العدد 2695 - الخميس 21 يناير 2010م الموافق 06 صفر 1431هـ

78 ألف مراجع لمراكز علاج السكري بالرياض في عام

معظم حالات الإصابة بالسكري تشخص بالصدفة والسمنة السبب الرئيسي

كشف التقرير الإحصائي لوزارة الصحة أن عدد زيارات المراجعين لعيادات السكري بمستشفيات الصحة للعام 1429هـ بلغ 424968 في 20 مركزا لعلاج السكري في جميع مناطق المملكة.

وأشار التقرير إلى أن عدد المراجعين لمراكز علاج السكري في المملكة حسب الجنس «الذكور» بلغ «188079» و«الإناث» بلغ «236889»، في حين بلغ عدد السعوديين المصابين «40415» وغير السعوديين «20813»، فيما احتلت منطقة الرياض الصدارة في عدد الزيارات بواقع «77857»، تلتها منطقة القصيم بواقع «46898» حالة. ثم المدينة المنورة بواقع «41606» حالة. ثم عسير «37572» حالة. ثم منطقة مكة المكرمة بواقع «32795» حالة. ثم محافظة جدة بـ«25116» حالة. فيما سجلت القنفذة أقل الإصابات بـ «794» حالة، وبيّن التقرير أن مستشفيات وزارة الصحة أجرت عملية بتر لمصابين بغرغرينا «السكر» في العام 1429هـ لـ«652» حالة.

وأوضح استشاري أمراض الباطنة والغدد الصماء أشرف شعبان أن أحدث التقارير الإحصائية تكشف أن واحدا من بين كل أربعة أشخاص بعد سن الأربعين في السعودية مصاب بهذا الداء، ما يعني أن أكثر من 25 في المئة من سكان المملكة بعد سن الأربعين مصابون بالمرض.

وأعلن شعبان أن معظم الحالات المشخصة حديثا تشخص بالصدفة أو متأخرة عن الميعاد الفعلي لحدوث المرض لفترة تمتد إلى سنوات، مشيرا إلى أن السمنة السبب الرئيسي للإصابة بداء السكري، وأن من بين كل أربعة أشخاص مصابين بداء السكرى نجد ثلاثة منهم مصابين بالسمنة، وأن الإصابة بهذا الداء تأتي نتيجة تآلف عنصرين مع بعضهما، هما العوامل الوراثية التي تهيئ لتعرض المريض للإصابة بالسكري، وتتضافر مع العوامل البيئة، مثل السمنة، ومحدودية الحركة، وقلة النشاط الجسماني، وطبيعة الأطعمة المتناولة، والإسراف في تناول السكريات، وهي جميعها تجعل الإنسان ذا الاستعداد الوراثي أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من غيره.

وتابع أن «السكري من الأمراض المزمنة التي تحدث دون الشعور ببعض أعراضها في المرحلة المبكرة، أو تظهر بعض الأعراض التي قد يفسرها المريض على أنها أعراض طبيعية، وهذا من أبرز أسباب في تأخر اكتشاف المرض عند كثير من الحالات»، مشيرا إلى أنه يمكن تجنب شدة مضاعفات هذا المرض في حال كان التشخيص مبكرا.

ونبه شعبان إلى أن السكري ليس مرضا واحدا، وإنما مجموعة أمراض تطال جميع أجهزة الجسم الحيوية، مثل العين، والقلب، و يسبب ارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي، والضعف الجنسي، وهشاشة العظام، والتهاب الأعصاب، وضعف المناعة، والإصابة بالسرطان، حيث توجد دراسة علمية تشير إلى وجود علاقة بين الإصابة بداء السكري والاستعداد للإصابة بمرض السرطان.

من جهة أخرى كشف المدير التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب توفيق خوجة أن داء السكري يصيب حاليا 246 مليون شخص في العالم، ويتوقع أن يؤثر على 380 مليون بحلول عام 2025م، وأشار إلى أن السكري هو رابع سبب الوفيات في العالم، وأن 50 في المئة على الأقل من جميع الناس المصابين بمرض السكري غير مدركين لحالتهم، وأن ما يصل إلى 80 في المئة من داء السكري من النوع الثاني يمكن الوقاية منه عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني.

وأشار خوجة إلى أن الدراسات الوبائية أثبتت أن المملكة العربية السعودية ارتفعت فيها نسبة الإصابة من 2.2 في المئة في منتصف السبعينيات إلى 4.9 في المئة بعد عشر سنوات لتصل إلى 12.3 في المئة في منتصف التسعينيات، في حين وصلت إلى 24 في المئة في العام 2004م، وفي الإمارات العربية المتحدة 19.6 في المئة وفي البحرين 30 في المئة ممن هم فوق سن الأربعين، وفي الكويت 22.4 في المئة وفي سلطنة عُمان 12 في المئة...

وأضاف أن الأمر يزيد تأكيدا مع إحصائية الاتحاد الدولي للسكري والتي وضعت خمسا من دول مجلس التعاون وهي: «الإمارات، والسعودية، والبحرين، والكويت، سلطنة عُمان» في مقدمة أعلى عشر دول انتشارا للمرض العام 2007م، وقدرت ارتفاع معدلات الإصابة واستمرار وجودها ضمن هذه الإحصائية المحايدة حتى العام 2025م.

وقال خوجة إن دراسة حديثة أجريت بمدينة الرياض أوضحت أن 32 في المئة من المرضى المنومين بالمستشفيات مصابون بالسكري، وقد أدخلوا إلى المستشفيات إما لأسباب تخص السكري أو لمشاكل صحية ذات علاقة به. كما أن معدلات مضاعفات السكري ومن خلال الدراسات المبدئية تؤكد تفاقم المشكلة.

وأشار إلى أن من العوامل التي ساعدت في زيادة معدلات الانتشار لداء السكري النمو السكاني وتشيخ السكان، وزيادة عدد المرضى الذين يتم تشخيصهم نتيجة الاهتمام المتزايد بذلك المرض، مبينا أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذا الوباء فإن أكثر من 333 مليونا أو (6.3 في المئة) من السكان على مستوى العالم سيصابون بهذا المرض بحلول العام 2025م ، وكل ذلك سيؤدي إلى العبء الكبير على تكاليف الرعاية الصحية حيث وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية سيكون عدد المصابين بالمرض نحو 370 مليونا بحلول العام 2030م. مما سيكلف ما بين 213 - 396 مليار دولار بحلول العام 2025م ، مما سيلتهم نحو 40 في المئة من الميزانيات الصحية للدول.

وأكد خوجة أن السكري يُعد من الأمراض الأكثر تكلفة سواء التكلفة المباشرة التي تقدر بنحو 6 في المئة من الميزانية الكلية في الدول المتقدمة اقتصاديا، وتصل هذه التكاليف إلى 60 مليار دولار أميركي في أميركا، و 16.94 مليار دولار في اليابان، و10.67 مليارات دولار في ألمانيا، وكذلك التكاليف غير المباشرة من جراء فقد عائل الأسرة والأشخاص المنتجين فيها والوقت المفقود وتأثير ذلك على الإنتاج.

العدد 2695 - الخميس 21 يناير 2010م الموافق 06 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً