ستكون الأندية أكثر حذرا بشأن تعيين أسماء كبيرة لا تتمتع بالخبرة الكافية كمدربين بعد ان بات مدرب يوفنتوس الايطالي تشيرو فيرارا احدث مدرب صاعد يقال من منصبه أمس الأول (الجمعة).
ويعد مدرب برشلونة بيب غوارديولا استثناء نادرا في هذا السياق بعد ان حقق نجاحات ضخمة في أولى مهامه التدريبية مع فريق كبير إذ قاد النادي الكاتالوني إلى تحقيق ستة ألقاب العام الماضي من بينها دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ويعد انجازه واحدا من الأسباب التي دفعت يوفنتوس للإعلان عن تعيين المدافع السابق فيرارا مدربا للفريق عقب إقالة كلاوديو رانييري المفاجئة من منصبه في مايو/ أيار الماضي.
وكانت بداية المدرب البالغ من العمر 42 عاما الذي عمل فقط كمدرب للناشئين في يوفنتوس ومساعدا لمدرب منتخب ايطاليا مارشيلو ليبي جيدة إلا انه وبعد إن ساءت النتائج فشل الفريق في التفاعل مع أي من اقتراحاته الفنية أو التحفيزية.
وكتب الناقد الايطالي المعروف ماريو سكونتشيرتي في صحيفة كورييري ديلا سيرا يقول: «لا يعرف فيرارا كيفية إدارة مجموعة. يحتاج يوفنتوس إلى إعادة بناء» معترفا بان اللاعبين الجدد الذين لم يظهروا بمستوى جيد أمثال دييغو إضافة إلى سيل الإصابات الذي هاجم لاعبي الفريق لم تأت في صالح المدرب.
وودع يوفنتوس منافسات دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات عقب هزيمته المحرجة على أرضه 4/1 أمام بايرن ميونيخ قبل أن يتعرض لسلسلة من خمس هزائم خلال ست مباريات خاضها في دوري الدرجة الأولى الايطالي.
وكانت هزيمة يوفنتوس في دور الثمانية لكأس ايطاليا أمام إنتر ميلان يوم الخميس بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير» بالنسبة لمسئولي يوفنتوس الذين حاولوا منح فيرارا مزيدا من الوقت لتغيير الأوضاع ولإثبات صحة قرارهم في الاعتماد على مدرب لا يمتلك الخبرة.
وميلان هو ناد ايطالي آخر أيد تولي مدرب شاب قيادة الفريق هذا الموسم.
وعمل البرازيلي ليوناردو الذي يتحدث خمس لغات بطلاقة مديرا غير متفرغ في ميلان إلا انه اختير ليحل بديلا لكارلو انشيلوتي بعد إن رحل المدرب الايطالي إلى انجلترا لتدريب فريق تشلسي.
وكان اختيار سيلفيو برلسكوني مالك نادي ميلان معتمدا على الشق المالي إلى حد ما إذ كان ليوناردو بالفعل على قوة النادي كما لم يرغب رئيس وزراء ايطاليا برلسكوني في البحث عن مدرب صاحب خبرة يكلف خزينة النادي الكثير بالنظر إلى انه قلل من حجم إنفاقه على كرة القدم.
كما لعبت بداية غوارديولا المذهلة في اسبانيا دورا في تعيين ليوناردو إلى جانب الاعتقاد إن اللاعبين الجيدين لا يحتاجون لقدر كبير من التدريبات من اجل تحقيق الفوز.
إلا أن هذا المخطط أتى بنتائج عكسية في المراحل الأولى من الموسم إذ خسر ميلان على أرضه أمام زيوريخ في دوري أبطال أوروبا في ظل أداء سيء في الدوري الايطالي. ولم يكن ليوناردو يمتلك الخبرة اللازمة لتعديل الأمور كما بدا عاجزا عن إيقاف التردي في نتائج وعروض الفريق.
إلا أن تغييرا يعتقد انه عارض في التشكيل إضافة إلى الضعف العام لدوري الدرجة الأولى الايطالي إلى جانب سرعة التعلم التي يتمتع بها ليوناردو وقدرته على الاستيعاب ساعد فريق ميلان على التحسن بشكل ملحوظ إلا أن الثغرات ظلت كما هي.
وشكلت الهزيمة أمام إنتر ميلان متصدر دوري الدرجة الأولى 2/صفر يوم الأحد الماضي بعد إن لعب إنتر ميلان بتسعة لاعبين مؤشرا آخر على أن ليوناردو ليس في وضع مريح تماما في وظيفته الجديدة.
إلا انه يعتقد أن إدارة ليوناردو لفريق ميلان تعد أفضل من أداء مهاجم منتخب انجلترا السابق ألان شيرر مع معشوقه فريق نيوكاسل يونايتد.
وقد تم استقدام شيرر باعتباره «المنقذ» لانتشال الفريق من الهبوط من الدوري الانجليزي الممتاز إلا انه لم ينجح في تنفيذ المهمة ليهبط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية بالفعل.
كما فشل يورغن كلينسمان وماركو فان باستن بشكل كبير في أولى مهامهما التدريبية على صعيد الأندية مع بايرن ميونيخ الألماني وأياكس أمستردام الهولندي.
وحقق الاثنان نتائج جيدة إلى حد كبير أثناء توليهما تدريب منتخبي ألمانيا وهولندا إلا أن عملهما بشكل يومي على مستوى النادي شكل خبرة مختلفة تماما عن تدريب منتخب وطني.
وربما يكون الاثنان من اللاعبين العظام السابقين إلا أنهما تركا فريقيهما المترنحين خلال اقل من موسم.
وقال فان باستن الذي يتسم بصراحته للصحافيين: «سألت نفسي هل أنا الشخص المناسب بالنسبة لأياكس؟ هل امتلك تأثيرا على اللاعبين؟ هل استطيع تحسين أداء فريقي؟».
وأضاف «وعندما جاءت الإجابة لا على كافة هذه الأسئلة بدا واضحا إن إمكاناتي لا تتلاءم بما يكفي مع ما يطلبه فريق أياكس».
ولم يتوجه بايرن للبحث عن بديل قليل الخبرة أو محبب بالنسبة للجماهير ليحل محل كلينسمان.
واسند الفريق الألماني المهمة بشكل مؤقت إلى المدرب المخضرم يوب هينكس قبل أن يتعاقد مع المدرب السابق لفرق أياكس أمستردام وبرشلونة ومنتخب هولندا وفريق ألكمار الهولندي لويس فان غال صاحب الشخصية القوية.
وقال رئيس نادي بايرن ميونيخ كارل هينز رومنيغه: «نشعر بالسعادة لعثورنا على مدرب صاحب خبرة وناجح مثل هذا» مؤكدا على نقطة إن الاستعانة بكلينسمان كان بمثابة مخاطرة كبيرة.
وسعى يوفنتوس الذي يحتل المركز السادس في جدول دوري الدرجة الأولى الايطالي للبحث عن الخبرة في محاولة لتجنب الخروج من المنافسة على مكان في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وأصبح المدرب السابق لإنتر ميلان وميلان ألبرتو زاكيروني المدرب الجديد للفريق حاليا فيما يتردد اسم مدرب ليفربول الانجليزي رفائيل بينيتيز في وسائل الإعلام باعتباره الخليفة المرتقب على المدى الطويل. ولم يرد ذكر نجوم يوفنتوس السابقين أمثال بافل نيدفيد وزين الدين زيدان على الإطلاق، فاللاعبين الكبار لا يصبحون دوما مدربين كبارا
العدد 2704 - السبت 30 يناير 2010م الموافق 15 صفر 1431هـ