العدد 487 - الإثنين 05 يناير 2004م الموافق 12 ذي القعدة 1424هـ

التفوق السعودي يواجه الحماس العماني في يوم الحسم

هل يلامس الأخضر اللقب في الموقعة المرتقبةفي خليجي 16؟

تقترب دورة كأس الخليج السادسة عشرة في كرة القدم التي تستضيفها الكويت حتى 11 يناير/ كانون الثاني الجاري من مراحلها الأكثر أهمية التي ستحدد الفائز باللقب وستكون مباراة السعودية بطلة النسخة الأخيرة مع عُمان اليوم الثلثاء في الجولة الخامسة مهمة للطرفين في سعي كل منهما لتحقيق هذا الهدف.

وتتصدر السعودية الترتيب برصيد ثماني نقاط من فوزين وتعادلين، مقابل خمس نقاط لعُمان من فوز وتعادلين وخسارة وضعتها في المركز الرابع بفارق الأهداف خلف الكويت.

وكانت السعودية فازت على عُمان 2/صفر في الجولة الرابعة من منافسات «خليجي 15» في الرياض العام الماضي.

قدم المنتخبان مستويات فنية جيدة خصوصا السعودي الذي بات اقرب إلى الاحتفاظ باللقب لأنه سيلتقي في مباراته الأخيرة مع نظيره اليمني المتواضع الذي سبق أن تغلب عليه مرتين بسهولة تامة في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي ستقام في الصين العام الجاري وذلك قبل نحو ثلاثة أشهر.

بدأت السعودية مشوارها بفوز على الإمارات 2/صفر ثم تعادلت مع قطر سلبا قبل أن تتغلب بصعوبة على البحرين 1/صفر، وخاضت أمس الأول مباراة قوية ضد الكويت المضيفة سيطرت فيها على غالبية فتراتها وحصلت على فرص كثيرة للتسجيل اكتفت بترجمة واحدة فقط إلى هدف عبر محمد الشلهوب وكانت قاب قوسين أو أدنى من الخروج بنقاط المباراة الثلاث وضمان اللقب بنسبة كبيرة قبل أن تهتز شباك مبروك زايد بهدف كويتي سجله خالد عبدالقدوس في الثواني الأخيرة.

ومن المتوقع أن تكون المباراة هجومية من الطرفين لأن كلا منهما يبحث عن الفوز، فالسعودية لن ترضى بتعادل ثالث يعلق آمالها بالاحتفاظ باللقب بالجولة الأخيرة التي تلتقي فيها اليمن وتريد الاقتراب أكثر من حسم الأمور اليوم.

وأداء المنتخب السعودي يوازن كثيرا بين الدفاع والهجوم مع ميل إلى التقدم إلى منطقة الخصم أكثر بفعل السيطرة على منطقة العمليات بوجود خط وسط قوي، وعُمان لا تخشى الاندفاع إلى الهجوم بدورها ويجيد منتخبها هذا الدور تماما على حساب الشق الدفاعي ما قد يكلفها غاليا أمام منتخب هو الأقوى في البطولة.

وكان المدرب الهولندي جيرارد فاندرليم منطقيا في تعامله مع مجريات الدورة خصوصا بعد التعادل مع الكويت بقوله: «أعلم تماما أن جميع السعوديين غاضبون من النتيجة لكن ماذا أفعل بالفرص الكثيرة التي ضاعت علينا، فنحن على كل حال مازلنا في صدارة الترتيب إلا أن الجميع ينظر إلى بتعجب وكأننا في ذيل القائمة».

في المقابل، ومع اعتراف التشيكي ميلان ماتشالا مدرب منتخب عُمان الذي تنقل بين أربع دول خليجية هي فضلا عن عُمان، الكويت والسعودية والإمارات، بتدني المستوى الفني للدورة، فان أداء العمانيين كان مقبولا نوعا ما لكنهم إذا اعتمدوا الطريقة ذاتها أمام السعوديين قد يجدون أنفسهم في موقف صعب جدا.

ولايزال العمانيون يعتبرون أن منتخبهم يملك فرصة إحراز اللقب وقال أمين سر الاتحاد فهد الرئيسي: «اللقب لم يحسم بعد ولاتزال الفرصة أمامنا لكن يتعين علينا أولا الفوز بالمباراتين الأخيرتين لنا على السعودية وقطر»، مشيرا إلى أن منتخب عُمان أهدر الكثير من الفرص في هذه الدورة خصوصا في مباراتي قطر واليمن وخسر فيهما أربع نقاط كان يمكن أن تساعده كثيرا في المنافسة على اللقب للمرة الأولى في تاريخه».

تفوق فني

انصف المنتخب السعودي بترشيحه لإحراز اللقب وباعتباره الأفضل والأكثر جهوزية، وفعلا قدم «الأخضر» منذ الجولة الأولى وجها متطورا وكشف انه يشارك من أجل الفوز للمرة الثالثة في تاريخه فكان الطرف الأكثر سيطرة على الكرة وتحكما بالمجريات وحصولا على الفرص في المباريات الأربع التي خاضها، على رغم أن الكثير من لاعبيه يفتقدون الخبرة المطلوبة في المنافسات الخليجية ومنهم المهاجم الجيد ياسر القحطاني وزميله طلال المشعل والمدافع النشيط رضا تكر وغيرهم.

ويحسب لمدرب منتخب السعودية فاندرليم اعتماده على أساليب الكرة الشاملة أحيانا، فترى سبعة أوثمانية لاعبين يدافعون ثم ينطلقون جميعا بالهجمة المرتدة، كما ظهرت لمساته جيدا على التنويع في بناء الهجمات ونقل الكرة بسرعة من جهة إلى أخرى والتركيز على إيجاد ثغرات في دفاع الخصم بالتمريرات البينية حينا والعرضية أحيانا أخرى، وساعده في ذلك وجود ترسانة من اللاعبين القادرين على تنفيذ الخطة التي تطلب منهم كالشعلة التي لا تنطفىء أبدا طوال دقائق المباراة محمد نور والدينامو السريع محمد الشلهوب وصاحب الأداء الثابت في وسط الميدان خميس العويران والجناح الأيمن الخبير أحمد الدوخي.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فالمواهب السعودية التي تجلس على دكة الاحتياط لا تقل شأنا عن التي في داخل الملعب، وهي ميزة مهمة يملكها فاندرليم ولا تتوافر لدى مدربي المنتخبات الأخرى، ما يجعل «الأخضر» متفوقا بفارق شاسع وكأنه يغرد خارج السرب، وكان يمكن لهذه العبارة أن تكون أكثر ملاءمة لو فاز المنتخب السعودي على نظيره القطري، ولو بقي فائزا على نظيره الكويتي أمس، لكان حصاده 12 نقطة من أربع مباريات كانت ستتوجه بطلا مبكرا جدا، لكن إهداره أربع نقاط لا يحجب تفوقه الفني الواضح وجهوزيته دفاعا ووسطا وهجوما للمنافسات الإقليمية والقارية.

وقياسا على أداء المنتخبات المشاركة في كأس الخليج، يمكن استخلاص عبرة «مبكرة» أيضا أن المنتخب السعودي سيكون المنتخب العربي الوحيد القادر على المنافسة في كأس آسيا في الصين، إلا إذا حصلت معجزة لدى المنتخبات الأخرى، لأنه باستثناء بعض الألعاب الجميلة من منتخبي البحرين وعُمان في بعض الفترات، فان المستويات كانت متدنية جدا وإذا بقيت على حالها في النهائيات الآسيوية فستشهد الكرة الخليجية «انتكاسات» لا مثيل لها بوجود منتخبات الصين واليابان وكوريا الجنوبية المتطورة جدا

العدد 487 - الإثنين 05 يناير 2004م الموافق 12 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً