العدد 501 - الإثنين 19 يناير 2004م الموافق 26 ذي القعدة 1424هـ

الرسائل الدعائية تغمر صناديق البريد الإلكتروني

منذ أن ابتدأت طفرة الانترنت والبريد الالكتروني ابتدأت الرسائل الدعائية في ملاحقة صناديق البريد الالكتروني لتملأها وتزعج مستخدميها، ويقوم مروجو هذه الدعايات بالمهمة على طريقتين، إما أن يقوموا بحشر عشرات الرسائل الالكترونية في بريدك الإلكتروني، أو إعطاء عنوانك لمن يقوم بالمهمة نيابة عنهم، والكل يتنافس على ذلك حتى الشركة التي زودتك بالبريد الالكتروني مثل ياهو وAOL اللتين تقومان بإرسال آلاف الرسائل الدعائية إلى المسجلين لديهما.

وتشير الإحصاءات إلى أن ما بين 30 في المئة و40 في المئة من الرسائل التي تستقبلها الشركات هي رسائل دعائية، فيما تتركز معظمها على مجموعة محددة من العناوين، وتستطيع ملاحظة ذلك إذا كنت تمتلك أكثر من بريد الكتروني، إذ ستجد أن أحدها مملوء الى الآخر بالرسائل غير المرغوب فيها بينما الآخر يحوي رسائلك الشخصية فقط، وفي البداية كانت هذه الرسائل تستهلك مساحة التخزين في أجهزة الخادم وتضر بسرعة الشبكة، لكن الآن وبسبب انخفاض كلفة هذه العناصر فان العنصر الأكثر تضررا هو وقت الموظفين الذي يتم هدره على قراءة أو حذف هذه الرسائل، وقد نشرت احدى الشركات البريطانية تقريرا يفيد بأنها تتسلم ما بين 60,000 و70,000 رسالة دعائية في الشهر، وإذا احتسبنا فقط الوقت الذي يضيعه موظفوها في فتح هذه الرسائل (ثانية واحدة فقط للرسالة) فان هذه الشركات ستتكبد نحو 11,000 دولار من الوقت المهدور شهريا، بينما عمليا فان الموظف يستغرق وقتا أكبر في عملية تحديد ما إذا كانت الرسالة تخص العمل أم رسالة دعائية، الأمر الذي يضاعف الخسائر إلى خمسة أضعاف المبلغ المذكور على الأقل.

أما تقديرات الإحصاء من أرض الواقع والتي نشرتها شركة Basex فتشير إلى أن الرسائل غير المرغوب فيها تكلف الشركات ما بين 600 دولار إلى 1000 دولار سنويا للموظف الواحد، وأن مجموع الخسائر التي تسببت بها يبلغ 20 بليون دولار سنويا، وذلك يتضمن الضغط المتولد على الشبكات والبرامج والأجهزة، في مقابل الخسائر التي تكبدتها الشركات بسبب هجمات الفيروسات في العام 2003 والتي تقدر بمبلغ 55 بليونا، وذلك على رغم أن الفيروسات ابتدأت بالظهور والنمو بسرعة منذ بدايات الحاسوب، أما الرسائل غير المرغوب فيها فقد ابتدأت بالنمو بشكل كبير خلال السنوات الست الماضية فقط، ومن المرجح أن تكونا هما المنافس الأكبر في إزعاج كل من الشركات والأفراد وبينما تصيب الفيروسات المستخدم بشكل متقطع فان الدعايات تبدو أشبه بالصداع اليومي المستمر الذي يرافق فتح البريد الالكتروني.


القانون الأميركي الجديد

وقع الرئيس الأميركي جورج بوش وثيقة باسم «CAN -SPAM» (SPAM) هو المصطلح الأميركي للرسائل الدعائية سواء تلك الخاصة بالبريد العادي أو الالكتروني، يهدف إلى الحد من طوفان الرسائل التي بدأت تتحول إلى تهديد حقيقي للبريد الالكتروني، وتم البدء في تطبيق القانون الذي يعد الأول من نوعه في الولايات المتحدة مع مطلع العام الجاري، وينص القانون على عدة قواعد يجب أن تلتزم بها الشركات لإرسال الدعايات، مثل أن تحمل الرسائل عنوانا واضحا يبين مضمونها خصوصا ذات المضمون الجنسي، واستخدام عناوين بريد حقيقية في إرسالها عوضا عن استخدام أسماء عشوائية، والالتزام بطريقة فعلية لحظر هذه الرسائل.

وبحسب القانون فانه يحق لمكتب التجارة الفيدرالي تسجيل قائمة خاصة لغير الراغبين في استقبال الرسائل «do not e-mail list»، وهي خدمة مشابهة لخدمة «Do Not Call» التي تمنع الاتصال هاتفيا بالمسجلين فيها لأغراض الدعاية التجارية، ويحق لمن يتم الاتصال به بعد تسجيله بثلاثة شهور رفع قضية ضد الشركة التي أجرت الاتصال.

وقد أثار القانون الجديد استياء عاما بين الشركات، بسبب وجود ثغرات كثيرة فيه، فهو لا يوقف الرسائل بل يعطيها صفة قانونية، وخصوصا أن عددا من الولايات كانت على وشك وضع قانون أفضل لحل المشكلة، مثل ولايتي كاليفورنيا وديلاوير، فقد كان القانون المقترح من قبل هاتين الولايتين ينص على أن الشركة يحق لها إرسال البريد فقط بعد موافقة المشترك على ذلك، كما أن قانونها يمكّن الأفراد من مقاضاة الشركات مباشرة. وفي هذا السياق أشارت إحدى الإحصاءات التي نشرت أخير عن الرسائل المتبادلة في أول أسبوعين من العام الجاري إلى أن القانون ينطبق على 10 في المئة فقط من الرسائل الدعائية، فيما تشير تحاليل شركة Brightmail إلى أن القانون الجديد لم يقلل من البريد الدعائي، فقد سجلت الشركة أن ما نسبته 58 في المئة من البريد الذي فحصته كان دعائيا، أما AOL فقد صرحت بأن البريد الدعائي ازداد بنسبة 10 في المئة منذ مطلع العام الجاري أي مع بدء تطبيق القانون الجديد، وبالتالي فان الرسائل التي يتم تداولها اليوم ربما تكون قانونية إلا أنها مزعجة بمقدار الإزعاج ذاته الذي كانت تسببه الرسائل القديمة.


أشهر رسائل دعائية بحسب AOL

قامت شركة AOL أكبر مزود للانترنت في الولايات المتحدة الأميركية في شهر ديسمبر/ كانون الاول من العام الماضي بنشر قائمة بأكثر الرسائل الدعائية انتشارا، مشيرة إلى أنها أوقفت نصف ترليون رسالة دعائية قبل وصولها إلى المستهلك العام الماضي، والى أن مروجي الدعايات يعملون على تغيير محتوى وعنوان الرسالة لتفادي إيقافها.

وأكثر رسائل دعاية كانت تروج للموضوعات الآتية:

1 - الفياجرا.

2 - الصيدليات الالكترونية.

3 - التخلص من القروض.

4 - تقوية أعضاء الجسم.

5 - الدراسة من خلال الانترنت.

6 - عقارات بأقساط منخفضة.

7 - تأمين بأقساط منخفضة.

8 - العمل من المنزل أو العمل من دون رئيس.

9 - دعايات لمواقع خلاعية.


كيف تتخلص من الرسائل غير المرغوب فيها؟

1 - قبل كل شيء احذر من فتح أي ملف مرفق مع رسالة لا تعرف مصدرها، لأنها قد تحتوي على فيروسات معها، وحاول تحديث برنامج مكافحة الفيروسات بين فترة وأخرى.

2 - قم بالتسجيل باستخدام أكثر من بريد الكتروني، واستخدم أحدها للأغراض الشخصية، بينما خصص الثاني للتسجيل في الشركات عند الحاجة.

3 - تجنب التسجيل ببريدك الالكتروني الشخصي في أي موقع غير معروف، فمعظم الشركات تقوم ببيع القوائم البريدية الموجودة لديها على شركات الدعايات، وبالمثل تجنب نشر بريدك الالكتروني في أي منتدى.

4 - اذا كنت تدير موقعا أو تجارة على الانترنت فاستخدم منتدى داخليا خاصا بالغرض لتجنب وجود بريد الكتروني.

5 - استخدم خاصية حجب المرسل (Block semder) إذا كنت من مستخدمي Hotmail، أو خاصية الإبلاغ عن الرسائل غير المرغوب فيها إذا كنت من مستخدمي بريد جواب، وذلك بشكل مستمر.

6 - لا تقم بالرد أو بإلغاء تسجيلك في أية قائمة دعائية، وذلك لأن تسجيلك فيها يعني أنك مازلت تستخدم بريدك الالكتروني، ما سيزيد من عدد الرسائل الموجهة إليك.

7 - في حال ازدياد عدد الرسائل غير المرغوب فيها وعدم قدرتك على إيقاف الكم الهائل من الرسائل الدعائية قم بالتسجيل بعنوان بريد الكتروني مختلف، ثم قم بارسال بريدك الجديد إلى معارفك مرة أخرى.

قام مزودو خدمة البريد الالكتروني المجاني الكبار، مثل هوتميل وخدمة جواب العربية بتطوير خدماتهم للتخلص من الرسائل الالكترونية غير المرغوب فيها، وفي هذا الخصوص قامت «الوسط» باستطلاع آراء بعض مستخدمي البريد الالكتروني للتعرف على آرائهم عن الرسائل الدعائية:

فحسين سعيد يستخدم أكثر من بريد الكتروني من هوتميل وياهو وبتلكو، بالإضافة إلى بريد الشركة التي يعمل فيها، وفي السابق كان يستقبل الكثير من الرسائل الدعائية، تصل إلى أكثر من ضعف الرسائل الشخصية، أما الآن فقد تخلص منها بشكل شبه نهائي، فبين كل 20 رسالة يجد رسالة واحدة فقط غير مرغوب فيها.

ولحل هذه المشكلة لجأ إلى عدم التسجيل في أي منتدى أو في أي سجل زوار، وفي وجهة نظره ان من المضحك اعتقاد بعض تلك المواقع أن بامكانها الاستفادة من القوائم البريدية في الدعاية لنفسها، إذ ان القارئ غالبا ما يقوم بمسح الرسائل مباشرة ومن دون قراءتها، بل ان كثرة الرسائل قد تتسبب في رد فعل عكسي كما حصل عندما قام بعض «الهاكرز» بمهاجمة موقعين عربيين عرف عنهما كثرة إرسال هذه الرسائل المزعجة.

أما عباس ماجد الذي يستخدم الهوتميل والذي لايزال يتسلم الكثير من الرسائل الدعائية، فقد أشار إلى أنه لايزال يتسلم 3 رسائل دعائية مع كل رسالة شخصية، وذلك على رغم أنه يبادر بشكل دوري إلى حجب مرسلي هذه الإعلانات، غير أن معظم المرسلين يبادرون بتبديل بريدهم الالكتروني واسم الموقع الذي يرسلون منه بين فترة وأخرى، وفي مطلع العام 2003 انهالت عليه الكثير من هذه الرسائل التي يحمل بعضها فيروسات أو دعايات لمواقع «شيطانية»، وكان بعضها محملا بفيروس يقوم بإرسال نفسه عن طريق قائمته البريدية فتصل الرسائل إلى أصدقائه وكأنه هو المرسل. ما سبب له الكثير من الاحراج. فيما أشار عدد كبير من مستخدمي هوتميل إلى أن الرسائل الدعائية توقفت منذ بدء التغييرات الجديدة التي أدخلتها الشركة مع مطلع السنة، التي تتضمن خدمات أكثر تطورا لحجب المواقع التي ترسل البريد الدعائي بشكل آلي من دون تدخل صاحب البريد الالكتروني نفسه، فيما أشار مستخدمو جواب إلى الأمر ذاته، إلا أن مستوى حجب الرسائل الدعائية كان أقل منه في هوتميل

العدد 501 - الإثنين 19 يناير 2004م الموافق 26 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً