظهر التدخين في المجتمع. نأمل أن نكون قد سلطنا الضوء على أهم ما يتعلق بموضوع استخدام التبغ.

إدارة العلاقات العامة والدولية